كروان عبد الهادي الشرجبي
ضع دائماً في الاعتبار أن المشكلة ربما تكون ناشئة من نقص في التواصل أو إخفاق في مهارة الاستماع.
وبعد أن تكون قد راجعت أوجه المشكلة للغصب والصراع عليك أن تسأل السؤال التالي:
المشكلة أساساً عند من عندي أم عند الطرف الآخر.
إذا وضعت اللوم عليك عليك أن تحل المشكلة بنفسك وإذا حملت الطرف الآخر اللوم عليك أيضاً أن تسمع ما يقول بتمعن.
أما إذا توصلت إلى أن اللوم يقع عليكما انتم الطرفان يتعين الجلوس معاً للوصول إلى حل مشترك وتفاهم بناء.
على العموم في حالة نشوء خلاف أو صراع فلا ندع الغضب يسيطر علينا وإن سيطر علينا يجب أن يكون غضبنا منصباً على المشكلة نفسها وليس عل الطرف الآخر شخصياً.
ولنتذكر دائماً أن على المرء أثناء الغضب أن يبتعد عن المنطق بمقدار ما يكون غاضباً وعلى الرغم من أن أزواج اليوم في مجملهم شطار في الحساب فهم سرعان ما ينسون العد للعشرة حسب أصول اللعبة الزوجية التي تتطلب نفساً طويلاً وربما صبراً كصبر أيوب.
تكمن خطورة الغضب في أن المرء فيه قدير تكسب ما لا تحمد عقباه ولا يستطيع المرء حسبان النتائج إلا إذا منح نفسه فرصة بعيداً عن الشجار الساخن.
هذا لا يعني أن الغضب سلوك مدمر في كل الأحوال أن كلاً من الطرفين يمتلك عقلاً وتفكيراً مستقلاً كما أن الغضب يمكن أن يكون مولداً لتجديد الزخم في العلاقة أياً كان نوعها ويتم التجديد عبر تنظيف تلك العلاقة من الشوائب العالقة بها.
هناك بديهة لا بد من الأخذ بها وهي أن الإساءة المترافقة مع الغضب لا تكون متعمدة أو تمثل موقفاً حقيقياً لذا وسعوا صدوركم ولا تجعلوا من تلك الإساءة قضية مركزية تحتل تفكيركم وعليكم من البداية الافتراض أن الطرف الآخر لم يقصد توجيه الاهانه أثناء الموقف الغاضب.
ربما يكون الصراع في جوهره صغيراً ولكن سوء التعامل معها قد يجعلها تكبر حتى تصل إلى مرحلة يصعب التعامل معها.<