كروان عبد الهادي الشرجبي
سبق وأن تحدثنا عن هذا الموضوع في السابق ولكن ما جعلني أكتبه للمرة الثانية هو أن الموضوع زاد عن حده ولا يمكن السكوت عليه والموضوع هو عن ظاهرة التسول.
إن ما جعلني أكتب هو إصرار العديد من الأفراد على تشويه صورة مجتمعنا اليمني، فمنذوا ما يقارب الشهر جاء شخص إلى منزلنا وكان في الثلاثينات من العمر، فعندما فتحت الياب فؤجئت به يطلب المال من أجل إطعام أطفاله فأشفقت عليه ورثيت لحاله وأعطيته مبلغاً من المال، وبعد أيام وأنا أتجول في "السوق الدولي" رأيته يتسول ويطلب المال ولم أعط للموضوع أهمية ولكن هذا الشخص مصر على أن أراه للمرة الثالثة حيث جاء إلى منزلنا طالباً المال.. طبعاً هو لا يريد منزلنا ولكن بحكم الشبه الكبير لمباني الحي الذي نسكن فيه جعل الأمر يختلط عليه..
وهذه المرة كان طالباً المال من أجل والدته التي ترقد المستشفى بين الحياة والموت. وهو لا يملك المال الكافي لعلاجها، هنا رددت البابا في وجهه ولم أعطه شيئاً، لأني أدركت أن هذا الشخص قد اتخذ من التسول وسيلة للكسب، علماً بأن هذا الشخص شاب ويستطيع عمل أي شيء حتى يكسب مصروفه.
ولو حتى حمل الأشياء، ولكن بعض الأشخاص قد استهوته هذه المهنة وأصبحت بالنسبة له "باب رزق".
أن الغرض الأساسي من كتابتي هو لماذا لا يتم وضع قانون يمنع التسول؟
وبالتالي تقوم جهات الضبط ووفقاً للقانون بمنع أي أشخاص من التسول ومن لا يلتزم يتم معاقبته ووفقاً للقانون، واعتقد أن هذا الحل سوف يعمل على حل هذه الظاهرة.
إن قيادتنا ممثلة بالأخ القائد علي عبدالله تعمل جاهدة على جعل بلدنا في مصاف الدول المتقدمة ويتم العمل على إدراجنا ضمن دول الخليج. ومثل هذه الظواهر السيئة تؤثر على نظرة الآخرين لنا.
لذا علينا أن نعمل معاً على محاربة كل ما يضر بسمعة بلدنا، ولا أدري لماذا وأنا أكتب هذا المقال تذكرت مجموعة العمال الذين نشاهدهم كل يوم وهم يقفون وبأيديهم فرشاة أو دلو إلى آخره من الأدوات عسى أن يأتي أحدهم طالباً عمال لأي مشروع كان.
وهؤلاء نفخر بهم وبوجودهم فهم على استعداد أن يعملوا أي شيء. على ألا يمدوا أيديهم للتسول.
فإلى هؤلاء تحية تقدير واحترام.