;

الفساد... ومخططات مقابرنا الجماعية...! 753

2008-10-25 03:43:14

عبدالكريم المدي

إلى أين تسير بنا قافلة الظلم والجهل والجوع الظاهر في زمن الشَّبع والتحولات والمعرفة والتنافس الحميم بين البشر على إطلاق سفن الفضاء الفائقة التقنية من أجل اكتشاف ما يسبح في كون الله الفسيح وكذا ما يدور في دهاليز وزوايا عقولنا وإدراج وزاراتنا المحنطة بالفساد والمأهولة بالغوغائية والإهمال والجشع..؟!!

إن هذا الواقع المرّ الذي نعيشه ونهنأ بقذارته ومرارته وجشع آمريه وناهيه وسلاطينه لا يعني أكثر من حقيقة واحدة هي إننا لا نحس ولم نعد قادرين على التمييز بين الحياة والموت، الخير والشر، الفضيلة والرذيلة، النجاح والفشل، الصديق والعدو، الجمال والقُبح، العدالة والظُّلم. ببساطة نبدو كما لو أننا أشباح على هيئة بشر أو ذئاب ناطقة..

يا له من سعار ومرض وفساد نتمرَّغ به في هذا المجتمع الذي أوشكت السماء فيه ان تنطبق فوق رؤوسنا والأرض تضيق بنا بما رحبت، لقد يئسنا، تعبنا، كلّتْ قوانا ونحن نحاول أن نستجمعها بعد أن ضمرتْ وماتتْ في كل واحد منّا نحن معشر الرعية المسجونين، المشنوقين الواجب علينا على الدوام دفع ضريبة وجودنا من دماء قلوبنا التي لم تعد تنبض منذ حين.

إن هذا الواقع الذي نعيشه بهذه التلقائية والقبول المتمثل بالفساد والمحسوبية والعبث واستثمار السلطة والوظيفة والثروة لمصلحة أناس قلة تربطهم شبكة مصالح واحدة يؤكد بأننا بالفعل- وبما لا يدع مجالاً للشك - قد خرجنا تماماً عن شروط الحياة وقواعدها وأسباب البقاء الطبيعي فيها وليس البقاء الصناعي، الآلي ، المغنطيسي، المخدّر.

والعجيب في الأمر هو أن نياط القلوب والحياة والآمال والأحلام والعقول قد تقطعت ومع هذا مازال بعضنا يعدو، يكابر، يمثّل، يتعامى في وضح النهار، بالفعل إنه أمر ملفت وغريب أن يحدث كل هذا اللظى بنا وفينا - حتى اللحظة - من لم يعترف بعد بهذا الجحيم والانتهاك الصارخ لإنسانيتنا، لكن في الأول والأخير نجدنا نلتمس لبعضنا العذر بحكم هذا الجهل والذُّل الذي نتجرعه في كل لحظة وثانية من عمرنا، نحن الذين اُستكمِلتْ مخططات مقابرنا الجماعية التي لم نجرؤ - وهي تُجرى - أمامنا على ان نسأل إلى أين يريدون بنا؟ هل سنساق جميعنا وبطريقة واحدة وسبب واحد وبدون حتى دمعة تُذرف على واحد منا؟!

غير ان التساؤل المنطقي - حسب مفهومهم - يعود من جديد: ما هي قيمتنا؟! ما الجدوى من بقائنا أحياء فاعلين إذا كانت مصالحهم ستهدد وتهتز عروشهم، التي يجب أن يدافعوا عنها ولعل أنسب دفاع هو أن نظل كما هو الحال مخدّرين أو دمى تتحرك، هياكل تقف في طوابير الانتظار كي تضع الكروت في صناديق الاقتراع التي لا تعلم لماذا تقوم بذلك وما الغاية منه!!= وهكذا فالنظل ثم نظل جثثاً، هالكة، يائسة، بائسة، ظمأى لليقين، للفرج، ليوم البعث والنشور الذي سيقتصّ لها ويخلصها من كل هذا التعب والجوع والجُبن والخوف والانتهاك المشرعن لحقوقها وفق شريعة الفساد وقانون الفاسدين.

محبتي تغشاكم أيها الشركاء المنهكون.

الأكثر قراءة

الرأي الرياضي

كتابات

أحمد ناصر حميدان

2025-01-18 00:17:31

وطن يصارع الضياع

كلمة رئيس التحرير

صحف غربية

المحرر السياسي

سيف محمد الحاضري

2024-10-14 03:09:27

القضاء المسيس ..

وكيل آدم على ذريته

أحلام القبيلي

2016-04-07 13:44:31

باعوك يا وطني

أحلام القبيلي

2016-03-28 12:40:39

والأصدقاء رزق

الاإصدارات المطبوعة

print-img print-img
print-img print-img
حوارات

dailog-img
رئيس الأركان : الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر

أكد الفريق ركن صغير حمود بن عزيز رئيس هيئة الأركان ، قائد العمليات المشتركة، أن الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر، مبيناً أن تشكيل مجلس القيادة الرئاسي الجديد يمثل تحولاً عملياً وخطوة متقدمة في طريق إنهاء الصراع وإيقاف الحرب واستعادة الدولة مشاهدة المزيد