علي عليان
الغالبية العظمى في المجتمع اليمني عزاب أو متزوجون رجالاً ونساء يعانون من انهيار العاطفة بل الرجال أعظم، لذلك فإن الرجال في الحقيقة مخلوقات عاطفية مغلوبين على أمرهم وتناولهم القات بشراهة يجعلهم أكثر قلقاً وأكثر إضطراباً ولذا فإن المرأة التي تمضغ القات كالرجل غير مرغوب فيها، كذلك الرجل من وجهة نظر المرأة فالرجل المخزن قات يومياً وبكثرة مفرط في حق أولاده وفي حق زوجته، فالرجل بطبيعته كذلك المرأة تحتاج إلى عاطفة وحينما تكون حياة من دون عاطفة تكون خطورة مثلها مثل التصحر البيئي، فالبيئة المتصحرة سواء كانت طبيعية أو عاطفية لها أضرارها وعواقبها المستقبلية على الإنسان ذاته والمجتمع من حوله.
الجفاف العاطفي هو الذي يجعل فتاة تطلب منك تفسير نظراتك التي اعتبرتها في نفسيتها أنها نظرات خاصة لها كما أن الحرمان العاطفي هو الذي يوقع الإنسان في شباك ثرثرة الهاتف والذي نجد أن اليمنيون يمثلون سلوكياتهم ويجسدونها كأنهم معاقين عاطفياً تجاه الجنس الآخر الأنثى الذي لا تستطيع أن تتأخر في مكان ما لوحدها خوفاً من ذلك المعاق عاطفياً، كما أن الفتاة اليمنية هي الأخرى بفعل عوامل العادات والتقاليد تنشد العاطفة وهي تفتقد عنايتها لنصفها الآخر، وقد تفشل في تحويل قلب زوجها إلى روضة تعبق برائحة الورد، الفتاة اليمنية تريد رعاية وتعليم ووعي وفهم المجتمع، إن مسلسل نور كنت لا أشاهده إلا بعد الضجيج الإعلامي في الصحف والمقايل عن دكتورة رفضت الذهاب لإجراء عملية ولادة فهي تشاهد المسلسل أثناء ذلك الاتصال من المستشفى للحضور طبعاً هذا في اليمن ، وأخرى طلبت من زوجها أن يكون مثل مهند فكان مصيرها الطلاق وثالثة أطلقت على ابنها المولود مهند فقررت أن أشاهده فإذا به تركيب وتنسبق في الترجمة واللهجة الشامية السورية التي أعطت للمسلسل جودة وليس أي شيء آخر شكل أو مظهر الكلمات وحدها تكفي تأثير المشاهد خاصة اليمني أجدادنا القدماء في اليمن قالوا "ما في المرأة إلا لسانها" يعني فتاة اليمن اليوم تحتاج للإرتقاء في الخطاب وليونة اللسان واختيار الكلمات الأكثر انسجاماً مع طبيعة الأنثى.
رفع صوت الرجل وجلافته قد لا يتنافى مع تركيبته كرجل، بعكس المرأة حين تغلظ من صوتها وتصدر كلمات قد تخدش أنوثتها وتتحول إلى مسترجلة، رحم الله الإمام الشفاعي فقد قال: "من لم يتزوج بشامية فليس بمحصن"، وله رواية أخرى: "من لم يتزوج بمصرية فقد مات أعزب" هذه نظرة الشافعي نحو المرأة، ألا ترون حالة الفرد اليمني حين يركب الباص أو الحافلة فبعضهم يصل به الاهتبال والوقاحة أن "يتف بيده" جزءاً من جسم فتاة تقعد في مقعد بجانبه أو أمامه، أو خلفه أليس هذا من فقدان العاطفة وجفافها عندما ترى سائق الباص يصلح المراية نحوها ثم يبدأ يحرك عيونه وآخر يزاحم وآخر يظهر العاطفة بنوع آخر ويقول للذي أمامه تعال هنا يا أخي عيب جنبك بنت من باب حب الظهور والأدب والعاطفة تجاه الجنس الآخر لا أقل ولا أكثر.
فإذا كان الإمام الشافعي رأى في المرأة تلك الرواية فما نراه اليوم كشخص يمني لا يزال خارج نظام المعرف ذكور وإناث نفتقد التعامل الراقي فيما بيننا نتعامل بجفاء وبعيد عن أذان الناس وأعينهم حتى الزوجين لاعتقاد ساد في المجتمع أن الرجل لا يكلم المرأة والرجل كذلك في حد ذاتي بحكم إطلاعي لتقارير ودراسات وبحوث إنسانية واجتماعية عن المجتمع اليمني والمرأة والرجل في اليمن وإطلاعنا على ثقافات المجتمع وقراءة لصحف وغيره قد أقول إن بنات اليمن أكثر جمالاً من الشاميات إلا أن بنت اليمن لعادات وتقاليد حرمت من معرفة التعامل مع الرجل كما أنه الرجل كذلك لم يستطع أن يكتشف نوعية الفهم تجاه الأنثى، فالمرأة بطبيعة الحال لا تحب رفع الصوت سواء كان توبيخاً لها أو غيره فهي تفهم بالرمش من عيون الرجل ونظرات الرجل عندها لها ألف تفسير، وأظن أن فتاة تعز ثم إب ثم حجة هي الفتاة الأولى في اليمن التي قد تفهم حياة الرجل وما يتطلبه بكون تعز الأولى في تعليم الفتاة وفهم مجتمع تعز أفضل من أي مجتمع في اليمن فمن الأفضل أن نشجع ديننا الذي أقر لنا التعدد وأكثر اليمنيون خاصة المتزوجون منهم يحفظون الآيات القرآنية والأحاديث الشريفة التي تؤكد ضرورة التعدد وعلى الزوجات النائمات في سبات عميق انصحهن بدلاً من ادعاء الظلم واتهام الرجل بأشياء لا باطن لها ولا ظاهر، الأحرى بهن وبنا رجالاً ونساءاً أن نراجع سلوكياتنا وأفعالنا وأقوالنا ونسعى إلى بذر غرسات الحب والوئام بدلاً من الظمأ والقحط فإن غرس "شتلة حب" في "قلب متصحر" كقلب العبد لله كانت الصدور وأمثاله كثر من شأن أن يساعد في مكافحة التصحر العاطفي والبيئي وتلطيف المناخ وخفض درجة الحرارة عند الصيف الحار ورفع درجة الحرارة عند الشتاء القارص.