;

التعاون مع أهل القبلة 873

2008-10-18 21:45:46

هاني عبدالحميد كرد

ظهرت في العصر الحاضر مذاهب الإلحاد من شيوعية وبعثية ليبرالية ووجودية ونحوها فبعث الصحوة الإسلامية تدفع هذه الأهواء والمقالات وتدعو الأجيال إلى الانتماء للإسلام والتمسك به، فلقد كان ظهور أولئك الزائفين من أسباب ظهور هذه الصحوة المباركة ثم إن هذه الصحوة ازدادت نصحاً وسداداً، فلم تكتف بعموم الدعوى إلى الإسلام، بل ضمنت برامجها وأدبياتها الاعتصام بالسنة والتمسك بمنهج أهل السنة والجماعة عقيدة وسلوكاً، ثم جاءت أحداث الحادي عشر من سبتمبر وخلقت بتداعياتها وآثارها مراجعات وتراجعات، فاختزل بعضهم همه في الحديث عن مرونة الإسلام وسماحته ويسره، وانتكس آخرون فطعنوا في ثوابت الشريعة وشعائرها وآثر البعض الانكفاء فاعتزلوا واقع الناس، إذ لم يستبن لهم سبيل التعامل مع تلك المتغيرات والأحداث، وغاب في زحمة الوقائع وتراكم النوازل المسلك العدل تجاه تلك القضايا ومن هذه القضايا، سبل التعامل مع أهل القبلة، وحجم التعاون معهم في قضايا مشتركة سواء كان ذلك في مواقف علمية أو عملية.

ونحن ننظر إلى حال المسلمين وبالذات أهل الالتزام منهم وأهل الدين أهل الصحوة كيف أنهم قد انقسموا إلى جماعات كل جماعة تلعن وتسب أختها إلا من رحم الله، أهكذا شكر النعمة؟ انتشار الدين والصحوة نعمة من نعم الله تعالى إمتن بها علينا بفضله تعالى ثم بفضل الجهود المبذولة ومن أسباب انتشار الصحوة الوحدة المباركة فكيف يكون شكر النعمة يكون بنشر مبدأ الوسطية والاعتدال وبتربية الشباب على الدين الصحيح وبتعليمهم الحب والأخوة والائتلاف والاعتصام والتفكير الجاد في المسائل والمباحث.

أيها العلماء والله ثم والله إنكم مسؤولون أمام الله على هذه الأمانة التي في أعناقكم، قاربوا ما بين الشباب، علموهم الأخلاق الحسنة وكيف يتعاملون مع غيرهم.

أيقظوا الأمة من رقدتها وأحيوا فيها روح المحبة والإخاء والود، نعم يجب إحياء الأخوة الإسلامية ودعائم الحب في الله كي تلتقي الأمة بفئاتها وجماعاتها على العقيدة الحقة.

أيها العلماء والدعاة الصادقون: أين أنتم من الفتن الحاصلة بين الشباب والتي فرقتهم إلى جماعات كل يسب الآخر وخرجت المساجد عن دورها الذي أراده الله أن تكون عليه، هل يرضيكم ضياع هذه الطاقات المبذولة من الشباب في السب والشتم والتناحر والتبديع والتفسيق والتكفير؟ هل تعلمون أيها العلماء أن هذه الفتن لا تخدم إلا أعداء الوطن من يهود ونصارى وشيوعيين؟ والله إن بعض هؤلاء العلماء سبب في انتشار الفتن بحسن ظن منهم تحت حجة بيان الحق وحال أهل الباطل ولكن تعدى الأمر من بيان الحق إلى خصومات شخصية ، فإن كان هذا حال أهل الالتزام فما بالكم بغيرهم من عوام الناس؟

فيا أيها العلماء الأفاضل قد وضع لنا السلف الصالح ضوابط في التعامل مع أهل القبلة على اختلاف مشاربهم، وأهل القبلة هم أهل الإسلام وإن كانوا قد تلبسوا ببدعة أو فجور وهم المذكورون في حديث الرسول صلى الله عليه وسلم: "من صلى صلاتنا واستقبل قبلتنا وأكل ذبيحتنا فذلك المسلم الذي له ذمة الله وذمة رسوله فلا تخفروا الله في ذمته"، حيث يبدوا جلياً عناية أهل السنة بالتعاون مع أهل القبلة على البر والتقوى وموالاتهم والقيام بحقوقهم وفق ما جاءت به الأدلة الشرعية، ومن ذلك صلاة الجمعة والجماعة خلف كل بر وفاجر من أهل الإسلام، حتى قال سفيان الثوري في عقيدته: "يا شعيب لا ينفعك حتى ترى الصلاة خلف بر وفاجر".

ويقول ابن تيمية: "تجوز الصلاة خلف كل مسلم مستور باتفاق الأئمة وشملت عقائد أهل السنة مشروعية الجهاد في سبيل الله تعالى مع أولي الأمر من المسلمين برهم وفاجرهم إلى قيام الساعة، وقد حوى تاريخ الإسلام وقائع تحكي تعاوناً بين أهل القبلة سواء كانوا فجاراً أو مبتدعين ومن ذلك أن يزيد بن معاوية غزا بلاد الروم سنة 49ه وكان معه سادات الصحابة كابن عمر وابن عباس وابن الزبير فلم يكن ظلم يزيد وجوره مانعاً لهؤلاء الصحب الكرام أن يجاهدوا معه الروم، وبالجملة فتاريخ الإسلام حافل بجهود متعددة لعلماء الإسلام تجاه النوازل والوقائع المشتركة مثل جهاد الصليبيين والتتار والاهتمام بتميز المجتمع الإسلامي وحفظ خصائصه.

فيا علماء المسلمين. . . أيها الدعاة الصادقون.

يمكن في هذا العصر الاجتماع والتعاون مع سائر أهل القبلة، فما أكثر القضايا التي هي محل اجتماع واتفاق بين أهل الإسلام، ومن ذلك مواجهة الطغيان الأميركي ومقاومة التغريب والتفلت الأخلاقي ومدافعة الشيوعية والوقوف يداً واحدة للحفاظ على مكتسبات الوحدة اليمنية والثورة والوقوف لكل من تسول له نفسه أن يفكر مجرد تفكير في تمزيق وحدتنا وإعادتنا إلى ما قبل الوحدة وما فيه من ويلات، كذلك الوقوف وفضح كل من يقف خلف هؤلاء من دول ومنظمات تدعم بالأموال من أجل تشطير اليمن الحبيب، هذا هو واجبكم أيها العلماء تجاه من تحت أيديكم من الشباب.

أيها العلماء:

إن لم نجتمع الآن فمتى نجتمع أيها العلماء إذا لم نغرس في نفوس الشباب الحب والتآلف من الآن فمتى سيتآلف هؤلاء؟

أسأل الله أن يصلح شباب الأمة وأن يوفق العلماء للاجتماع والتناصح والتقارب والتآلف والتراحم خدمة لدين الله أولاً ثم خدمة للوطن.

مدير الوعظ والإرشاد م/لحج

الأكثر قراءة

الرأي الرياضي

كتابات

أحمد ناصر حميدان

2025-01-18 00:17:31

وطن يصارع الضياع

كلمة رئيس التحرير

صحف غربية

المحرر السياسي

سيف محمد الحاضري

2024-10-14 03:09:27

القضاء المسيس ..

وكيل آدم على ذريته

أحلام القبيلي

2016-04-07 13:44:31

باعوك يا وطني

أحلام القبيلي

2016-03-28 12:40:39

والأصدقاء رزق

الاإصدارات المطبوعة

print-img print-img
print-img print-img
حوارات

dailog-img
رئيس الأركان : الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر

أكد الفريق ركن صغير حمود بن عزيز رئيس هيئة الأركان ، قائد العمليات المشتركة، أن الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر، مبيناً أن تشكيل مجلس القيادة الرئاسي الجديد يمثل تحولاً عملياً وخطوة متقدمة في طريق إنهاء الصراع وإيقاف الحرب واستعادة الدولة مشاهدة المزيد