في المهرجانات وسوق الشعارات التي تقام هذه الأيام في الضالع وغيرها من مدن ردفان والصبحة وقرى محافظة أبين نتيجة للصراع القاتل الذي يعيشه البعض ممن وجدوا فيها سبيلهم الوحيد في قتل ذلك الفراغ، وفي ممارسة الكذب والتضليل على البسطاء والأبرياء السذج منهم والأغبياء، وإذا كان ذلك بالأمس يمكن تصديق ما يقولونه في ظل غياب الحريات العامة بما في ذلك حرية الصحافة والرأي والرأي الآخر، فالأمس غير اليوم، فيمكن اليوم إيقافهم عند حدهم وتعرية ما يقولون من كذب وتضليل، غير أنه مع الأسف فإن ثقافة الآباء قد ترسخت في عقول الأبناء في منطقة الضالع على وجه الخصوص، وأصبحوا يصدقون أنفسهم مثلما كان آباؤهم بهذه الآفات في الماضي قد صدقوا أنفسهم، ففي الضالع وفي أحد تلك المهرجانات خرج علينا أحد الضالعين في الكذب والتضليل ومن كبار فرسان تلك الثقافة بالقول: "إن اعتصامنا الجماهيري المفتوح الذي بدأناه يوم كذا بتاريخ كذا لتوحيد الجهود والطاقات ونبذ كل ما يؤدي إلى الفرقة والانقسام وتشرذم وحدة نضالنا وتعميق إيماننا بعدالة قضيتنا الجنوبية".
يا سبحان الله كيف عادت لهم الصحوة بعد السعره وأصبحت لهم قضية خاصة بهم، كيف أصبحوا اليوم يتخبطون ويخيطون شوارع وأزقة الضالع ذهاباً وإياباً بعد الساعات السلطانية التي يقضونها في تجمعاتهم داخل الغرف المغلقة التي يتعاطون خلالها القات الضالعي، ثم متى أصبحت الضالع جنوبية؟ كانت حتى 1928م تابعة للشمال ونظام الأمامة وكان عاملها محمد الشامي والد الكاتب والمؤرخ ووزير خارجية الملبين أثناء الحرب الأهلية بعد انتصار ثورة "26" سبتمبر وهو للمعلومية من مواليد مدينة الضالع عام 1924م هرباً مع والده بعد سقوط الضالع بيد الانجليز عام 1928م وعمره أربع سنوات.
إنه لمن العجب أن نصبح نحن مناضلو حرب تحرير الجنوب من الاحتلال الأجنبي عبارة عن مجموعة من الخونة والعملاء للأجانب حسب وصف السلطة.
إن تلك الادعاءات الكاذبة لا يمكن أن تأتي إلا على السنة المهلوسين المخمورين، ويمكن للقات الضالعي أن يحتوي على مثل تلك المواد المخدرة، فجعلهم يثيرون والمغالطات التي لا تقف عند حدود معينة فأدمنوا عليها، ولا يمكن لهم التوقف عن تعاطيها ما دام القات الضالعي يزرع في الضالع، ولكن إلى متى؟ قالوا بأنهم حرروا الجنوب من الاحتلال وعجزوا أن يثبتوا بأن انجليزي واحد قتل في الضالع وغير الضالع إثناء حرب وفتنة 1994م روجوا بكم هائل من الشائعات الكاذبة فقالوا: إن مدينة الضالع قد دمرت بالكامل، وإن البيوت قد سقطت على رؤوس ساكنيها لإعطاء مبرر لهروبهم عن أرضهم وترك وحداتهم العسكرية والتخلي عن أسلحتهم الخفيفة والثقيلة والهروب إلى عدن أفراداً وجماعات. بعد أن توقفت الحرب لشهرين ذهبت شخصياً إلى الضالع فلم أجد بيتاً واحداً قد ضرب، بل لم نجد رصاصة واحدة أصابت أياً من بيوت الضالع دخلتها قوات الشرعية فوجدتها خالية عدا شحنات من الأسلحة والذخائر التي خلفوها من بعدهم بعد هروبهم إلى عدن واحتلال منازل مواطنيها تحت مبرر أنهم مشردين بعد أن دمرت بيوتهم في الضالع.
وعند دخول قوات الشرعية عدن في 7/7 كانوا هم أول الخارجين منها وعائدين إلى بيوتهم في الضالع التي وجدوها سليمة مثلما كانت قبل أن يغادروها، فهم أول الهاربين وهم أول العائدين.
لقد آن الأوان للمهزومين والذين فقدوا مصالحهم في السلطة والنفوذ أن يتناسوا أخلاقهم في العودة إلى ذلك العهد الذي مضى، ولن يعود عليهم أن يكفوا عن المزايدة وترديد الشعارات الكاذبة، لقد قدم الرئيس/ علي عبدالله صالح أكثر مما يستحقون، بل أكثر مما كانوا يتحصلون عليه في عهد التشطير، والكف عن الكذب والتضليل والتغني بأصوات اسطوانات مشروخة عفى عليها الزمن. تحصلتم على الكثير والكثير من خلال ابتزاز السلطة إلى هنا وبس كونوا مواطنين صالحين تعملون من أجل الخير ومن أجل امن واستقرار اليمن واليمنيين ورفاهيتهم لأن التمادي في ما أنتم عليه سوف يوصلكم إلى طريق مسدود لا يفيد بعده الحسرة والندم.<