المجتمع الناجح هو الذي يصنعه أجياله، تلك الأجيال الواعية المثابرة دوماً إلى النجاح، وحينما نتكلم عن النجاح هو أن ينجح الإنسان في حياته إن كان يعيش في شيء اسمه المجتمع المكون من أسرة وعائلة وقرية وشعب، في البيت، في المزرعة، في الوظيفة، في كل ما حوله، فإذا نجح الإنسان في ذلك صار مجتمعاً ناجحاً لأن هذا الإنسان هو المجتمع والسياسة، وهو جمال الطبيعة لأنه يحب مجتمعه ووطنه، فالحب هو شمس الطبيعة الثاني، لا أظن أن صاحب رأس مال قام بفتح مدرسة أهلية ثم ه استغل حاجة أصحاب المؤهلات ولم ينصفهم في شأن مرتباتهم، أو أنه استبدلهم بالأدنى والأرخص كون الأدنى ثانوية أو دبلوم جرياً وراء التوفير من جيوب أولياء أمور الطلبة الذين لا يعلمون ماذا يتلقى أبناؤهم من تعليم في شقق ودكاكين سموها مدارس أهلية، وحتى لا ننكر أن هناك قليل جداً من هذا التعليم ناجح ومتميز بالفعل، فمن استبدل الرخص والأدنى فقد صدر بضاعة فاسدة مغشوشة لمجتمعه ووطنه.
والأخطر من ذلك ضعف الرقابة المنهجية والأنشطة التي تمارسها تلك المدارس على طلابها لا ينفع أن نؤدي تحية العلم ونزين مكتب المديرة بالورود ونعلق صورة الرئيس على الجدار، وزارة التربية لا تعلم ماذا يجري داخل الأسوار، وما نوع التلقين، يجب أن تكون المدارس الأهلية وطلابها ومدراؤها نموذجاً راقياً في نشر مفهوم الولاء الوطني وتعميقه، وكي لا اتجنى على التعليم الأهلي فهناك مدارس حكومية أشد خطراً من "الحوزات"، تعمل ليل نهار لتهديم النسيج الاجتماعي وتفكيك روابط المجتمع، وغرس الفرقة بين أبنائه سواءً كانت قد رفدت تلك المدارس بكتب وكتيبات تأصل روح المذهبية المؤدية إلى زعزعة المجتمع وأبنائه وتشتيته إلى "فرق" وملل وغيره، وقد أبلغت وزير التربية والتعليم بتلك المدرسة، الذي تجاوب وأرسل لجنة وزارية إلى تلك المدرسة ووجدت تلك اللجنة الوزارية ما نتحدث عنه، إلا أن المديرة لا زالت متربعة على عرش تلك المدرسة، و"على فكرة" يا إخوان الآن تغيير مديرة مدرسة أصعب بكثير من تغيير قائد لواء، فلا يستطيع مدير مكتب التربية لوحده إذا وجد خللاً في تلك المدرسة أو غيرها أن يغير الإدارة، أما المجالس المحلية فلا حول ولا قوة إلا بالله، فكل واحد مصلحته يمشيها "وما حد فاضي لأحد"، يعني الدنيا سايبة، على الأقل يا جماعة ننتبه للتربية، لو فسدت ذهب كل شيء، الوطن والأخلاق والمجتمع، اسألوا "الفضلي" كم يعاني من متاعب حينما ينوي أن يصلح شيئاً "يا الله" كم يتلقى من اتصالات، ما فلانة لا تغيرها هي وهي وهي وهي ... وجعلوا منها عبقرية زمانها، طبعاً الحديث يشمل المدراء والمديريات، لكن المديرات أكثر لأن مفعول اللحن له تأثيره عند من تحكمهم العواطف، هناك مديرة مدرسة لا تضرب حساباً لا لمنطقة ولا لمجلس محلي ولا .. ولا ... خلاص ما عد "نفتش"، وأخرى تمارس ابتزازات مالية وعينية على طالباتها في المدرسة بشيء يقول أولياء الأمور "يالله نصرف على الأولاد"، "أما البنات ما يقرين" المطلوب إن المجتمع الناجح ينبع من أفئدة أبنائه وحدة فكرهم وهدفهم وتنمية قدراتهم، لكن على مسؤولي التربية إزاحة الروائح الكريهة من بعض مدراء ومديرات المدارس.<