طه العامري
هناك خطاب إعلامي نتن ومتخلف وهابط يسوقه ويروج له دعاة الانفصال والحراك الجنوبي وتحت هذا المسمى هناك جهات خارجية تدفع برموز هذا الحراك وتمول نشاطهم وتوظفهم للضغط ومساومة النظام السياسي الوطني على الكثير من القضايا والمصالح والحسابات، ولهذا الغرض جند معهد العلاقات الدولية البريطاني ومقره برمنجهام كل قدراته لوضع أسس ثقافية وفكرية جديدة لليمن من خلال تسويق حكاية أو نظرية تقول بوجود ثقافتين في اليمن جنوبية وشمالية وهو ما لم تقوى بريطانيا على تسويقه منذ عقود موغلة حين حاولت تأسيس ما يسمى بالكيان الجنوبي.
بيد أن نشطاء الحراك الجنوبي المزعوم يأخذون كل ثقافتهم وأفكارهم من معهد العلاقات الدولية البريطاني والذي يشكل المرجعية الفكرية والسياسية لرموز الحراك الجنوبي ونشاطهم الإعلامي إذ نجد غالبية التقارير والدراسات والأبحاث التي يعتمد عليها نشطاء هذا الحراك يستقون كل معلوماتهم من هذا المعهد البريطاني وهو أحد مخرجات جهاز الاستخبارات البريطاني ونوافذه لاحتواء وتمرير مخططات وزارة الخارجية البريطانية وأجهزتها الأمنية.
لكن ومع ازدياد نشاط رموز الحراك الجنوبي وتنامي حضورهم الإعلامي عبر سلسلة من المواقع الإلكترونية والتي أخذت تتسع وتتوسع فإن السؤال ينحصر هنا في دور قيادات وكوادر الحزب الحاكم وأحزاب المعارضة وخاصة اللقاء المشترك، نعم فالمؤتمر الشعبي العام في المحافظات الجنوبية والشرقية في مقدمة من يتساءل عن دوره وكوادره ومواقفهم في التصدي السياسي والفكري والثقافي والعلمي الميداني لكل ما يصدر عن نشطاء الحراك الجنوبي فكل الحراك الذي يأتي عبر ومن خلال ما يسمى بنشطاء الحراك الجنوبي يجب أن يكون هناك فعل مضاد له مساو بالفعل والتوجه يقوم به قيادة وكوادر وأعضاء الحزب الحاكم في تلك المناطق الذين عليهم أن يعملوا على كشف كل مخططات نشطاء الحراك ودوافعهم وأهدافهم وهذا الدور يجب أن يأتي من قبل كوادر الحزب الحاكم ومن قبل أحزاب المعارضة فكل هؤلاء معنيون بوقف نشاط هؤلاء المجاميع والتصدي لخطابهم وكشف مخططاتهم ودوافعهم ومنازلتهم بكل الوسائل المتاحة بدءاً من المسيرات والندوات والفعاليات السياسية والثقافية والفكرية إلى الخطاب الإعلامي وكل وسائل النشر والتعبير، وكما يعمل هؤلاء الضالون باسم الحراك ويستغلوا المناخ الديمقراطي للإساءة للوطن ولرموزه وتحولاته فإن على نشطاء المؤتمر الشعبي العام والمعارضة معاً في المحافظات الجنوبية والشرقية أن يعملوا بما يؤكد لنا الثقة بهم وأنهم خارج هذه اللعبة القذرة وأنهم يتصدون لها ولرموزها أن لا نكون في هذه الأجواء بمثابة مخدوعين يضحك علينا الجميع ويسخر منا الكل.
إن هناك الكثير من قادة الحزب الحاكم المحسوبين على النطاق الجغرافي الجنوبي من الوطن وهؤلاء في مقدمة من يجب أن نرى مواقفهم الصادقة في مواجهة طابور الإرجاف والفسق الوطني ومن خلال كل الوسائل المتاحة لتشكيل حصانة وطنية فاعلة تفقد هؤلاء كل مبررات ما يطرحون ويحاولون الوصول إليه، وإن لم يأتي هذا الفعل من قبل أعضاء الحزب الحاكم في المحافظات الجنوبية والشرقية الذين يعرفون عن قرب كل رموز الحراك الجنوبي وهم كانوا لفترة غير قليلة جزءاً من مكون سياسي وحزبي وعلى علاقة وطيدة ومعرفة ببعضهم وبالتالي فإن الرد حين يأتي من زملائهم ومن هم محسوبين على ذات النطاق يكون أكثر تأثيراً من رد يأتي من قبل آخر قد لا يعلم كثيراً بخلفيات نشطاء الحراك المزعوم وتاريخهم.
إن أعضاء الحزب الحاكم يجب أن يتحملوا مسؤولياتهم الوطنية والتاريخية في التصدي لتيار يأخذ بأسهل الطرق للشهرة والحضور وهو الخطاب الإعلامي وبالتالي يجب التعامل مع هؤلاء بذات السلاح وهذا من مهام الكوادر التي تعرف أكثر خلفيات هؤلاء وتاريخهم وحقيقة علاقتهم الوطنية لأن الصمت إزاء مواقف وتحركات هؤلاء فعل يدعونا للشك والريبة من مصداقية انتماء البعض للمؤتمر أو للمعارضة خاصة مع بروز قدر ملفت من التباين في مواقف الفعاليات الحزبية الحاكمة منها والمعارضة تجاه الحراك الجنوبي بصورة تبدو فيها تداعيات الأحداث وكأن هذا الحراك الجنوبي يحظى بمباركة الفعاليات السياسية الناشطة في ذات النطاق الجغرافي سواء كانت في نطاق الحزب الحاكم أو أحزاب المعارضة والأمر يحتاج لمزيد من اليقظة والحذر والحزم في نفس الوقت فالانتماء لا يقف في نطاق البحث عن المصالح ولا الترقب والانتظار. <
ameritaha @ gmail. com