عبدالوارث النجري
استطاع حذاء الصحافي العراقي منتظر الزيدي أن تفعل ما لم تستطع فعله حكومات وجيوش وشعوب الأمتين العربية والإسلامية جاعلة من الليبرالية الأميركية قطة خائفة تختبئ تحت الطاولة، وبعد خمس سنوات من الاحتلال الأميركي لبلاد الرافدين يأتي ذلك الحذاء وفي نهاية عهد بوش الأصغر وقبل خروجه من البيت الأبيض بعدة أيام لينتقم هذا الحذاء لملايين وآلاف الشهداء من أبناء العراق وكذا المصابين والمشوهين والمشردين والمساجين من أبناء العراق جراء ذلك الاحتلال الأميركي للعراق، جاء ذلك الحذاء لينتقم لنساء العراق وأطفال العراق وسجناء أبو غريب وغيرهم، قد نتجاوز ذلك لنقول أن الحذاء انتقم أيضاً للشهداء في أفغانستان وأطفال فلسطين والمحاصرين في غزة من قبل الاحتلال الصهيوني والصلف والتعنت الأميركي الذي يدعم ويساند دولة إسرائيل وجرائمها، لكن أليس ذلك الحذاء لا يختلف عن أي حذاء آخر؟! ألم تكن قوة الإرادة بانتزاع الخوف الذي سكن صدور الملايين من أبناء الأمتين العربية والإسلامية هي وراء ذلك الحذاء الذي أخاف أميركا لتنحني خوفاً من ذلك الحذاء ممثلة برئيسها جورج دبليوبوش؟! أليست تلك الإرادة القوية والشجاعة المؤمنة بقضيتها هي من جعلت منتظر يدفع بالحذاء صوب وجه الرئيس الأميركي؟! هذه الإرادة الثابتة والإيمان القوي، لم تعد موجودة في صدور الملايين من أبناء الأمتين العربية والإسلامية ولا تختلف تلك الإرادة والشجاعة عن شجاعة وإرادة أبطال انتفاضة الأقصى وأطفال الحجارة في فلسطين الجريحة لأنها لا تخاف النتائج مهما كانت ولا تخاف بطش الظالم وجبروته، لا تخاف عذاب المعتقلات ووحشة وهمجية السجون ما دامت ترى بأنها تدافع عن غزة وكرامة أمة بأكملها ولأنها تدافع عن قيم وتعاليم دينها، ولأنها تدافع عن حرية وطهارة مساجدها وقرآنها ورسولها صلى الله عليه وسلم، البعض يقول أن ننتظر تجاوز أطر وتعليم مهنته الصحفية وأخلاقيات المهنة، لكنهم يتناسون بأن بوش والولايات المتحدة الأميركية تجاوزت في احتلالها للعراق كافة الأخلاقيات والمعاهدات والاتفاقيات في حروبها على العراق في سجونها ومعتقلاتها لأبناء العراق من أبو غريب وحتى غوانتاناموا، في البحر وفي الأرض وفي الجو تخالف أميركا كافة المواثيق والأخلاقيات والمعاهدات، أميركا بغطرستها في مختلف دول العالم لم تراع أي أخلاقيات أو مواثيق ومعاهدات، أميركا بهمجيتها تتجاوز الحدود والمعقول بهدف تسخير العالم بأسره وخيراته لتحقيق مصالحها وفي خدمتها، أميركا التي ظلت تدعم وتساعد وتساند وتشجع إسرائيل ووحشيتها خلال أكثر من خمسين عاماً ألا تستحق أن تنحني أمام حذاء منتظر؟ هذه المتغطرسة التي وصل غرورها وهمجيتها وتعنتها أن تعلن الحرب على شعب بأكمله وتلقي على أطفاله ونسائه القنابل العنقودية، وكل المحرمات من أسلحة الدمار الشامل، وتواصل همجيتها في تعذيب ما تبقى من أبناء العراق واغتصاب ما تبقى من فتيات هذا الشعب وبعد مرور أكثر من خمسة أعوام يأتي رئيسها وبكل وقاحة ليعلن ومن أرض العراق أنه أعلن الحرب وفق تقارير إستخباراتية مفبركة لا أساس لها من الصحة، بعد أكثر من خمسة أعوام من الحرب والدمار يأتي ليقول لشعب العراق لقد أخطأت، لا يمكن التعامل مع تلك الغطرسة إلا بالأحذية لا غير، فهل آن الأوان للشعوب النائمة أن تخلع أحذيتها لمواجهة تلك الغطرسة والهمجية الأميركية في كل رقعة وفي كل شبر من العالم؟!