أحمد مهدي سالم
النجاح قل أن تجد له وجوداً في أبين التي لطالما طاردتها لعنة "الوحش"، وبنسبة متفاوتة، وفي ظل الغثاء الوافر والمتكاثر من الفساد والإهمال، ونادراً ما تلمس أن مرفقاً أو مؤسسة تصيب نجاحاً أو بعض نجاح.
وأتذكر أن أحد الفلاسفة قال: شق طريقاً وابنٍ حضارة، وذلك لأن الطريق هو وسيلة لإيصال كل شيء والانتقال من بقعة التخلف إلى واحة التطور والمدنية، وما أحسن أن تسير المركبات بكل يسر وسهولة، وكذا المارة في الشوارع المسفلتة والمضاءة.
وأبين في عهد الوحدة المباركة أنجز فيها من الطرقات والجسور الشيء الكثير، فالعمل قد بدأ في مشروع طريق باتيس رصد بعد مماطلة ومزايدة استمرت ثلاثين عاماً. . هذا المشروع الضخم الذي كان حلماً، وإعادة سفلتة الطرق الرئيسي من عدن إلى أبين ومنها إلى عدة محافظات، وظهرت الطرق الدائرية السريعة، والطرقات الداخلية للشوارع، حيث بذلت المؤسسة العامة للطرق والجسور فرع أبين جهوداً كبيرة، وأنجزت مشاريع مهمة خلال العشر السنوات الماضية منها على سبيل المثال مشروع توسعة طريق زنجبار شقرة، وبمواصفات "الأسكوا" بكلفة ملياري ريال، وكذلك كلفة الشوارع في زنجبار وجعار وبعض الطرق الأخرى البالغة "1600. 000. 000 ريال" "مليار وستمائة مليون ريال".
ويلاحظ المتابع لمشكلة الكثبان الرملية التي تزحف على الطريق الممتد من عدن إلى زنجبار التي كثيراً ما كانت تتسببب في حوادث وكوارث أليمة لعدم وجود "معدات" للرياح، وظهرت جهود المؤسسة في الإزالة المستمرة للرمال بالشيولات حفاظاً على أرواح المواطنين وسلامة المركبات.
تستعد المؤسسة لاستقبال خليجي عشرين في أبين، كغيرها من الجهات من خلال شق وردم وسفلتة عدد من الطرقات من ملعب زنجبار حتى المدينة الرياضية التي سيبنى فيها الملعب الأولمبي والمرفقات الأخرى "شق مدينة زنجبار"، كما قامت المؤسسة بتركيب عدد كبير من إشارات المرور في الشوارع والطرق، ونزع معظمها المخربون مثلاً كلفت اللوحة الإرشادية الواحدة أكثر من ثلاثة وأربعين ألف ريال، وتباع بألف ريال عند أقرب ورشة، كما أن بعض المواطنين لفهمٍ قاصرٍ يعطلون إنجاز أو تأخير عدد من المشاريع، ولا يجدون من يردعهم، ويقف وراء تلك النجاحات للمؤسسة في المحافظة مديرها العام المهندس/ يحيى محمد الشريف، وفريق المهندسين والفنيين الذي شمر عن ساعد الجد، ورفع راية الاجتهاد وصولاً إلى تحقيق نقلةٍ نوعيةٍ في تاريخ هذه المؤسسة التي تعد علامة على القطاع الناجح، ومطلوب من المواطنين استشعار أهمية وعظمة المنجزات المحققة التي صرفت فيها ملايين الريالات للحفاظ عليها، وتسهيل إنجاز المخطط منها.
آخر الكلام:
قلت ابتسم ما دام بينك والردى
شبر فإنك بعد لن تتبسما
أيليا أبو ماضي
