عبدالباسط الشميري
الأزمة المالية العالمية تكاد تطغى على أحداث الكرة الأرضية بأسرها، فلم يعد من حديث للناس وللإعلام سوى هذه الأزمة التي "أطاحت بصنم هذا الزمان "هبل" الجديد أميركا التي تجبرت وتعربدت وصالت وجالت واعتقد البعض من أبناء جلدتنا بأن لا مناص إلا بالركوع والخضوع لواشنطن كما كان يعتقد البعض الآخر بأن لا حياة بدون الصلاة صوب موسكو وها قد سقطت أصنام الشرق والغرب فلم يعد أمامنا إلا أن نعود إلى رشدنا ونقرأ التاريخ وبصورة مغايرة غير التي ألفناها إن العالم اليوم يشكو ويئن من فساد الرأسمالية المنهارة ولا حديث لنا إلا عن هذه الرأسمالية أي أننا لا ننظر إلا إلى تحت الأقدام، إن العالم الإسلامي اليوم مدعو للنظر في الاقتصاد الإسلامي لمحاولة استقرأ هذا العلم ربما كان الأجدى لن نقول أننا نصر على هذا الاقتصاد دون أن ننظر ماذا سيحقق لنا لكن لماذا لا نأخذ به ثم إن هناك بنوك فرنسية وأميركية بدأت تدرس مسألة الاقتصاد الإسلامي فلماذا لا ندرس نحن هذا الموضوع؟ لماذا لا نقوم بتوضيح هذا الأمر للناس؟ هناك لفظ وأحاديث كثيرة تدور هنا وهناك والبعض وللأسف الشديد لا يفقه في أمر الاقتصاد لكنه يخوض في الحديث بدون وعي أو معرفة ورغم ذلك نقول إن القادم أسوأ ويستدعي الوقوف وبحزم أمام تداعيات هذا الانهيار الذي سيطال كل المعمورة ولن يقتصر ضرره على أميركا وأوروبا وحدها، فالعالم كله مهدد بالكساد ولكن ما الذي علينا فعله للتخفيف من وطأة هذا الانهيار نقول لا بد من دراسة وبحث هذا الأمر وبصورة واضحة وشفافة وقبل الختام نقول نحمد الله ونشكره أننا تأخرنا في إعلان البورصة وإلا لكنا تجرعنا الكأس أكثر من أميركا لأن في بلادنا حسابات اقتصادية بالغة التعقيد، بل إن الأزمة في واشنطن والخراب في صنعاء أو هكذا نرى البنوك والسياسات الاقتصادية وقد تحركت وبصورة مريبة في بلادنا، إننا لا ندعي امتلاك الحقيقة لكن الأزمة ستطال الجميع وما علينا إلا أن نستعد لمواجهة تبعاتها والبدء في دراسة الواقع لتستمر الحياة.
الأسبوع الماضي تناولت صحف أميركية موضوع الاقتصاد الإسلامي بل طرح بعض الصحفيين هذا الموضوع وأوردت ذلك قنوات فضائية وعلى لسان بعض خبراء الاقتصاد وبالتحديد عبر قناة إقرأ وبالفعل الحديث كان منصباً على هذا الموضوع، فهل لدينا شجاعة أدبية لمكاشفة الناس وقول الحقيقة؟ هل بالإمكان أن نحدد الخيارات الممكنة؟ ليس ضرورياً أن نتضرر وبشكل مباشر وسريع لترتفع الأصوات للخروج من الأزمة ودمتم.
Abast66 @ maktoob.com