طه العامري
في الحي الواقع بجوار المؤسسة العامة للإذاعة والتلفزيون وبجوار مؤسسة الصالح لرعاية الأيتام تمتد خطوط الضغط العالي للكهرباء وبطريقة تحرم سكان المنطقة النوم الهادئ فيما من بلاهم الله وجاءت تلك الخطوط المرعبة والقاتلة فوق أسطح منازلهم فإنهم يعيشون وأسرهم وأطفالهم في كابوس حقيقي لا يجدون منه خلاصاً ولا يعرفون طريقا لانتشال هذا الكابوس من فوق رؤوسهم , وقد أحرمهم حتى الصعود إلى أسطح منازلهم أو الاستفادة من تلك السطوح ناهيكم عن البناء والتوسع بعد أن حكمت خطوط الضغط العالي القاتلة على أصحاب تلك المنازل بالبقاء الأبدي حيث هم وحرمانهم من استخدام السطوح أو الصعود إليها حتى للتمتع بمنظر المنطقة، فتلك الخطوط حارس أمين على كل سطوح المنازل المحرمة على أصحابها حتى إشعار آخر..!!
الزميل العزيز / محبوب سلطان ابتلاه الله بمرض في القلب ومرض فوق سطح منزله وقدر له بعون الله ورعايته من استبدال - صمامات القلب في أحد مستشفيات جمهورية مصر الشقيقة وعاد لنا سالماً بعد نجاح العملية بعون الله ورعايته، زميلي العزيز رعاه الله يقول إن من السهل عليه علاج داء القلب الذي حل مشكلة خفقاته ولكنه حائر ومرتبك في كيفية علاج مرض السطوح المرعب للأطفال ولكل أفراد الأسرة والذي يثير قلق زميلي لدرجة أنه مصاب بهوس الضغط وما إن يغادر منزله صباحاً حتى يبدأ بتخيل سيناريوهات مرعبة يتصور فيها سقوط تلك الأسلاك وتارة احتراقها وفي الأخرى يتوهم أن الأطفال صعدوا في حين غفلة إلى السطح وراحوا يلعبون ويمرحون ويتبارزون فيما بينهم على طريقة أفلام ومسلسلات الأطفال المليئة بالمشاهد التي تحث الطفل على الفروسية وقتال السيوف، فيتخيل زميلي أن ولده قد صعد إلى سطح المنزل حاملاً سيخ حديد باعتباره السيف البتار، وما إن رفعه ليبدأ لحظة المرح والتقليد حتى التصق السيخ الحديدي بسلك الضغط العالي وما إن ينتهي زميلي من تخيل هذا السيناريو حتى يعود أدراجه مهرولاً نحو المنزل حاملاً معه رزمة من الأقفال الجديدة ليضيفها إلى سلسلة الأقفال التي تزين باب الدرج المؤدي للسطوح ..!!
أزمة يعيشها زميلي وتسيطر على تفكيره وتفكير كل أفراد أسرته ومثله يعاني سكان ذاك الحي المنكوب بأسلاك الضغط العالي مضافاً إليه التحليلات العابرة التي يسردها كل من يمر في تلك المنطقة على أهلها من السكان الضحايا، فهذا يتحدث عن التأثيرات الجانبية لتلك الأسلاك وذاك يتحدث عن العقم الذي قطعاً سوف يصيب كل من يتعرض لذبذبات التيار، وهكذا مع كل يوم يمر تزداد النظريات المرعبة التي يتلوها كل عابر على مسامع الضحايا ومنهم زميلي العزيز ومن ثم تشاع كل هذه النظريات في أوساط الأسرة وتخيلوا كيف يكون حال ونفسية سكان المنطقة التي تعاني من هذه الظاهرة ..
وعليه ها أنا أناشد الأخ وزير الكهرباء والأخوة في قيادة الوزارة والمؤسسة العامة للكهرباء بأن يتكرموا ويعملوا على إنقاذ سكان المنطقة المنكوبة وهناك إمكانية لتعديل مسار تلك الأسلاك، مناشدة أرفقها بكل القيم الوطنية راجياً من الأخوة المسؤولين في وزارة الكهرباء ومؤسسة الكهرباء سرعة الاستجابة وعمل حل يدخل الثقة والأمان والطمأنينة في قلوب ووجدان سكان تلك المنطقة حتى يعيشوا بسلام وأمان داخل منازلهم ويتمكنوا كبقية عباد الله من استخدام سطوح منازلهم والتمتع بأشعة الشمس دون خوف وفزع من حفيف أسلاك الضغط التي تسببت بإصابات كل سكان المنطقة بالضغط والسكر والحمى وأمراض القلب والهلوسة حتى أن غالبية السكان أصبحوا وبامتياز ينافسون مؤلفي الروايات البوليسية لدرجة أن سيناريوهات زميلي العزيز محبوب سلطان عافه الله تنافس روايات "أجاثا كريستي" فهل من يستجيب لهذا النداء ..؟ الأمل كبير بالأخ وزير الكهرباء والأخ مدير المؤسسة لحل هذه المشكلة ..
ameritaha@gmail.com
