;
محمد مرشد الادريسي
محمد مرشد الادريسي

رمضان فرصة لتجديد التوبة 1613

2008-09-13 06:57:56


من الملاحظ في شهر التوبة والفغران، شهر رمضان الكريم إقبال الكثير من الناس على المساجد وقراءة القرآن، فنجد أن المساجد تمتلئ بالمصلين من كل فج حتى يبدأ انصرام الشهر الكريم، فنجد المساجد في أوائل أيام شوال تتقلص من المصلين حتى لا تبقى إلا صفوف قليلة جداً وكأن مفهوم الكثير من الناس أن العبادة والصلاة في المساجد لم تشرع إلا في رمضان فقط، وكأنهم لم يسمعوا قول الله تعالى: "إن الأيام عند الله اثنا عشر شهراً" لم يقل شهر رمضان فقط، ولكن رمضان فرصة ليزود الإنسان نفسه بالطاعات وموسم لنيل الدرجات والحسنات، ومحطة لتزويد الإنسان بطاقات الإيمان ليشق طريقه بعد ذلك في العبادة وأداء فرائض الله لينال رضى الله سبحانه وتعالى، ولذلك النبي صلى الله عليه وسلم يقول: "خير الأعمال عند الله أدومها وإن قل"، فالقصد أن الإنسان يداوم على الأعمال الصالحة وان كانت قليلة، ونصيحة لأولئك المحرومين من القرب من الله ومن نور الإيمان أن يستغلوا رمضان لتجديد توبتهم مع الله، وأيضاً أصحاب المعاصي والآثام والمنكرات أن يتوبوا إلى الله سبحانه وتعالى ولا يأئسوا من رحمته الذي وسعت كل شيء، فهو القائل: "قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله أن الله يغفر الذنوب جميعا أنه هو الغفور الرحيم"، وأيضاً قال في الحديث القدسي: "يا ابن آدم لو بلغت ذنوبك عنان السماء ثم استغفرتني غفرت لك ما كان منك ولا أبالي"، فالله الله التوبة إلى الله والرجوع إليه فهو الغفور الرحيم وأعلم أن الله سبحانه وتعالى يفرح بعودتك إليه رغم أنه ليس له حاجة بك فهو القائل في الحديث القدسي: "لو أن أولكم وآخركم وأنسكم وجنكم كانوا على أتقى قلب رجل واحد منكم ما زاد ذلك في ملكي شيء، لو أن أولكم وآخركم وأنسكم وجنكم كانوا على أفجر قلب رجل واحد منكم ما نقص ذلك من ملكي شيء"، ولكن من رحمته أن يفرح بعودة عبده إليه ليرحمه وينجيه من عذابه، فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: "لله أفرح بتوبة عبده إليه كمثل رجل ضل في صحراء قاحلة وبعيره معه وعليه زاده فضلت عليه فاستظل تحت شجرة وقد أعياه الجوع والعطش، فبينما هو كذلك إذ بالناقة فوق رأسه فقال: اللهم أنك عبدي وأنا ربك أخطأ من شدة الفرح"، فالله رحيم ورحمته وسعت كل شيء، وأعلم أخي القارئ أن للتوبة شروط أربعة ثلاثة منها في حق الله سبحانه وتعالى، وواحدة في حق المخلوق، فأما الثلاث التي في حق الله: أن يعزم على ترك المعاصي التي يفعلها، وأن يندم على ما فعله من المعاصي، وأن يقلع عنها بالكلية، وأما الواحدة التي في حق المخلوق إن كان عليه للناس مظالم يردها ولا يسوف في التوبة قبل الموت فالنبي صلى الله عليه وسلم يقول: "الموت أقرب إلى أحدكم من شراك نعله" واختم موضوعي بقصة رجل قتل تسعة وتسعون نفساً فأراد أن يتوب فسأل عن أعلم أهل الأرض فدل على راهب فقال له: هل لي من توبة؟ فقال: لا فوفى به المئة، ثم دل على رجل عالم فسأله: هل له من توبة؟ فقال: ومن يحول بينك وبين التوبة، ولكن اذهب إلى أرض كذا وكذا فإن فيها قوم يعبدون الله فأعبد الله معهم ولا تعد إلى أرضك فإنها أرض سوء، فبينما هو في الطريق إذ أتاه ملك الموت فقبض روحه، فتنازعت فيه ملائكة الرحمة وملائكة العذاب، ملائكة الرحمة تقول أتى إلى الله تائباً، وملائكة العذاب تقول: أنه لم يفعل خيراً قط فبعث الله ملك فقال: أن قيسوا بين الأرضين فإن كان إلى الأرض الصالحة قبضته ملائكة الرحمة، وإن كان أقرب إلى الأرض السيئة قبضته ملائكة العذاب، فأوحى الله إلى الأرض الصالحة أن تقاربي، وإلى الأرض السيئة أن تباعدي فقبضته ملائكة الرحمة فأسأل الله أن يتوب على التائبين وأن يرزقنا توبة نصوحا والحمد لله رب العالمين.

الأكثر قراءة

الرأي الرياضي

كتابات

أحمد ناصر حميدان

2025-01-18 00:17:31

وطن يصارع الضياع

كلمة رئيس التحرير

صحف غربية

المحرر السياسي

سيف محمد الحاضري

2024-10-14 03:09:27

القضاء المسيس ..

وكيل آدم على ذريته

أحلام القبيلي

2016-04-07 13:44:31

باعوك يا وطني

أحلام القبيلي

2016-03-28 12:40:39

والأصدقاء رزق

الاإصدارات المطبوعة

print-img print-img
print-img print-img
حوارات

dailog-img
رئيس الأركان : الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر

أكد الفريق ركن صغير حمود بن عزيز رئيس هيئة الأركان ، قائد العمليات المشتركة، أن الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر، مبيناً أن تشكيل مجلس القيادة الرئاسي الجديد يمثل تحولاً عملياً وخطوة متقدمة في طريق إنهاء الصراع وإيقاف الحرب واستعادة الدولة مشاهدة المزيد