غيداء مصلح الفرزعي
يبدو وكما يشاهده العيان بأن المستوى التعليمي في بلادنا يمر بأزمة تربوية حادة لا نعلم من هو المسؤول عنها في المقام الأول، وإلى متى تستمر هذه الحالة التي يبدوا أنها مأساة تتكرر كل عام ضحيتها الطالب أولاً وأخيراً؟
فعندما نرى الحالة التعليمية التي وصلت إليها بلادنا مقارنة بالدول العربية فإننا نلاحظ بأن واقعنا التعليمي يعيش في حالة يرثى لها حتى الطالب التي يتكبد العناء الدراسي طيلة العام فإنه يخرج بمحصلة تكاد تصل إلى الصفر نتيجة الإهمال في التعليم وعدم الارتقاء بالعملية التربوية والبحث عن وسائل حديثة وجديدة يمكن من خلالها تطوير التعليم في بلادنا الذي يتناقله الأجيال من عشرات السنين مع الاحتفال بجميع الوسائل التعليمية التي مروا بها.
فهل يعي المسؤولون على العملية التربوية وأيضاً وزارة التربية والتعليم تعي بأننا نعيش في عصر السرعة وتقنية المعلومات؟ وأن الوسائل البدائية في التعليم لم يعد لها وجود سوى في بلادنا.
حتى معايير النجاح فإننا لا نعرف ما هي المعايير التي تعتمد عليها وزارة التربية والتعليم في وضع الدرجات لأبنائها الطلاب في الشهادتين الثانوية والأساسية، فعندما نرى على الواقع ما يحصل فإننا ندرك بإن المعايير التي يعتمد عليها المسؤولون في التربية معايير ليست منصفة ولا تعطي كل ذي حق حقه ويبدوا أنها سياسة تمارسها التربية والتعليم على العملية التعليمية بغض النظر عن المستوى التعليمي الذي يحظى به الطلاب وليس لهم إلا أن يصطدموا عند إظهار النتائج وأن يدركوا خيبة الأمل التي يعيشونها في ظل واقع تربوي مرير.
فهل يتقي الله المسؤولون في وزارة التربية والتعليم في أبناءهم الطلاب؟ وهل حان الوقت لإظهار النية الصادقة والجادة للارتقاء بالعملية التربوية في بلادنا وخلق أجيال متسلحة بالعلم والمعرفة بمقدورهم مسابقة الزمن وإدراك ما هو جديد ومتطور حتى لا نكون في الصفوف المتأخرة الساعية إلى النهوض بشعوبهم وبلدانهم التي تعتمد كلياً على ما يوجد بداخل عقول أبناءها النيرة لا المظلمة.