;

الأمن الخليجي والإقليمي والدولي 860

2008-12-16 03:47:49

ممدوح طه

من الطبيعي أن يرتبط الأمن الخليجي العربي بالأمن القومي العربي وبالأمن الإقليمي الإسلامي ولأن الأمن القومي العربي تترابط حلقاته مابين أمن الخليج وأمن البحر الأحمر وأمن البحر المتوسط، يطل الوطن العربي على شواطئها. . ومن المعروف أن أمن الخليج يمثل أبرز حلقات الأمن العربي والإقليمي بفعل خريطة المصالح المتنافسة والمتصارعة والمتشابكة للقوى الدولية الأميركية والغربية الكبرى على حساب القوى الإقليمية العربية والإسلامية فيه. .

الأمن مفهوم شامل متعدد الأبعاد يتجاوز ما هو عسكري إلى ما يعني الأمن السياسي والاقتصادي والاجتماعي والثقافي. . لذلك ينبغي أن ندرك أن أمننا في النهاية يكمن في قوتنا وأن قوتنا تنبع من وحدتنا وأن وحدتنا هي في شراكتنا وتحالفنا مع أنفسنا ومع أشقائنا وأصدقائنا لا مع أعدائنا وحلفاء وأصدقاء أعدائنا. . أمننا كعرب ومسلمين يصل بينهم التاريخ وتربط بينهم الجغرافيا، يكمن في تصور استراتيجي عربي يقوم على الاتحاد في الأهداف المشتركة وفي الهدف والصف وفي المستقبل والمصير. .

لتحقيق الأمن السياسي، بالاستقلال السيادي والتحرر من الاحتلال الأجنبي والقواعد العسكرية بما يمنع كل أشكال الهيمنة أو الوصاية أو التدخلات الأجنبية، ويزيل أي ضغوط على حرية خيارات الإرادة الوطنية، ويضع الأسس لعلاقات متوازنة تقوم على الاحترام المتبادل والتعاون المشترك لتحقيق المصالح المشتركة. . والأمن الاقتصادي، من محاولات الطامعين دولا أو شركات متعددة الجنسيات بما يحفظ الثروات الوطنية من النهب أو الاستغلال أو السيطرة ويساعد على دفع حركة ورفع معدلات التنمية الشاملة. .

والأمن الاجتماعي، بما يوجد الحلول لمشاكل انخفاض معدلات التنمية البشرية، ويحاصر مخاطر البطالة والفقر والمرض بما يحد من مشاكل اجتماعية وسياسية خطيرة كالجريمة والإرهاب والهجرة غير المشروعة. . والأمن الثقافي، بما يحفظ الهوية الثقافية والشخصية الحضارية باسم العولمة، ويدفع إلى الحوار لا الشجار بما يحترم العقائد الدينية والثقافات الوطنية للشعوب المتشاطئة على هذه البحار الثلاثة.

وأمننا في الخليج العربي يرتبط بالأمن القومي العربي، وأيضا بالأمن الإقليمي، في منظومة أمن خليجية عربية مشتركة بالتكامل مع منظومة أمن إقليمية عربية إسلامية مشتركة، وليس مع غيرنا من قوى الهيمنة والسيطرة على منابع النفط من خارج المنطقة. . أو مع القوى الساعية من وراء تواجدها في المنطقة لحماية أمن إسرائيل أولا، وليس لحماية أمن دول الخليج العربية خصوصا أن الذين فشلوا في حماية أمن قواتهم الغازية في هذه المنطقة لن يكون بمقدورهم توفير الحماية لغيرهم في نفس المنطقة.

لذا فمن الأولى البحث في صيغة أمن خليجي عربي شامل تضم اليمن والعراق بعد تحريره من الاحتلال الأميركي بالتكامل مع صيغة أمن إقليمي شامل بين ضفتي الخليج وتنسق مع تركيا وباكستان بالحوار السياسي والشراكة الدفاعية والاقتصادية، وليس في صيغة تحالف مع استراتيجية أطلسية عسكرية لدول متحالفة على ضفتي الأطلسي، صديقة لعدو العرب، ولها أجندة للسيطرة العالمية.

ليبقى الترابط بين الأمن العربي والأمن الخليجي، وبين الأمن العربي والأمن الإقليمي، وبين الحزام الأمني المحيط بالوطن العربي، مثار اهتمامنا كعرب ومسلمين في علاقتنا بالأمن الدولي، سواء من منظور يطل على الخليج أو على البحر الأحمر أو على البحر المتوسط. <

الأكثر قراءة

الرأي الرياضي

كتابات

أحمد ناصر حميدان

2025-01-18 00:17:31

وطن يصارع الضياع

كلمة رئيس التحرير

صحف غربية

المحرر السياسي

سيف محمد الحاضري

2024-10-14 03:09:27

القضاء المسيس ..

وكيل آدم على ذريته

أحلام القبيلي

2016-04-07 13:44:31

باعوك يا وطني

أحلام القبيلي

2016-03-28 12:40:39

والأصدقاء رزق

الاإصدارات المطبوعة

print-img print-img
print-img print-img
حوارات

dailog-img
رئيس الأركان : الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر

أكد الفريق ركن صغير حمود بن عزيز رئيس هيئة الأركان ، قائد العمليات المشتركة، أن الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر، مبيناً أن تشكيل مجلس القيادة الرئاسي الجديد يمثل تحولاً عملياً وخطوة متقدمة في طريق إنهاء الصراع وإيقاف الحرب واستعادة الدولة مشاهدة المزيد