;
د.سليم نزال
د.سليم نزال

أمريگا ما بعد المرحلة البوشية! 1517

2008-09-21 03:50:59


في الأعوام التي تلت انهيار النظم الاشتراكية، ظهر في أمريكا كتابان ساهما في تأسيس رؤى جديدة للعلاقات الدولية لمرحلة ما بعد الحرب الباردة، كتاب فوكوياما "نهاية التاريخ" أى نهاية الصراعات بعد انتصار الرأسمالية؛ وكتاب "صراع الحضارات" لصمويل هنتنغتن الذي رأى أن حدود صراعات المستقبل ستكون ما بين الحضارات...

تبنى نظرية فوكوياما كان سيقود إلى خفض التسلح لأن رؤيته استندت إلى فكرة الانتصار النهائى للفكر الليبرالى واختفاء الصراعات الدولية. أما تبنى نظرية هنتنغتن فيعنى تبنى أفكار تلغى نضالات البشرية من أجل تحقيق العدالة لصالح أفكار تضع المجتمعات ضد بعضها البعض. وأكثر من ذلك، ساهمت هذه الأفكار خاصة في زمن وصول عناصر مسيحية إنجيلية متطرفة إلى البيت الأبيض بتقديم المسوغات النظرية لمفهوم جديد في الصراعات الدولية سمى الحرب العالمية على الإرهاب. ومفهوم الحرب على الإرهاب مفهوم غامض لم يتم تعريفه إلا من خلال هذا الخطاب المتطرف الذي نصب نفسه المفسر الوحيد للإرهاب والممثل الوحيد للحضارة الإنسانية..

وإذا ما أجرينا تحليلا علميا لهذا النسق الفكرى لأجل التعرف على أسسه فإننا سنرى أنه عبارة عن توليفة من الأفكار والمفاهيم المتعددة المصادر:

- مفهوم الأنثروبولوجيا الذي قسم في القرن التاسع عشر العالم إلى متمدن وبدائى والذي ساهم بقسط وافر بتقديم المسوغات لأعمال الإبادة التي تعرض لها السكان الأصليون في ما سمى بالعالم الجديد..

- توظيف أيديولوجى لمفاهيم الديمقراطية وحقوق الإنسان لتبرير الاحتلال الأمريكى لأفغانستان والعراق...

فماذا عن أمريكا وعن الموقف العربي ما بعد بوش؟

يكتسب هذا السؤال أهميته ليس فقط من رغبة العرب في رؤية موقف أمريكى متوازن من القضية الفلسطينة والقضايا العربية وهو أمر من الصعب تخيله في الوقت القريب، لكن بوسع العرب بكل تأكيد الاستفادة من انخفاض حدة العدوانية الأمريكية إذا ما اعتمد أوباما، إذا ما أصبح الرئيس القادم، لغة الحوار للضغط من أجل دور أمريكي أكثر توازنا. وعلى كل حال ليس من المستبعد أن يقوم أوباما بنوع من انتفاضة على السياسة البوشية التي باتت تعتبر من أكثر المراحل عنفا في التاريخ الأمريكي الحديث وفي العالم.

لذا فإنه سيعمل على ترميم صورة أمريكا التي تلقت ضربات عديدة، وهذا يعنى أنه سيسعى لوضع بصماته على سياسة أمريكية قد تكون أقرب إلى اعتماد لغة الحوار.

لا شك أن أوباما يدرك التغيرات الدولية الأخيرة خاصة لجهة بداية بروز أقطاب كبرى تشارك أمريكا في إدارة شؤؤن العالم. ولعل التصريح الأخير للرئيس الروسى ميدفيديف الذي رفض فيه عالما تحكمه أمريكا، يؤشر بوضوح إلى تغيرات على مستوى القوى الكبرى خاصة لجهة تعاظم التأثيرين الروسي والصيني..

صحيح أن ذلك لا يعنى نهاية الدور الأمريكي المحوري في العالم لكن لا يسع أمريكا. لكن يظل على العرب أيضا أن يراجعوا حساباتهم وأن يتكيفوا مع التغيرات الجديدة بعد أن شهدت المرحلة الماضية حروبا باردة وأكثر من باردة ما بين الدول العربية. فتقسيم العالم العربي إلى دول معتدلة ودول متطرفة بات من مفردات العصر البوشي المفترض تجاوزه...

إن إمكانية وضع إستراتيجية عربية واحدة مسألة غير ممكنة بسبب تعدد السياسات الرسمية العربية، لكن من الممكن للعرب أن يستفيدوا من تجارب المرحلة المؤلمة الماضية لوضع تصور يشكل الحد الأدنى لجهد عربي مشترك، وهذا من شأنه أن يضعهم في وضع تفاوضي أفضل والاستفادة من التغيرات الدولية للدفاع عن مصالحهم وحقوقهم.

الأكثر قراءة

الرأي الرياضي

كتابات

أحمد ناصر حميدان

2025-01-18 00:17:31

وطن يصارع الضياع

كلمة رئيس التحرير

صحف غربية

المحرر السياسي

سيف محمد الحاضري

2024-10-14 03:09:27

القضاء المسيس ..

وكيل آدم على ذريته

أحلام القبيلي

2016-04-07 13:44:31

باعوك يا وطني

أحلام القبيلي

2016-03-28 12:40:39

والأصدقاء رزق

الاإصدارات المطبوعة

print-img print-img
print-img print-img
حوارات

dailog-img
رئيس الأركان : الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر

أكد الفريق ركن صغير حمود بن عزيز رئيس هيئة الأركان ، قائد العمليات المشتركة، أن الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر، مبيناً أن تشكيل مجلس القيادة الرئاسي الجديد يمثل تحولاً عملياً وخطوة متقدمة في طريق إنهاء الصراع وإيقاف الحرب واستعادة الدولة مشاهدة المزيد