عبدالباسط الشميري
المخدرات وباء بل هي آفة خطيرة يكاد يعجز المرء عن وصف أخطارها الرهيبة على الفرد والمجتمع، فالأطباء على سبيل المثال يؤكدون بأنها تسبب عشرات الأمراض أخطرها الإيدز والسرطان، وبلادنا وحتى وقت قريب كانت في منأى عن هذه الآفة الخطيرة لكن الفقر والفراغ وعوامل أخرى عديدة يعرفها القاصي والداني قادت شبابنا إلى هذا الدرك الأخطر من الفساد، صحيح أن الأرقام التي بين أيدينا ليست دقيقة لكنها خطيرة وتنذر بشر مستطير، البعض لا يدرك خطورة هذه الآفة كون بلادنا وحسب كثير من الدراسات تعد ممراً أو "ترانزيت" للمهربين وتجار البشر، لكن ورغم ذلك نقول هذا ليس مبرراً للتساهل وعدم أخذ الأمر بجدية وكأننا لسنا معنيين بالأمر لا من قريب ولا من بعيد، هناك ضوابط وقوانين إذا ما طبقت وبصرامة فبلا شك ستأتي أكلها، فالأرقام مفزعة بل مخيفة، فخلال شهرين فقط تم ضبط قرابة أربعة ملايين حبة مخدرة نوع "كيبتاجون" وآلاف الكيلو جرامات من الحشيش هذا في منفذ أو منفذين من منافذ الجمهورية، ناهيك عن عشرات العمليات إن لم تكن مئات تم وصولها إلى أيدي المهربين وسواء كانت ستذهب إلى البلدان المجاورة أو سيتم بيع وتداول جزء من الكميات في بلادنا، فالكارثة ستطال شباب الأمة أكانوا في اليمن أو في المملكة أو في الإمارات أو عمان أو قطر أو أية دولة عربية أخرى.
إننا أمام معضلة وكارثة إنسانية ينبغي الوقوف عليها ووضع الحلول والمقترحات، ولا بد أن تتكامل وتتضافر جهود دولة عربية أخرى.
أننا أمام معضلة وكارثة إنسانية ينبغي الوقوف عليها ووضع الحلول والمقترحات، ولا بد أن تتكامل وتتضافر جهود دول المنطقة بأسرها لتحجيم وتضييق الخناق على تجار الموت، وحقيقة ليس صحيحاً أن الحكومات العربية عاجزة من الوقوف في وجه هذه الظاهرة التي يفترض أن تتداعى لمواجهتها كل الدول العربية على اعتبار أنها مستهدفة بأسرها من الخليج إلى المحيط خاصة وقد ثبت أن من يتاجرون بهذه السموم هم من أعداء الإسلام، بل هم تجار موت قادمون من وراء البحار والمحيطات، وبصريح العبارة الأرقام مهولة ومهولة جداً ولن نكتفي بهذا المقال بل الموضوع بحاجة لعدة مقالات وكتابات، وهذه دعوة لعدد من الزملاء للخوض في هذا المجال خدمة للأمة وللإسلام والله الموفق.<
abast 66 @ maktoob.com