ستون عاماً والجرح ينزف دماً والألم يزداد والقلب يحزن، وآهات أطفال الحجارة تحزننا، الأطفال تأن وصراخ الثكلى يتقطع والشيوخ تبكي والمرارة والصبر يزداد لدى عاماً "أطفال الحجارة في فلسطين الحبيبة، يستبدني الألم ويقطع أشلائي أجزاء. . وحدها فلسطين الصامدة الأبية تقف أمام أعدائها شامخة لا ينحني لها رأس تظل كما الأسود في بيوتها مرفوعة الرأس وفلسطين اليوم لا تلبس النصر تاجاً لها، بل تلبس ثوب الشهداء حلتة تتزين بها وتجعل النصر من حقها، والصلاة في الأقصى سيكون قريب وما النصر إلا من عند الله، وكان الرسول صلى الله عليه وسلم أجود ما يكون في رمضان فكان لا بد من أن نعيش في هذه اللحظات في رمضان مع أرض المعركة والجهاد في فلسطين وحدها.
يعيش أطفالها في جهاد وظلام دامس في غزة يموت الآن الأطفال وبينما ينعم الأطفال في العالم بطفولتهم ويتم عقد الاتفاقات من أجل حقوق الأطفال.
نجد في المقابل إمتهان وقتل وتشريد لأطفال غزة وحصار وسد منافذ الغذاء.
وحصار شديد على غزة ومنع الكهرباء عنها مما يؤدي إلى وفاة الأطفال والكبار والأمراض.
في غزة يعاني أفرادها من تدهور في المجال الصحي، فلا يوجد أطباء ولا أجهزة تقوم بالغرض لعلاج هؤلاء ضحايا الحصار والذين يشكلون نصف المجتمع الفلسطيني كان عام 2007م "44" طفلاً منعوا من تلقي العلاج فماتوا جميعاً.
وقد تعرض أطفال غزة لحالات نفسية واضطرابات وقلق نتيجة للاعتداءات الصهيونية، فهم يشعرون بالخوف الدائم، وإضافة لذلك نجد أن الأسرة الفقيرة مع شدة الحصار تقف عاجزة عن علاج أبنائها فلا يوجد مستشفيات متخصصة، وفي نهاية النصف الثاني من عام 2007م منع الكثير من الأطفال من السفر للعلاج أمثال الطفل سالم المصري الذي يعاني من ثقب في القلب، فالدول تعترف بحقوق الأطفال، فبعض أطفال غزة يعانون من فقر الدم وسوء التغذية والجوع، فقد كشفت الدراسة التي أجريت في غزة للصحة النفسية أن "94. 6%" من الأطفال الفلسطينيين تعرضوا لمشاهد تسبب الإصابة العصبية لديهم خاصة مشاهدة القصف والقتل، وفي دراسة أجراها مركز آدلر في إسرائيل حول تأثير العنف على الأطفال الفلسطينيين تعرضوا لمشاهد وجد أن "70%" من الأطفال الفلسطينيين في الضفة الغربية عانوا من أعراض ضائقة ما بعد الصدمة النفسية؛ وقد أشار تقرير لمركز المعلومات الوطني الفلسطيني أن الأطفال تعرضوا لظروف صعبة خلال انتفاضة الأقصى وقد تمثلت في:
مشاهدة الطفل لأعمال عنف وتخويف وإرهاب وقتل شخصي على صلة به وتعرضوا لاعيرة نارية وفقدان أحد الوالدين وهدم البيوت والقصف المتكرر والتعرض لاستئناف الغازات المسيلة للدموع، وقد أشار التقرير إلى أن من مظاهر الآثار النفسية على الأطفال هو القلق والخوف والتشتت وضعف الذاكرة وحالات الإغماء والاستيقاظ المفزع والتمرد وعدم الطاعة واضطرابات هضمية وعزوف من الأكل والأرق وغيرها من الحالات التي تصيب أطفال غزة وفلسطين، وفي بلادنا تأسست المؤسسة اليمنية لرعاية الطفل الفلسطيني تكافل وهي مؤسسة اجتماعية خيرية تنموية تعمل على دعم ومؤازرة الطفل الفلسطيني في تأمين الحياة الكريمة له.
وتهدف المؤسسة إلى مناصرة الطفل الفلسطيني وتقديم الرعاية الشاملة لأطفال الحجارة في جميع المجالات.
وعبر مشروع كفالة اليتيم وكفالة الأسر الفقيرة وتعليم الأطفال والاهتمام بصحتهم وبناء مستشفيات ومنها مستشفى النصر للأطفال في غزة نتيجة لما تعاني منه غزة والآن يتم تجهيز وبناء هذا المستشفى لمساعدة أطفال غزة وتكافل تقوم بجمع التبرعات لهؤلاء الأطفال، فكل ما علينا هو التبرع للطفل الفلسطيني في هذا الشهر الكريم.
وعبر البنوك والمساجد وعبر المؤسسة من أجل إخواننا المرتبطين في الجهاد وأرض المعركة من أجل أطفال الحجارة الذين أثبتوا للعالم مدى قوتهم وصبرهم - نناشد أصحاب الضمائر والقلوب الرحيمة للتبرع لأبناء غزة ومساعدتهم من أجل بناء المستشفيات وكفالة يتيم ولا ننسى قول الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم: "أنا وكافل اليتيم في الجنة كهاتين"، وأشار بالسبابة والوسطى.
وفي هذا الشهر تتضاعف الحسنة إلى "70" ضعفاً وما أحوجنا لهذه الحسنات والصدقة نور وبرهان والله يضاعف لمن يشاء.