عبدالباسطالشميري
من الوهلة الأولى اعتقد أننا وفي إطار التحولات التاريخية العملاقة صرنا في هذا البلد أحوج ما نكون لمعرفة أنفسنا معرفة صحيحة وشاملة نعتمد فيها على الدراسة والإحصاء والتعمق في بحث الجذور التاريخية ليس لكل ظاهرة على حدة بل الخريطة الشاملة للوطن اليمني بعمومها وشمولها بحاجة لإعادة نظر في المكون الثقافي الذي بدأ البعض وبوحي وبدوافع غير واضحة يحاول اجترار بعض الازمات واختلاق الخلافات التي عفا عليها الزمن، وما يؤسف له حقيقة هو تغافل وتجاهل الفئات الأخرى من طبقات المجتمع لما يدور وبصورة متعددة في الشأن المحلي، فتارة نسمع عن اختلاف العادات والتقاليد، بل هناك إنكار لواحدية المكون الثقافي للأمة اليمنية، وتارة أخرى نرى من يجاهر بالسوء وفي وضح النهار فيدعوا إلى العصبية أو القروية أو الفئوية وبروح ونفس مريضة تذكرنا بعهد النضال الوطني للثوار عندما كانوا يتخذون من عدن مقراً أو منطلقاً للنضال الوطني ضد نظام الحكم الملكي الوراثي المتخلف في شمال الوطن وضد المستعمر الإنجليزي المحتل للجنوب، وفي هذه النقطة يؤكد المرحوم محمد أحمد نعمان أن بعض الشخصيات آنذاك حاولت رفع شعارات إنكارية بدعوات إنفصالية قبل نجاح الثورة اليمنية في الشمال والجنوب، بل لقد تحدث المرحوم النعمان في كتابه "الفكر والموقف الأعمال الكاملة" عن بعض تلك الأصوات وفي عدة مقالات نورد منها على سبيل المثال قال: "لقد مهدت الرابطة نفسية الشعب العربي في جنوب اليمن تمهيداً إيجابياً لاتحاد الجنوب الذي صنعه الإنجليز وبذلك قدمت للاستعمار الخدمة الجلية التي ما كان يستطيع أن يحرزها من غير الرابطة والخلافات التي نشبت بين بعض قادة الرابطة كالسلطان علي عبدالكريم والسيد الجفري وشيخان ليست إلا في طريقة السيطرة على هذا الاتحاد يقصد بالاتحاد الاتحاد الاندماجي الذي تأسس آنذاك في عدن - ثم يواصل: وكلنا نعرف من الذي فرض علي عبدالكريم ومحمد علي الجفري حكاماً على شعب لحج، فهل نادى بهم الشعب أم أنهم عادوا إلى الحوطة مع الدبابات الإنجليزية؟