عبد الباسط الشميري
لا بد لنا أن نسلم بأن السلطة تنتج المعرفة، وأن السلطة والمعرفة متلازمتان من حيث الدلالة بطريقة مباشرة وإنه لا وجود لعلاقة سلطة من دون تأسيس مترابط لحقل من المعرفة، ولا وجود لأي معرفة لا تستلزم ولا تؤسس في الوقت ذاته علاقات السلطة وباختصار ليست فعالية موضوع المعرفة هي التي تنتج مجموعة من المعارف مفيدة للسلطة أو مقاومة لها ولكن معرفة السلطة والعمليات والصراعات التي تقاومها والتي تعتبر جزءاً مكوناً لها هي التي تحدد أشكال المعرفة وميادينها.
ومن هنا نقول أن محاولة التنكر لكل ما هو إيجابي في واقعنا لا يعد إشكالية أو عقبة عويصة تواجهها السلطة فحسب، بل هو الفساد الكبير الذي نخشاه بالفعل ونضع أيدينا على قلوبنا وندعو الله أن يلهم السلطة والمعارضة الرشد والسداد وإصلاح ذات البين وصولاً إلى حالة وفاق متعدد الاتجاهات نقول هذا ليس حرصاً منا على إجراء الانتخابات أو المحاصصة أو خلاف ذلك من القضايا الهامشية، بل لأن في الالتفات لقضايا المجتمع المحلي فيه نجاة للجميع من دعوات المستضعفين ولا نقول هذا تزلفاً أو تقرباً لأحد وإنما هي الحقيقة التي تغيب عن بال كل ألوان الطيف السياسي والذين ذهب بهم مستوى الخلافات الحزبية حد ترك هموم وقضايا الناس خلف ظهورهم، فما يعانيه الريف اليمني هو الكارثة الحقيقية بكل ما تعنيه الكلمة، نعم كارثة لا يمكن وصفها ودعوني أترك المياه جانباً وكذلك الصحة والتعليم وكل ما يخطر ببال أحدكم ولنتحدث عن الطرق التي لا تصلح حتى للحيوانات والحمير، فكيف إذا استخدمها الإنسان في الريف لمرور المركبات؟ تصوروا معنا حجم المعاناة التي تواجه أبناء الريف.. وبصريح العبارة نقول لو ركزت الحكومة على الطرق فقط وقامت بإصلاح وتأهيل الطرقات في ريفنا اليمني لاكتفى حسب اعتقادي المواطن ودعا للحكومة والسلطة ومن على المنابر وبالصوت العالي أي والله هذه حقيقة..!
لو تم تأهيل الطرقات لاستطاع المواطن إسعاف المريض وفي أي وقت ولاستطاع كل مواطن قضاء حوائجه وبأيسر الطرق، لكن ماذا نقول وما باليد حيلة غير أننا ندعو للجميع بالصحة والعافية ليتلمسوا هموم وواقع هذا المواطن المسكين في هذا الريف الذي هجرناه .. والله المستعان
abast 66 @ maktoob.com