محمد ناصر الحزمي
يوم أمس حشدت حماس حشداً جماهيرياً أكثر من رائع في ذكرى إنطلاقتها الحادية والعشرين وجهت من خلال رسائل عدة للداخل والخارج فقد شكلت تلك الأمواج المتلاطمة من الجماهير لوحة رائعة يقرأ بين ألوانها وتقاسيم توجانها ما مفاده "يامن تراهنون على إسقاطنا فشلت رهاناتكم ويا من راهنتم على أن ينفض الشعب من حولنا ها هو أمامكم يجدد البيعة على السمع والطاعة والثبات بيعة في زمن الشدة لا في زمن الرفاه" إن المهرجان يمثل إحياءً جديداً لروح العزة والجهاد وإن كلمة رئيس الحكومة هنية لم تكن أقل روعة من المهرجان فقد استطاع أن يلم بالقضية من جميع جوانبها ويبرز من خلالها أن خطباء المساجد إذا استلهموا معالم الطريق "من القرآن وسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم فهم الأقدر والأجدر على قيادة أمتهم والحفاظ على مقدساتها ومقدراتها وثرواتها.
ما أجمله من رئيس للوزراء وهو يبدأ كلمته بآيات التواضع لمن قلده الله أمر أمته وزادها روعة عندما وقع على الأرض ساجدأً لله سجدة شكر لم لا؟
وهو يرى مئات الآلاف جاءت مبايعة في ظل حصار ظالم من القريب قبل العدو وخذلان مخزي ممن يفترض فيهم النصر، وإذا بهذه الآلوف لم يثبطها جوع ولا يخيفها تهديد لتعلن للعالم أنها لا ترتبط بأنبوبة غاز أو رغيف خبز إنما ترتبط بمشروع حضاري قائم على الجهاد والتضحية.
وعلى رأس هذا المشروع قيادة حماس التي هي أول المبادرين في التضحية وتمثل بمجملها مشروع شهادة.
إن صناع القرار في قضية فلسطين لا شك أنهم سيغيرون نظرتهم إن كانوا عقلاء وهم يشاهدون هذا المهرجان مع أن الحقيقة أنه لا يمثل واحداً في المائة "1%" من شعبية حماس في أوساط الأمة بأسرها، صحيح أن حماس تمثل مشروع تحرر وطني ولكنها في إطارها العام تمثل مشروع أمة ولهذا تحاصر وتحارب ويراد إسقاطها ولكن الله عز وجل لن يتركها ما دامت معتصمة بحبله متوكلة عليه مجاهدة في سبيله، قال تعالى: "والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون".