علي منصور مقراط
لقد أسمعت لو ناديت حياً ولكن لا حياة لمن تنادي، عبارة يمكن إطلاقها على كثير من قيادات ومسؤولي حزب المؤتمر الشعبي العام الحاكم وبالأخص في العديد من المحافظات الجنوبية والشرقية ولا نعفي القيادة العليا بالأمانة العامة من المسؤولية التاريخية من كل ما يحصل من حراك وتعبئة خطيرة وتحريض للشارع من قوى المعارضة في المشترك وما يسمى بالحراك في الوقت الذي يقف المؤتمر الحاكم بكل قواعده العريضة وإمكانياته متفرجاً ولازم الصمت مما أعطى لهؤلاء الفسحة وتحريك الشارع وإثارة الفتن والأحقاد وإشعال الحرائق في مخطط هدفه ضرب الوحدة وتكريس ثقافة الانفصال والعنصرية والمناطقية والمذهبية في نفوس بعض المواطنين الذين لم يجدوا سنداً وحضوراً للمؤتمر الحاكم لمواجهة هذا المشهد الذي أثر على الكثير ممن يعانون ظروف معيشية وجعل كذب وزيف المعارضة مصدقاً وجعلهم أصحاب حق وقضية.
* لقد تناولت بتكرار غياب حضور المؤتمر والآثار السلبية على ضعف نشاطه وعدم تفعيل نشاط أعضائه واستنهاض هممهم في مرحلة تعد الأصعب والأخطر ولكن للأسف لا حياة لمن تنادي وهذا الفراغ أوجد فرصة للحراك وأحزاب المعارضة لاتخاذ آلية متطورة لمخططاتها التآمرية وتعزيز صلتها وارتباطها بأعداء الوطن ووحدته في الداخل والخارج ولم يذهب الزميل طه العامري بعيداً عندما قال في تناولته بالأمس في صحيفة "أخبار اليوم" عن الخطاب الإعلامي المدمر الذي يروج له دعاة الانفصال والحراك الجنوبي لافتاً إلى أن جهات خارجية تمول النشاط للضغط ومساومة النظام السياسي الوطني والأخطر ما قاله طه عن تجنيد معهد العلاقات الدولية البريطاني ومقره برمنجهام كل قدراته لوضع أسس ثقافية وفكرية جديدة لليمن من خلال تسويق حكاية أو نظرية تقول بوجود ثقافتين في اليمن جنوبية وشمالية وهو ما لم تقوى بريطانيا على تسويقه منذ عقود حين حاولت تأسيس ما يسمى بالكيان الجنوبي.
* اللافت أن قوى أو عناصر التخريب والتدمير تجاوزت كل الحدود والخطوط، فبالأمس أقدمت على إنزال علم الجمهورية من فوق مقر المؤتمر في حبيل جبر وهناك من قاموا بإحراقه ودفنه ومع ذلك لم نقرأ حتى بيان تنديد واستنكار يمكن كتابته في مقيل القات إزاء هذه الأفعال الإجرامية التي يعاقب عليها القانون.
* إننا نجد النداء لقيادة المؤتمر العليا وبعدها بالمحافظات الجنوبية والشرقية تحديداً التعامل مع الأوضاع الراهنة بمسؤولية جادة وأن تحرك آليتها ولكن أنا لا أوجه اللوم للدكتور/ قاسم لبوزة ومحمد الدهبلي وعبدالكريم شائف وفضل الشاعري ومحمد باجيل وعوض حاتم وعلي خودم أن اخفقتهم الإمكانيات المادية وزاد الدعم المعنوي من أعلى هيئة، لكن الأمل ما زال والفرصة كبيرة بعد أن تسلم زمام الأمور المناضل عبدربة منصور هادي الذي يتطلب منه الانتقال إلى هذه المحافظات شخصياً دون غيره لمعرفة الحل ومعالجة الأوضاع وإعادتها إلى نصابها اليوم لا وقت للمل الموسمي الانتخابي، اللحظة تتطلب النزول إلى الشارع والعمل في الميدان لصد قوى الشر وإخراس أصوات النشاز وإعادة الثقة وروح الاصطفاف الذي عرف به المؤتمر وهذا في الختام أما أن نكون .. أو لا نكون والله على ما نقوله شهيد.
فواصل سريعة
الخطاب الإعلامي المؤتمري لم يستطع مجاراة التوجه الإعلامي للمعارضة وزاد أن صحافة المؤتمر بعيدة عن نقل الأنشطة في المحافظات وتكرس للمركز، الأرجح أن صحف المحافظات توقفت معظمها عن الصدور بسبب وقف الاعتماد المخصص لها من الدائرة المالية بالأمانة العامة وكانت تلعب دوراً كبيراً في نطاقها الجغرافي متعدية إلى طول وعرض البلاد.
* رغم حالته الصحية باشر محافظ أبين م. أحمد الميسري أمس دوام العمل، شخصياً أتمنى أن يسافر المحافظ للعلاج فهو وكما نعرف يصارع أوجاع الكلى وغيرها والتي تجعله طريح فراش الرحمن لأيام ودون العلاج لا تفيد المسكنات ويؤثر على المحافظة برمتها كل من غاب يوماً أو يومين فساعات مسؤول بحجم المحافظ يعدها المواطن بالدقائق والأرجح يعود سلباً على توقف العمل كون كل شيء مرتبط بالمحافظ.
* وأخيراً نذكر المحافظ الميسري بإعلانه عن حركة تغيير في مديرية رصد يافع في غضون أسبوع، لكن للأسف مر على ذلك ستة أسابيع وقيادات المؤتمر بالمديرية والشخصيات تترقب صدور قرارات التعيينات الجديدة للمحافظ والسلام ختام ودمتم.
