;
ممدوح طه
ممدوح طه

علامة استفهام.. ولا تعجب 1624

2008-09-04 03:53:29


قرأت تقريرا أميركيا يكشف أن إسرائيل خططت منذ أكثر من عامين لاستخدام الأراضي الجورجية لتوجيه ضربة ضد المنشآت النووية الإيرانية، حيث استفادت من تعاونها العسكري مع تبليسي لإقامة قواعد عسكرية سرية هناك بالاتفاق مع واشنطن.

وأنّ هذه القواعد ضربتها الطائرات الروسية في النزاع الأخير مع جورجيا. رأيت عرضه مجددا لنرى الصورة على حقيقتها في القوقاز، ولنعرف أكثر كم هو الترابط بين ما يجري في القوقاز وما يجري في الشرق، وما طبيعة الدور الصهيو أميركي والأدوار الأخرى التي تثير علامات استفهام أو تعجب!

وبحسب التقرير، الذي أعده الكاتب الأميركي بريان هارينغ ونشره موقع «تي بي آر نيوز»، فإنّ: «جورجيا أصبحت مصدراً مهماً للنشاطات العسكرية، سواء بالنسبة للحكومة الإسرائيلية أو لشركات الأسلحة الإسرائيلية». وأنّ تل أبيب بدأت تبيع أسلحتها إلى تبليسي منذ أكثر من سبعة أعوام بواسطة جورجيين هاجروا إلى إسرائيل، وأبلغوا مسؤولين عسكريين أنّ لدى جورجيا موازنة ضخمة نسبياً بفضل المساعدات الأميركية، وربما ترغب في شراء أسلحة إسرائيلية.

ويقول هارينغ أنّ: «التعاون العسكري الإسرائيلي الجورجي يعود في الأساس إلى وزير الدفاع الجورجي دافيد كيزيراشفيلي الذي يحمل الجنسية الإسرائيلية ويجيد العبرية والذي فتح بابه للإسرائيليين الذين توجهوا إلى تبليسي لبيع أنظمة عسكرية من صنع إسرائيلي». ويوضح أن صفقات التسلح قد أنجزت بسرعة بفضل التدخل الشخصي من وزير الدفاع.

كما يشير هارينغ إلى أنّ وزارة الحرب الإسرائيلية زودت جورجيا بطائرات تجسس «يو آي في ؟؟؟» لاستخدامها تحت مراقبة صارمة من قبل الاستخبارات الإسرائيلية، وذلك للقيام بطلعات جوية فوق مناطق تقع جنوبي روسيا، خصوصاً إيران، وذلك لتحديد أهداف قد تكون عرضة للهجوم في المستقبل.

ويوضح أنّ مطارين في جورجيا قد خصصا لطائرات عسكرية إسرائيلية لمهاجمة أهداف إيرانية محددة، مشيراً إلى أنّ «هذا الهجوم قد حظي بموافقة الرئيس الأميركي جورج بوش في تفاهم موقّع مع الحكومة الإسرائيلية في واشنطن في الرابع من يوليو عام ؟؟؟؟».

لكن أخطر ما يشير إليه التقرير وفقاً لهذا الاتفاق السري الأميركي، هو أن «إسرائيل يمكن أن تحظى باستخدام حر لمطارات جورجية غير محددة تحت مراقبة أميركية، تستطيع المقاتلات الإسرائيلية من خلالها التحليق جنوباً عبر الأجواء التركية لضرب إيران»، وذلك لاعتبار المسافة بين جورجيا وطهران، هي أقل من تلك بين طهران وتل أبيب.

ويرى هارينغ أنّه من خلال استخدام القواعد الجورجية، والحصول على المساعدة من قبل الولايات المتحدة، يمكن لهذا الهجوم أن يكون أكثر ملاءمة من تنفيذه عبر قواعد إسرائيلية وطلعات جوية قد تكون لها تبعات دبلوماسية خطيرة. وبينما يقول هارينغ أن هناك اتفاقا أميركيا سريا مع أنقرة بهذا الخصوص، وبالرغم من استبعاد ذلك بالنظر إلى طبيعة العلاقات الإيرانية التركية الطيبة، فإنه يوجب على أنقرة توضيح ذلك الأمر نفيا أو تأكيدا..

الأكثر إثارة في هذا التقرير الذي نشرته «السفير» تأكيده أنّ الاستخبارات الروسية رصدت مواقع الاستطلاع الإسرائيلية في جورجيا، وأن الطائرات الروسية قامت بضرب هذه القواعد قرب العاصمة تبليسي خلال الحرب الأخيرة.

وربما هذا بالتحديد ما أثار حنق أميركا على روسيا وأغضب غالبية الدول الغربية.. ومع كل ما يثيره ذلك الكلام من علامات استفهام وعدم تعجب، فهو نفسه ما يستوجب تحديد مواقفنا العربية من هذه الحرب!

الأكثر قراءة

الرأي الرياضي

كتابات

أحمد ناصر حميدان

2025-01-18 00:17:31

وطن يصارع الضياع

كلمة رئيس التحرير

صحف غربية

المحرر السياسي

سيف محمد الحاضري

2024-10-14 03:09:27

القضاء المسيس ..

وكيل آدم على ذريته

أحلام القبيلي

2016-04-07 13:44:31

باعوك يا وطني

أحلام القبيلي

2016-03-28 12:40:39

والأصدقاء رزق

الاإصدارات المطبوعة

print-img print-img
print-img print-img
حوارات

dailog-img
رئيس الأركان : الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر

أكد الفريق ركن صغير حمود بن عزيز رئيس هيئة الأركان ، قائد العمليات المشتركة، أن الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر، مبيناً أن تشكيل مجلس القيادة الرئاسي الجديد يمثل تحولاً عملياً وخطوة متقدمة في طريق إنهاء الصراع وإيقاف الحرب واستعادة الدولة مشاهدة المزيد