أصبحت ظاهرة غلاء المهور عائقاً صعباً أمام من يريد العفاف من الشباب في هذا العصر المادي، وتحول أولياء الأمور إلا من رحم الله إلى تجار سلع يبيعون بناتهم وفلذات أكبادهم كسلع تجارية، وهذا والله نذير شر على الأمة الإسلامية ومجتمعنا اليمني الذي قال فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم: "الإيمان يمان والحكمة يمانية" وقال أيضاً: "اللهم بارك لنا في شامنا ويمننا" فقالوا: وفي نجدنا يا رسول الله؟ فقال: "اللهم بارك لنا في شامنا ويمننا" فقالوا: وفي نجدنا يا رسول الله؟ فقال: "اللهم بارك لنا في شامنا ويمننا" فقالوا: وفي نجدنا يا رسول الله؟ فقال: "منه الزلازل والفتن ومنه يطلع قرن الشيطان، ولذلك حث النبي صلى الله عليه وسلم على تيسير الزواج فقال: "ايسرهن مهراً أكثرهن بركة" وكذلك أيضاً عندما جاء علي ابن أبي طالب إلى النبي صلى الله عليه وسلم ليخطب ابنته فاطمة فقال له: اتجد ما تعطيه لها مهراً فقال: "ليس لي إلا درعي الخطامية" فقبل منه النبي صلى الله عليه وسلم وزوجه بفاطمة بدرع خطامية، وكذلك أيضاً عندما سأل أحد أصحابه فقال له: "تزوجت" فقال: نعم، فقال: "كم سقت لها؟" فقال: أربع أواق من الفضة لم يقل من الذهب، فقال له النبي صلى الله عليه وسلم زاجراً ومعاتباً: "كأنكم تنحتون الذهب من عرض هذا الجبل"، وأيضاً عندما جاءت امرأة إلى النبي صلى الله عليه وسلم وقالت له: يا رسول الله إني أهب نفسي لك، فنظر إليها ثم سكت فقام رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله إن لم يكن لك بها حاجة فزوجنيها؟ فقال: ماذا ستمهرها؟ فقال: يا رسول الله أنا لست أملك شيئاً ثم قال له الرسول: أمهر ولو بخاتم من حديد قال: يا رسول الله لست أملك شيئاً فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: "كم تحفظ من القرآن؟" فعدد له سور من القرآن يحفظها، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: "لقد زوجتكها بما تحفظ من القرآن"، ولذلك نرى في عصرنا اليوم انتشار الفساد الأخلاقي من زنا ولواط ومشاهدة للقنوات الفضائية المحرمة هذا من آثار غلاء المهور الفاشي في مجتمعنا، فتجد معظم الشباب قد عزف عن الزواج للعوائق المالية التي يجدها أمامه عندما يقدم على الزواج، وأيضاً نجد من أولياء الأمور عندما يقدم أحد الشباب على خطبة ابنته: فيسأله: هل أنت موظف؟ كم راتبك؟ هل لديك بيت ملك؟ كم ستعطيني مهراً؟ كم ستعطيني شرطاً؟ قد أعطوا فيها كذا وكذا وفلان زوج ابنته بكذا وأيضاً حق الأم، حق الخالة، حق الفتاشة، حق الدخلة، من الأمور التي ما أنزل الله بها من سلطان والدين منه براء كبراءة الذئب من دم ابن يعقوب وأيضاً بعض أولياء الأمور عندما يأتي إليه شخص كفء لابنته وذو أخلاق ودين وابنته تريده لكن الأب الجشع يرفض بسبب أنه تقدم لها رجل ثري وإن كان قاطعاً للصلاة أو شارباً للخمر فيزوجها به وهي لا تريده فتصبح حياة البنت في جحيم، ولذلك قال النبي صلى الله عليه وسلم: "من أتاكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه إلا تفعلوا تكن فتنة في الأرض وفساد كبير"، وأخيراً أنصح الشباب الذين لا يستطيعون الزواج بالصيام لقول النبي صلى الله عليه وسلم: "يا معشر الشباب من استطاع منكم البائة فليتزوج فإنه أغض للبصر وأحصن للفرج ومن لم يستطع فعليه بالصوم فإنه له وجاء"، هذا ما أردت أن أقوله وإلى موضوع آخر إن شاء الله.
وإلى الأيادي الرحيمة التي تعين المحتاجين وتلفت إليهم في هذه الأيام المباركة وشهراً مباركاً وصوماً مقبولاً وإفطاراً هنيئاً والله المستعان.