;

تحصين الأبناء ضد الانحراف 965

2008-10-13 22:47:35

شكري عبدالغني الزعيتري

نستقبل آراء القراء للكاتب على البريد الالكتروني: Shukri_alzoatree @yahoo. com

الحلقة الثانية

استكمالاً للحلقة الأولى بالعدد السابق نواصل اليوم الحديث عن تحصين الأبناء بقيم الأخلاق ومبادئ إنسانية منذ الصغر وبالتربية الفاضلة إذ أن الأسرة هي اللبنة الأساسية في بناء الفرد ومعتقداته ومبادئه وقيم وقيمة أخلاقياته ويجب علي كل رب أسرة (أب و أم) أن يغرسوا ويملئوا مستودع أبنائهم وضمائرهم وكنائين نفوسهم بقيم الأخلاق ومبادئ الإنسانية وتعاليم الدين الإسلامي الحنيف والصفات الحميدة منذ الصغر ولا يتركوا وجدانهم في حالة فراغ لان القلب الخالي والنفس المشوشة سرعان ما تتأثر بأول شئ يصادفها سواء كان سمين أو غث. . فائدة أو ضرر. . صالح أو طالح وقد جاء في الأقوال المأثورة (( لاعبه سبعا. . وأدبه سبعا. . وصاحبه سبعاً. . ثم اترك له الحبل )).

وحيث قال الشاعر : عرفت هواك قبل أن يخلق الهوى *** فصادف قلبا خاليا فتمكن.

وإذ قد عرفت الأخلاق: بأنه الُقصد به إصلاح الأخلاق وتقويم ما انحرف من السلوك. فأن هذا المصطلح يُستخدم للدلالة على التربية. وقد عرف التأديب بأنه : التحلي بالمحامد من الصفات والطباع والأخلاق والابتعاد عن القبائح ويتضمن التأديب معنى الإصلاح والنماء. وعرف التهذيب بأنه: تهذيب النفس البشرية وتنقيتها ، وتسويتها بالتربية على فضائل الأعمال ومحاسن الأقوال. وعرفت التنشئة بأنها : تربية ورعاية الإنسان منذ الصغر ولذلك يُقال : نشأ فلان وترعرع. وعرفت التربية بأنها : عملية إعداد المواطن الذي يستطيع التكيف مع المجتمع الذي ينشأ فيه ولذلك فهي تعمل على تشكيل الشخصية الإنسانية في أدوار المطاوعة الأولى تشكيلاً يقوم على أساس ما يسود المجتمع من تنظيمات سياسية واجتماعية واقتصادية ولهذا كان لا بد للإطار الثقافي الذي يقوم عليه المجتمع من أن يحدد أبعاد العملية التربوية واتجاهاتها بحيث لا تخرج عن هذا الإطار إلا تطويرًا له وتقدمًا به في عملية زيادة آخذة بيد المجتمع نحو مستقبل أفضل. (كما قال الدكتور محمد لبيب النجيحي). وأيضا جاء لدي (الرابطة الدولية للتربية الجديدة) بان التربية تقوم على أساس تنمية القدرات الكاملة لكل شخص أكثر ما يمكن وفي نفس الوقت كفرد وعضو في مجتمع أساسه التضامن ولا يمكن فصل التربية عن تغير المجتمع لأنها تشكل قوة واحدة منه ويجب إعادة النظر في أهداف التربية وطرائقها كلما تنامت معارفنا عن الطفل والإنسان والمجتمع). وعلى هذا الأساس تحتل القيم مركزاً أساسياً في توجيه العملية التربوية. . وفي هذا المجال لا تعمل التربية على المحافظة على التراث الثقافي ونقله من جيل إلى جيل بما في ذلك القيم الأخلاقية وحسب وإنما تعمل على تطوير هذا الواقع الثقافي مقتربة بذلك بقدر ما تستطيع مما وضعته أمامها من تصور لما ينبغي أن يكون). ويعود أصل كلمة التربية في اللغة إلى الفعل ( رَبَا ) أي زاد ونما ، وهو ما يدل عليه قوله تعالى :( وترى الأرض هامدةً فإذا أنزلنا عليها الماء اهتزت وربت وأنبتت من كل زوجٍ بهيج ( ( سورة الحج : الآية 5 ). كما أن كلمة تربية مصدر للفعل ( ربَّى ) أي نشَّأَ و نَمَّى ، وقد ورد هذا المعنى في قوله تعالى :( وقل رب ارحمهما كما ربياني صغيراً ( ( سورة الإسراء :الآية 24). وفي قوله عز وجل :( ألم نُربك فينا وليداً ولبثت فينا من عمرك سنين( ( سورة الشعراء : الآية 18 ). وهذا يعني أن كلمة التربية لا تخرج في معناها اللغوي عن دائرة النمو و الزيادة والتنشئة. أما المعنى الاصطلاحي لكلمة التربية فعلى الرغم من كونه يعتمد كثيراً على المعنى اللغوي ؛ إلا أنه يختلف من عصرٍ إلى عصر ، ومن مكانٍ إلى آخر ، وما ذلك إلا لأن العملية التربوية كثيراً ما تتأثر بالعوامل والتغيرات الزمانية والمكانية والاجتماعية التي تؤثر بصورةٍ مباشرة أو غير مباشرة على شخصية الإنسان في مختلف جوانبها على اعتبار أن كل نشاط أو مجهود أو عمل يقوم به الإنسان يؤثر بطبيعة الحال في تكوينه أو طباعه ، أو تعامله ، أو تكيفه مع البيئة التي يعيش فيها ويتفاعل مع من فيها وما فيها ؛ إما سلباً أو إيجاباً. وبسبب تعقد العملية التربوية من جانب ، وتأثرها بالعادات ، والتقاليد ، والقيم ، والأديان ، والأعراف ، والأهداف من جانبٍ آخر. بالإضافة إلى أنها عملية متطورة متغيرة بتغير الزمان والمكان ، ويمكن القول بأن التربية تدخل في عداد المسائل الحية لأنها تتسم بخاصية النمو. ويمكن القول : إن المعنى الاصطلاحي للتربية - عموماً - لا يخرج عن كونها تنمية الجوانب المُختلفة لشخصية الإنسان ، عن طريق التعليم ، والتدريب ، والتثقيف ، والتهذيب ، والممارسة ؛ لغرض إعداد الإنسان الصالح لعمارة الأرض وتحقيق معنى الاستخلاف فيها. وعلى ذلك فان معنى كلمة التربية يدور ويتركز في العناية التامة ، والرعاية الكاملة لمختلف جوانب شخصية الإنسان في مختلف مراحل حياته ؛ وفي كل شأنٍ من شئونها. كما يمكن القول بإن الدين المصدر للتربة الفاضلة والقيم والأخلاق والمبادئ الأدوات للتربية الفاضلة. والتأديب والتهذيب وتنشئه وسائل للتربية الفاضلة وكل ذلك يؤدى دوراً هام في تربية الإنسان و تشكيل سلوكياته وتعاملاته اليومية سوء مع نفسه أو مع الآخرين. فالإنسان مستودع للقيم الأخلاقية والمبادئ الإنسانية وقد يكون صالحا وقد يكون طالحا إذ تشكل سلوكياته اليومية وتعاملاته مع الآخرين ما هي إلا سلوكيات تعبر عما هو مغروس فيه من قيم أخلاقية ومبادئ إنسانية فإن كان غرس في نفس الإنسان منذ الصغر قيم أخلاقية ومبادئ إنسانية طاهرة ونظيفة لا يشوبها شوائب فإنها تكون ميزان ومنطلق وعقل يحكم كل تصرفات وسلوكيات يومية للإنسان ومعاملاته مع نفسه ومع الآخرين. . . وعكس ذلك إن كان إنسان فراغاً من هذه القيم الأخلاقية والمبادئ الإنسانية فان سلوكياته ومعاملاته اليومية مع نفسه ومع الآخرين يشوبها الكثير من الشوائب ويكون الإنسان أشبه ما نشبهه كقرطاس يهيم في الجو تارة ترفعه الرياح. . وأخرى تسقطه قطرات ندى الصباح أو سكون السماء فتراه متقلب في أخلاقياته وقيمه وربما غلب لديه قيم فساد ومبادئ انحلال لتكون هي الموجهة والمنشئة لسلوكياته وتعاملاته اليومية إذ انه تسكن في داخل أعماقه قيم فساد كالكذب والغش والنصب والاحتيال والغدر. . . الخ. وتسكن في داخل أعماقه الإيمان بمبادئ انحلالية كالفرقة والأنانية والمصلحة الذاتية والفتنة والظلم وعدم الاستسلام للدين وعدم الولاء للوطن ونبذ المصلحة العامة للمجتمع. . . الخ. <

الأكثر قراءة

الرأي الرياضي

كتابات

أحمد ناصر حميدان

2025-01-18 00:17:31

وطن يصارع الضياع

كلمة رئيس التحرير

صحف غربية

المحرر السياسي

سيف محمد الحاضري

2024-10-14 03:09:27

القضاء المسيس ..

وكيل آدم على ذريته

أحلام القبيلي

2016-04-07 13:44:31

باعوك يا وطني

أحلام القبيلي

2016-03-28 12:40:39

والأصدقاء رزق

الاإصدارات المطبوعة

print-img print-img
print-img print-img
حوارات

dailog-img
رئيس الأركان : الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر

أكد الفريق ركن صغير حمود بن عزيز رئيس هيئة الأركان ، قائد العمليات المشتركة، أن الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر، مبيناً أن تشكيل مجلس القيادة الرئاسي الجديد يمثل تحولاً عملياً وخطوة متقدمة في طريق إنهاء الصراع وإيقاف الحرب واستعادة الدولة مشاهدة المزيد