كروان عبد الهادي الشرجبي
هناك أناس تعرفهم من الخارج فتعتقد لوهلة أنك تعرفهم حق المعرفة ولكن بمرور الوقت تصطدم بالواقع المرير إذ أنك لا تعرفهم بمعنى أنك لم تعرفهم من الداخل، فكم من أشخاص ظاهرهم شيء وباطنهم شيء آخر، وكم من أشخاص ترى في وجوههم تعبيراً معيناً مثلاً يضحك لك وهو في قرارة نفسه يكن لك الكره والحقد.
لذلك علينا أن نتعلم قراءة وجوه الناس قراءة عيونهم التمعن في تفاصيل حياتهم فهناك أناس مملؤون بأشياء فاضية وهناك المتفوهون على الفاضي وهناك أطباء في معالجة الناس وهم مرضى يحتاجون من يعالجهم، وهناك أناس تعاني من أمراض الآخرين كمرض الحقد والحسد والكره، وهناك أناس تلبس ثياب الحكمة ولكنهم لا يعرفون معنى الحكمة، وهناك مجانين وينطقون الحكمة لذلك نأخذ من أفواههم في بعض الأحيان.
وهناك ناس غاية في الجمال ولكن أرواحهم قبيحة والعكس صحيح.
وهناك كبار تصرفاتهم صغيرة وصغار كباراً بأعمالهم، هذه القراءة أي قراءة الوجوه مثل الصحيفة تنقل لنا كل يوم خبر ليس بالضرورة أن يكون صادقاً أو يعكس وجه الحقيقة، فالحقيقة لها وجوه كثيرة وللناس وجوه أكثر فوجوههم قد تعكس بعض الحقيقة ولكنها لا تعكس الحقيقة كاملة!
نعم أن قدرة الله فوق كل شيء، ففي إحدى حدائق الصين أقامت بطة علاقة صداقة مع أسماك الزينة بعد أن دأبت على اللعب والسباحة معها منذ ثلاث سنوات ويحدث شيء عجيب غريب عندما يقوم الحارس بتقديم الطعام للبطة تقوم البطة بإطلاق صيحة خاصة تخرج على أثرها الأسماك من الماء وتصطف صفاً واحداً كتلاميذ الصف، بل مثل الجنود والعسكر في نظام محكم ثم تفتح أفواهها وتقوم البطة بالتقاط الطعام بمنقارها ووضعه في أفواه الأسماك الواحدة تلو الأخرى حتى تشبع الأسماك ثم تعود إدراجها إلى الماء ثم يبدأ فاصل من اللعب بين البطة وأسماك الزينة.
إنها قدرة الله وآية من الآيات الكونية التي تجعل الإنسان يتفكر ويتدبر في خلق الله وآياته.