علي راشد علبان
ما أحلى أن تجفف منابع الفساد الموجودة في المؤسسات الحكومية المدنية والعسكرية، ما أجمل أن نسمع ونقرأ عبر صفحات الصحف أن المؤتمر الشعبي العام أحد قياداته فلان بن فلان الذي يتقلد مدير مكتب أو رئيس قسم أمني يمس حياة المواطنين في تعاملاتهم اليومية، فإن التقارير من الجهات المختصة وشكاوى المواطنين بفساده وعدم مبالاته بالمسؤولية المناطة به فقد قرر المؤتمر الشعبي العام فصله وعلى الجهات المسؤولة القيام بمحاسبته على فساده الذي أساء به للحزب وللوطن، وعلى ذلك أن تعمل الحكومة على تجفيف الفساد واقتلاعه من جذوره وعلى من يدعون حب الوطن وقيادته السياسية - عليهم أن يثبتوا حبهم لهذا الوطن وقيادته السياسية الممثلة بالرئيس/ علي عبدالله صالح حفظه الله وهو أن يقدموا كل المفسدين والمتنفذين والبلاطجة للمحاكمة أينما كانت مواقعهم ومهما كانت سلالاتهم وأصهارهم؛ لأن الرئيس حفظه الله بريء جداً من أولئك المتشدقين بأنهم ينفذون توجيهات القيادة العليا في ظلم ومهانة الناس، كما أن الرئيس يقع تحت المثل "ما عود وحده يلامي ولا تقوم له مناره" رغم أنه حفظه الله منارة عربية وطنية يفتخر به الوطن والعرب من حولنا لو حدثت مقارنة بين زعماء يتربعون على العرش في أقطارنا العربية قهروا شعوبهم فنصيحتي إن كان الوطنيون في المؤتمر الشعبي العام غيورين على هذا الوطن وهم فعلاً كذلك فلا يدافعون عن أي فاسد مهما بلغ حجمه صغير أو كبير .. هناك وشاية يتداولها أصحاب الطابور الخامس حين يفكر أحد المخلصين بمطالبة محاسبة زمرة الفساد وإذا بهم ينصحوه بالابتعاد عن الكلام نحو المفسدين لأن المحافظ فلان فاسد لكن معه ظهر والمدير عام قريب الفندم "والله ما لهم علم من هو الفندم"، المهم صولة وجولة واستعراض وهنجمة لا يقرها لا منطق ولا عقل ولا قانون ولا حتى يتشرف رئيس الجمهورية أن يقال أنه يدعم فلان الفاسد أو يسمع لرأيه، ولأنه رئيس الجمهورية ليس على كل شيء قدير ولا يعلم الغيب وليس رقيب على وزارة التعليم الفني ولا على المؤسسة الاقتصادية فقط إن أراد المؤتمر الشعبي العام أن يحافظ على قاعدته الشعبية وجماهيره الموالية له أن لا يحشروا أنفسهم "قياداته في الأمانة وفي اللجنة الدائمة وأعضاء البرلمان جميع الأعضاء المخلصين" لا يقفوا مع "لص" ينهب قوت الشعب في أي مؤسسة أو إدارة ويحتمي بالمؤتمر ويدافع عنه المؤتمر ويكابر تقارير الجهاز المركزي للرقابة والمحاسبة أو يبرروا ذلك الفساد المستشري بمبررات واهية تجعل الآخرين يشتمون فيهم ثم يجعلون فساد مدير أمن أو غيره أنه بسبب الرئيس، ونصيحتي للأب القائد علي عبدالله صالح بأن يحاسب وزراء الحكومة عند أي مخالفة تأتي في إطار عملهم المكلفين، ومكاتب تلك الوزارة وعليه أن ينفض غبار يده من وزير بياع كلام وهراج ومهرج يوزع الدرجات في المكاتب التابعة لوزارته للأقرباء والأنساب والأصهار المقربين من الوزير أو المحافظ والمدير العام وعضو مجلس النواب أو الأمين العام وبقية الشعب يصرخ لرئيسه ثقة فيه يأملون بأن صرخته للمفسدين المستضلين تحت مظلة المؤتمر، وشماعة مدعوم من الرئيس مفهوم خاطئ.