;

نداء واستغاثة لـگـل من يهمه الأمر..!! 1077

2008-10-20 22:23:37

طه العامري

تواجه قرى وعزل الأغابرة والأعروق بمديرية حيفان محافظة تعز ولأول مرة في تاريخها حالة جفاف غير معهودة وغير مسبوقة، فبرغم السدود المتوافرة ومشاريع المياه العامة والخاصة والسقايات وخزانات المياه إلا أن الجفاف جعل كل هذه الوسائل والأدوات مجدبة فانعدام هطول الأمطار حول الحياة داخل هذه العزل والقرى إلى جحيم لا يطاق، وبدأ هناك توجه جاد من قبل بقايا سكان العزل والقرى في الهجرة ومغادرة المنطقة إلى المدن، وهذا إن حدث سيكون بمثابة كارثة إضافية تضاف إلى سلسلة الكوارث الاجتماعية التي نعيشها في كل أرجاء الوطن، وهي تختلف من منطقة إلى أخرى، غير أن الجفاف الذي تعاني منه قرى الأغابرة والأعروق لم نشهده من قبل حيث كانت مشاريع المياه العامة والخاصة وكذا السدود وخزانات المياه والآبار والسقايات، كانت كل هذه الوسائل المتوفرة في المنطقة تحل الأزمة وتعيش الناس عليها إلى أن يمن الله سبحانه وتعالى بالمن والخير على المنطقة، لكن هذا العام اختلفت المعايير والمقاييس وجفت كل الوسائل الحافظة للمياه فيما سبحاه جلت قدرته له نظرة في عباده وأرزاقهم، ولهذا لم يعد ممكناً تحمل الوضع داخل المنطقة التي تستغيث بكل رجالها وأبنائها الميسورين بالعمل على إيجاد حلول عاجلة تمكن بقايا السكان من الصمود أمام الأزمة إلى أن يفرج الله عليهم هذا الهم ويزيح عنهم كربة ما بعدها ولا مثلها كربة.

أن شحة الأمطار قد جعل هذا الموسم مجدباً، فلا زراعة أثمرت في المنطقة ولا مياه، وإن كان الناس قد تقبلوا قدر الله في حرمانهم من المحصول الزراعي ولم يحصدوا هذا العام غير القليل من "الحشائش والعجور" الذي يستخدم لإطعام "الحيوانات" فإن من المستحيل على سكان المنطقة تحمل أزمة المياه، وبالمناسبة فإن هذه المنطقة وبرغم حضور أبنائها ورجالها في كل مفاصل السلطة والحكومة والمجتمع إلا أنها المنطقة الوحيدة المحرومة من مكارم الدولة ومن اهتمام الحكومة وتعامل وكأنها ليست من مناطق الجمهورية اليمنية وسكانها ليسوا من مواطني الجمهورية، بل إن هذه المنطقة ولولا رعاية واهتماماً وعناية بيت الخير والعطاء ومجموعة المرحوم الحاج/ هائل سعيد أنعم طيب الله ثراه ودور الرجل البار الأستاذ/ محمد عبده سعيد أنعم عضو مجلس النواب عن الدائرة "42" التي تشمل هذه القرى والعزل، أقول لولا العناية التي تحصل عليها المنطقة من قبل بيت الخير ومتابعة نائبها لما نالت هذه العزل والقرى اهتمام يذكر من قبل الدولة والحكومة وأجهزتها، بل إن من المؤسف أن نجد أجهزة الدولة وفي مثل هذه الأوضاع تواصل مطالبة السكان بما يسمى "حق بيت المال"، ولهذا الحق في سجلات الحكومة أكثر من مسمى يتصل بحق الحكومة في المحصول الزراعي وهو حق واجب التسليم وإن لم يحصد الناس غير الغبار، كما هو الحال في عامهم هذا..!!

ولمواجهة أزمة الجفاف الذي لا سابقة له تداعى بعض أبناء المنطقة وبدعم من الأستاذ النائب/ محمد عبده سعيد إلى تبني فكرة شراء "وايت" يقوم بنقل المياه وتوزيعها على أهالي المنطقة بأسعار غير ربحية وغير تجارية للتخفيف من وقع الأزمة وشحتها، ولإنقاذ ما يمكن إنقاذه من أرواح الناس والحيوانات خاصة والأزمة دفعت السكان إلى التخلي عن أعز ما يملكون من الأبقار والأغنام وكل الحيوانات الأليفة التي يرتبط وجودها بوجود سكان الريف ووجود المسار الحياتي الطبيعي التي تعنون الحياة في الأرياف اليمنية.

إن ما تعانيه قرى وعزل الدائرة "42" مديرية حيفان/تعز/ تعد ظاهرة استثنائية غير مألوفة رغم كل الجهود التي يبذلها الأستاذ النائب/ محمد عبده سعيد أنعم رعاه الله وجزاه كل الخير لما قدم ويقدم للمنطقة من دعم لكل المشاريع التنموية والمتطلبات الحياتية، ومع ذلك فإن ما حل هذا العام بالمنطقة لا يعبر عن قصور ذاتي بل ما حل بالمنطقة يعد بحكم الكارثة الطبيعية ويستحق منا القول إن منطقتنا غدت منطقة منكوبة بامتياز وعلينا مواجهة الأزمة بكل قدراتنا رحمة ببقايا السكان، وحتى لا يضطر الناس إلى ترك بيوتهم وأراضيهم فإن علينا الاصطفاف والتكاتف وإيجاد وسائل إنقاذية سريعة وعاجلة، وبما أن فكرة الاستعانة بوسائل نقل لنقل وتوزيع المياه لهذه القرى المنكوبة فإن الفكرة منطقية ومقبولة والمطلوب من الجميع التعاون والعمل بهذا الاتجاه حتى ينقذنا الله سبحانه وتعالى ويزيح عن المنطقة وسكانها هذا الكرب إنه على كل شيء قدير.

إن هذه الدعوة نطلقها ونوجهها لكل أبناء المنطقة المسؤولين منهم والميسورين وأصحاب القدرات المحدودة والمعدومة فالكل مطلوب منه الاصطفاف والتعاون وكل حسب حاجته وقدرته وإمكانيته وبالطريقة التي تمكنه من المساهمة في الخطة الإسعافية العاجلة التي من خلالها نعيد الأمل لسكان تلك القرى والعزل، في الوقت الذي نوجه ندائنا للدولة والحكومة ونقول لهم جميعاً: إن قرى الأغابرة والأعروق لا تزال من مناطقالجمهورية اليمنية وقدمت هذه القرى والعزل عشرات الشهداء والثوار والمناضلين وساهمت برجالها وبأموالهم في صناعة الأحداث الوطنية ولا يزالون من أبنائها وهم كثر يقدمون التضحيات الجسام للوطن ولكل تحولاته، فهل من لفتة حكومية نافعة ومثمرة تجاه قرى وعزل الأغابرة والأعروق..؟؟.<

ameritaha @ gmail.com 

الأكثر قراءة

الرأي الرياضي

كتابات

أحمد ناصر حميدان

2025-01-18 00:17:31

وطن يصارع الضياع

كلمة رئيس التحرير

صحف غربية

المحرر السياسي

سيف محمد الحاضري

2024-10-14 03:09:27

القضاء المسيس ..

وكيل آدم على ذريته

أحلام القبيلي

2016-04-07 13:44:31

باعوك يا وطني

أحلام القبيلي

2016-03-28 12:40:39

والأصدقاء رزق

الاإصدارات المطبوعة

print-img print-img
print-img print-img
حوارات

dailog-img
رئيس الأركان : الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر

أكد الفريق ركن صغير حمود بن عزيز رئيس هيئة الأركان ، قائد العمليات المشتركة، أن الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر، مبيناً أن تشكيل مجلس القيادة الرئاسي الجديد يمثل تحولاً عملياً وخطوة متقدمة في طريق إنهاء الصراع وإيقاف الحرب واستعادة الدولة مشاهدة المزيد