;

«تغيير المسار» بعيداً عن الخبراء الأشرار 1017

2008-10-18 22:49:55

ممدوح الشيخ

أصبح خروج الولايات المتحدة الأميركية من «حفرة» حكم جورج بوش في حاجة إلى «خريطة طريق»! هذا ما يقوله باختصار تقرير أميركي مهم هدفه رأب الصدع في العلاقات بين الولايات المتحدة والعالم الإسلامي، التقرير قاس جدا على الرئيس بوش وعهده وهو يحمله الجانب الأكبر من المسؤولية عن التدهور في علاقات بلاده بالعالم الإسلامي رغم أنه في الحقيقة يتحمل هذه المسؤولية، بالضبط.

كما يتحمل الحاكم الأخير في أي سلالة حاكم أو نظام حكم المسؤولية عن انهيار هذا النظام أو سقوط حكم هذه السلالة الحاكمة، رغم أن هذا السقوط غالبا يكون محصلة تراكمات تاريخية يكون عهده بالنسبة إليها «القشة التي تقصم ظهر البعير»!

التقرير شارك في إنجازه مركز «البحث عن أرضية مشتركة» في واشنطن ومعهد «التوصّل إلى الإجماع» في بوسطن، ضمن مبادرة تسمّى «مشروع التعامل الأميركي الإسلامي»، وهو حصيلة جهود أكثر من ثلاثين من المسؤولين والمشرِّعين الأميركيين والدبلوماسيين السابقين.

فضلا عن خُبراء في حلّ الصِّراعات وباحثين أميركيين في استطلاعات الرأي العام في العالم الإسلامي وزُعماء المسلمين والمسيحيّين واليهود الأميركيين على مدى عام ونصف. وقد تجمعت جهود هؤلاء جميعا لدراسة ما يتعيّن عمله في إطار استراتيجية جديدة لتحسين علاقات أميركا بالعالم الإسلامي وتقليص العَداء المُتنامي للولايات المتحدة.

وأصدرت المجموعة تقريرها في مئة وخمسين صفحة تحت عنوان: «تغيير المسار: اتِّجاه جديد لعلاقات الولايات المتحدة بالعالم الإسلامي». وحسب ديفيد فيرمان، المشرف على إصدار التقرير، فإن سبب تصدع العلاقات الأميركية الإسلامية السياسات والإجراءات التي تلت هجمات الحادي عشر من سبتمبر، لذلك طرح التقرير على الرئيس القادم للولايات المتحدة توصيات عاجلة منها:

تسليط الضوء في خِطاب تنصيبه على الأهمية الفائقة لتحسين العلاقات الأميركية مع العالم الإسلامي، وتأكيده القاطع التزام بلاده بحظر استخدام أشكال التعذيب كافة. وأن يبادر خلال ثلاثة أشهر من تنصيبه بطرح مبادرات رئيسة لحل الصراعات الإقليمية في الشرق الأوسط، وعلى رأسها الصِّراع العربي الإسرائيلي.

وأن يدعو بحلول يوليو 2009 لانعقاد مؤتمر لمناقشة الإصلاح الاقتصادي والتنمية في الشرق الأوسط. وأخيرا، أن يقود الرئيس الأميركي الجديد مبادرة أميركية لتحسين العلاقات مع العالم الإسلامي. المجموعة التي أنجزت التقرير تضم شخصيات بارزة، مثل وزيرة الخارجية السابقة مادلين أولبرايت، والنائب السابق للخارجية الأميركية ريتشارد أرميتيج.

والمنسِّق السابق لعملية السلام في الشرق الأوسط دينيس روس، وإنغريد ماتسون، رئيسة رابطة المجتمع الإسلامي في أميركا الشمالية التي أكدت أهمية دور الإعلام في وقف الصور النمطية عن الإسلام وعن الأميركيين معا، قائلة: «لقد اعترفنا في التقرير بأهمية الإعلام في رأب الصَّدع بين الولايات المتحدة والعالم الإسلامي.

ويتعيّن لنجاح التوجّه الجديد، أن تتحرى وسائل الإعلام الأميركية الدقة والموضوعية فيما تنشره وتذيعه عن الإسلام والمسلمين، وأن تلتزم وسائل الإعلام في الدول الإسلامية كذلك بتقديم الصور الصحيحة عن الولايات المتحدة وعن الأميركيين».

ويتزامن هذا الطرح مع تقرير أصدرته مؤسسة الدقة والإنصاف «ئءةز» يتناول التقارير الإخبارية عمن وصفتهم ب «دستة الأشرار» هؤلاء الذين أخذوا على عاتقهم مهمة تشويه صورة الإسلام وبث الخوف من المسلمين في وسائل الإعلام الأميركية.

ومن أبرزهم: دانيال بايبس ومذيع قناة «فوكس نيوز» بيل أورايلي، ومذيع «سي. ان. ان» غلين بيك، ومقدِّم برامج الراديو مايكل سافيج وعدد من الكتَّاب البارزين، مثل ديفيد هورويتز ومارك ستاين وروبرت سبنسر.

والانتشار الكاسح لهذه المقولات المخربة للعلاقات بين الغرب والعالم الإسلامي لا يقتصر على الولايات المتحدة ويطلق عليهم في ألمانيا «الخبراء الوهميون» وهم يعتمدون خطابا تحريضيا، وبدلا من التحليل العلمي الجاد رسمت للعالم الإسلامي صورة وهمية من خلال تضخيم المخاوف النفسية والعنصرية.

ومن هنا، وجه مستشرقون في جامعة هامبورج قبل أكثر من عقد الاتهام لبعض خبراء الإعلام بأنهم يعملون بأساليب غير شريفة على توسيع الفجوة بين الثقافتين الشرقية والغربية وتعميقها بالإشارة دائما إلى استحالة الحوار بينهما، وفي فرنسا هناك مثلا من تسميهم صحيفة لوفيغارو الفرنسية «حلقة الخبراء السحرية» المدعوين في شكل دوري إلى شاشات التلفزة، وبخاصة منذ الحادي عشر من سبتمبر.

وحسب إنغريد ماتسون فإن مرشحي الرئاسة، الديمقراطي باراك أوباما والجمهوري جون ماكين، تسلما نسختين من التقرير وأعربا عن ارتياحهما للتوصيّات الواردة به. أما الجنرال أنتوني زيني، القائد السابق للقيادة الأميركية الوُسطى، فوصف التقرير بأنه بالغ الأهمية ويتعين على كل أميركي يعمل في رسم السياسات أن يدرسه بعناية، ووصفه ليون بانيتا، الرئيس السابق لهيئة موظفي البيت الأبيض، بأنه خارطة طريق للرئيس الجديد!.

الأكثر قراءة

الرأي الرياضي

كتابات

أحمد ناصر حميدان

2025-01-18 00:17:31

وطن يصارع الضياع

كلمة رئيس التحرير

صحف غربية

المحرر السياسي

سيف محمد الحاضري

2024-10-14 03:09:27

القضاء المسيس ..

وكيل آدم على ذريته

أحلام القبيلي

2016-04-07 13:44:31

باعوك يا وطني

أحلام القبيلي

2016-03-28 12:40:39

والأصدقاء رزق

الاإصدارات المطبوعة

print-img print-img
print-img print-img
حوارات

dailog-img
رئيس الأركان : الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر

أكد الفريق ركن صغير حمود بن عزيز رئيس هيئة الأركان ، قائد العمليات المشتركة، أن الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر، مبيناً أن تشكيل مجلس القيادة الرئاسي الجديد يمثل تحولاً عملياً وخطوة متقدمة في طريق إنهاء الصراع وإيقاف الحرب واستعادة الدولة مشاهدة المزيد