علي راشد عليان
صيحة هذه هذه حلوة وآخر موضة اسكت واجلس نزلوا أبوه الحبس، أكتب وقد قررت المحكمة حجزهما لمدة "24" ساعة لمخالفتهم نظام الجلسة كلام معقول بس ليش ما يحبس الذي يتخلف عن موعد الجلسات وليش سيدي القاضي آخر صيحة يترك الحبل على الغارب لواحد من كتاب المحكمة ليكتب ما يشاء ويملي عليه من خصم دون علم الخصم الآخر إلا بعد أيام رغم إقفال محضر الجلسات... هل معقول إن حاكماً يتربع على رأس محكمة وموظفيه يتلاعبون بمواعد الجلسات والذي يده خضراء كل خمسة أيام أو ثمان جلسة ومن على القانون يراعي للقانون بعد 21 أو 23 فرق بين جلسة وجلسة تمديد وتطويل ليس لمعرفة الصلح والخطأ أو الصواب ما يعينه التطويل وإنما إرضاء ورغبة لمن في صالحه التمديد والتطويل لمراوغة الآخر للصلح لأن من في صالحه التأخير يعرف بأنه ليس له حق فيما يدعيه، فهو يدفع ويزيد ويقدم بين يديه صدقه والآخر بأحقيته، فهو صابر غير جازع، لكن عرقلة صاحب الحق وطول الانتظار يولد الانفجار، والحاكم لا يزال يشرب قهوته الصباح، لا تستغربوا من قضايا الثأر التي تفتك بمجتمعنا مئات السنين أولها منازعة بسيطة على قطعة أرض لا تساوي دماء سفكت بسببها، وهو حين يجد الشخص المدعي المرونة التي يتحلى بها بعض كتاب المحاكم بدءاً من الكاتب وإنتهاءً بتوقيع الحاكم وختمه على ما كتبه الكتبة المراهقون سهل جداً لكسب ود كاتب محكمة يرى عودي القات صديقه ومئات الآلاف امه وأيبه بلا شك إنه من سيحكم لك أو عليك كنت صاحب الحق أو غير صاحب حق كثير من رواد المحاكم ومرتاديها قبيلي "دعممه" يرحم الله كما يقولوا، لكن عمره في الشريعة معه خبره في الأخذ والعطاء يلتقيك وأنت شاب لم تضع قدمك بعد على عتبة باب المحكمة ويرشدك بالمهارات والوسائل التي ستجعل الحاكم في صالحك حتى ولو كان الحق لغيرك فيقول لك بصريح العبارة "ولدي عليك وعلى الكاتب" الحاكم عليه يوقع ويختم "مش داري بشيء"، "عاني الكاتب وانتبه له" الحاكم لا يهمه الكاتب الذي بيكتب ويلعب ويزيد وينقص، وفعلاً المشارع الجديد يحتاج إلى دليل وخطة سير يهتدي بها أي "يكون لكع" وإلا سيفاجأ في آخر المطاف بأن حقه الذي كان حق والده وحده قد صار حق غيره أو جزء منه لخصمه المدعي من حق غير ولا برهان، حتى وإن علمتك الجمهورية ووضعت قانون فالقانون عند بعض المحاكم كما أسلفنا "من غج صاحبه غج" لا مكان للقانون إلا على من لا يجد درهماً ولا ديناراً والجاري والمعمول به هو ما كان محسوس وملموس في يد هذا وذاك من كتاب أول صرخة عند أول حاكم صيحة، إنني قد أقترح كمواطن أو ناقد صحفي أن تعمل قيادة وزارة العدل وعلى رأسها هيئة التفتيش القضائي ممثلة بالدكتور/ عبدالله فروان المعروف بنزاهته وإخلاصه وتواضعه أن يضع معيار نجاح القضاة هو إنجازهم للقضايا السهلة والبسيطة جداً، فالتطويل لها علامة على رغبة القاضي بأن تتحول هذه القضايا البسيطة والسهلة إلى قضايا معقدة ومتطورة إلى ثأر وغيره، بل وتنزع ثقة المواطن في دولته ومؤسساته، فالقاضي المخورج الراكن ركون الغباء والحماقة على قلم كاتبه دون الفحص والتدقيق هو ذاك القاضي الذي ينجز قضايا معقدة تحتاج لفحص وتمعن وتأني من أجل سلامة الحكم والأمانة لا إخراجها كجنين مشوه أخرجته أمه كرهاً لرغبة "ونيس الليل" الطرف الآخر ثم ينقضها الاستئناف، فالقاعدة تقول: "ما لا تسمع فيها الدعوى لا تسمع فيها البينة" أي لا وجود لدعوى عقلية منطقية واقعية فهذه قضايا سهلة لماذا التمديد والتطويل هو المطلوب حتى ترتقي إلى صراع دموي بين المواطنين فاتقوا الله أيها القضاة فلا تكونوا من القاصدين للباطل العادلين عن الحق.<