فؤاد قنة
إن الأمة الإسلامية والعربية تعيش في قمة الذل والهوان وتعيش في شتات وفرقة وتتبرأ من أعضائها وكأنها قطعة ميتة ولا حركة فيها وينخر العدو بكل حرية وبأيدي أبنائها ومن أموال الأمة وعتادها وإمكانياتها وبكل ما تملك من قوة بشرية واقتصادية وسياسية لذبح أبنائها وتقطيع أشلاء الأمة، وتعيش الأمة في جراح وآلام وأنين وبحار من الدماء قتلاً وجوعاً والجزء الآخر كأنه لا يعنيه الأمر وليس في جسده.
بل يعيش في رقص ومجون وفي قمة الفرح والسرور وتقدم للعدو التهاني والتبريكات وتقديم المساعدات المالية والسياسية واللوجستية والاستخباراتية لقتل أبناء جلدتهم وإخوانهم في الدين والعروبة وتقطيع وتمزيق الوطن العربي ويطالبون المنخذلون والمنهزمون بمزيد من هذه الأعمال البشعة التي يمارسها الأعداء على أمتهم العربية والإسلامية.
إن العالم الإسلامي يعيش استعماراً جديداً ومن نوع آخر يختلف عن الاستعمار القديم إنه استعمار من قبل فرعون هذا العصر وهي الولايات المتحدة الأميركية وهي إصدار الأوامر إلى الزعماء أن اعملوا كذا وكذا وكأن زعماء العالم الإسلامي والعربي مجرد جنود مجندة لتنفيذ الأوامر، ولقد استخف فرعون هذا العصر بالعالم الإسلامي والعربي إلى حد أن اعتبر المسلمين ما هم إلا قطيعاً من الحيوانات الضارة التي يجب القضاء عليها بأيادي أبناء جلدتها فلم يعد للعالم الإسلامي أي وزن في المجتمع الدولي رغم أن العالم الإسلامي يمتلك مقومات يستطيع أن يكون له قرار في المجتمع الدولي مثل: النفط وهو عصب الحياة في وقتنا الحاضر وكذلك موقع العالم الإسلامي الجغرافي على المنافذ البحرية الهامة.
ورغم كل هذه الإمكانيات إلا أنه سبب الأشاوس الذين فرقوا الأمة وركضوا وراء البيت الأبيض وضوءاً وركوعاً وتذللاً لإرضاء فرعون العصر.
إننا نطالب من سيادتكم أن تنظروا بعين الإنسانية والرحمة وأن تعاملوا أبناء أمتكم بنسبة 10% من الرحمة يا من تعاملون أعداء أمتكم بعين الرحمة والإنسانية أكثر من أبناء جلدتهم وأكثر عاطفة ورحمة وإنسانية، وبقليل من الرحمة والإنسانية على أبناء جلدتكم ولو من باب ذر الرماد على عيون أمتكم التي تربعتم على أشلائها ودمائها، وهل حقاً ماتت الأمة وعقمت أن تخرج رجال أمثال صلاح الدين الأيوبي لتخرج الأمة الإسلامية من هذه الإهانة والاستعباد والركوع إلى جلادها، وهل التاريخ يعيد نفسه وهل ستواجه أيام التتار في تاريخنا الحاضر، وننتظر حتى تعيش الأمة في بحار من الدماء أم سنقتل على أيدي أبناء جلدتنا نيابة عن أعداء الأمة ويقتل بعضنا بعضا كما علمنا في العراق قتلنا شعباً بأكمله وشجبنا في وسائل الإعلام ولكن في الحقيقة قدمنا لفرعون العصر كل ما طلب منا من فتح المجال الجوي والبحري وقدمنا المال والدعم اللوجستي والمعلومات الاستخباراتية وهذه حقيقة وقد ذكرها وزير الخارجية الأمريكي السابق كولن باول في مذكراته بأن جميع الدول العربية شاركت في الحرب على العراق بحسب ما طلب منها ما عدا دولتين.
هذه هي المسرحية الأولى وتمت على أحسن وجه واليوم المسرحية الثانية وهي: الحصار على غزة التي تدعي الدول العربية بأنها تدعم القضية الفلسطينية وهي قضيتنا المركزية ولكن كل هذا هراء وفي مهب الريح والإعلام.
ولكن الحقيقة هي دعم للصهاينة عبر الطابور الخامس من الفلسطينيين، وكفى رقصاً وجنوناً على جراح وأنين الأمة باسم مصلحة الأمة وهي خراب ودمار الأمة، نعم لقد صدق مؤسس الدولة الصهيونية عندما بشر اليهود بأنه سيزرع دولاً تحمي الدولة الصهيونية أكثر من اليهود.
إي والله لقد صدق أنكم حرسٌ أمناء تؤدون المهمة على أكمل وجه فهنيئاً لكم على أداء هذا الواجب بكل عزم وإصرار وكبرياء على أداء هذا الواجب المقدس، أفيدونا مأجورين أيها الأشاوس من أين الحصار وها هي الدول التي لها حدود مع غزة هل الولايات المتحدة الأمريكية في معبر رفح أم مصر، وهل لبريطانيا حدوداً مع فلسطين أم سوريا وهل لفرنسا حدوداً مع فلسطين أيضاً أم الأردن.
كفى هزلاً تطالبون برفع الحصار عن غزة وأنتم تضربون سياجاً أمنياً حول فلسطين براً وبحراً وجواً لمنع وصول الدعم إلى غزة الصامدة صمود الجبال حدثوني يا من استهترتم بعقول هذه الأمة وكأنها قطيع من الماجنين والمختلين عقلياً ولا يفهمون.
كفى. . كفى. . كفى ضحكاً على الدقون وعلى هذه الشعوب الميتة ولكنكم لم تضحكوا على التاريخ الذي سوف يعمل لكم مشرحة علمية ودقيقة لتعريتكم على حقائقكم عبر الأجيال وستطاردكم لعنات التاريخ إلى قيام الساعة.
وستبقى فلسطين صامدة صمود الجبال مهما تآمر عليها الأعداء. <