;

"الگندرة" الذهبية 754

2008-12-20 04:13:26

صالح أحمد عيسى

تسمع في الأوساط الرياضية عن اللاعب المشهور ذي الحذاء الذهبي، وتسمع في استعمالات اللهجة المصرية، توظيفات مختلفة "للجزمة القديمة" ومثلهم الشاميون واستخدامات "الصرمة أو الصرمايه" القديمة وأي مستوى يرافق هذا التعبير من التحقير والدونية، أما أن يقذف "الصرمة أو الكندرة" حسب التعبير في النجوم الشمالية للجزيرة العربية وأرضي الرافدين إلى المنصة وإلى وجوه "نخبة القوم" فتلك لا جرم من الأفعال نادرة الحدوث.

فاجأ منتظر الزيدي الحضور على المنصة وجحافل الحرس حول المنصة وبين أوساط الصحافيين الحضور وخارج المبنى، فاجأ الجميع وهو يهوي "كنادرة" الواحدة تلو الأخرى باتجاه عظمة الرئيس الأميركي في أبلغ تعبير وهو الذي قال يوماً أنه قدم إلى العراقيين الحرية والديمقراطية، وأنهم سيستقبلونه بالورود وأكاليل الغار وهو اليوم في نهاية ولايته الثانية وبعد خمس سنوات على الاحتلال والخراب في العراق يختزل منتظر الزيدي عواطف وأحاسيس الشعب العراقي تجاه الرئيس بوش بالكنادر، الواحدة تلو الأخرى وكأنه يقول إن العراقيين جميعهم باستثناء من ارتبطت مصالحهم مع الإدارة الأميركية يودون لو يهيلون عليه أحذيتهم تحقيراً وازدراءً، وأنه في نظرهم حقير جداً ودنيء جداً، وأنه لا يستحق القتل فالقتل ربما يحيله إلى فارس عند قومه، أحد الكتاب الصحافيين في الواشنطن بوست إحدى القنوات الفضائية وفي معرض تعليقه على هذه الحادثة ورغبة البعض في شراء "كندرة" منتظربمائة ألف دولار أميركي قال نحن بحاجة ماسة إلى الآلاف ممن يهلون بأحذيتهم على مقام الرئيس بوش كي نستطيع جمع بعض المبالغ التي تعين الإدارة القادمة على مواجهة الأزمة المالية التي يرأسها بوش للإدارة الجديدة.

وقد يقال بأن هذا التصرف لا يتسم باللياقة وفيه إهانة لرئيس دولة، وهذا الكلام فيه شيء من الصحة عندما نتحدث عن الأشياء في مسارها الطبيعي، أما بوش فهو الذي أدار حرباً ضروساً تجاه العراق مستنداً إلى كذبة اعترف مروجوها بأنها محض افتراء على الحقيقة.

هذه الحرب فتحت أبواب الموت من كل حدب وصوب على الإنسان العراقي فأهلكت عشرات الآلاف أطفالاً ونساءً ومدنيين عزل وجرحت الأضعاف وشردت الملايين باتجاه أقطار العالم وعرضتهم للهوان والمذلة ولاجئين غير آمنين على مستقبلهم.

دمرت أمكانيات وقدرات الشعب العراقي ونهبت أمواله وثروته وفوق ذاك استنزفت من موارد الشعب الأميركي ما يقارب مليار "تريليون" دولار في حرب مجنونة أساسها الهوس وسوء تدبير العواقب، فهل بعد ذلك من يطالب باعتماد الذوق واللياقة والكياسة مع شيطان متلبس بإنسان.

إن هناك من يتداعى الآن في الولايات المتحدة الأميركية لمحاكمة وزير الدفاع السابق "رامسفيلد" أبرز صقور الإدارة الأميركية واحد أشهر الكذبة في تاريخ الحروب، وأحد رموز الشر في هذه المحنة التي نكبت العراق، فهل يتداعى في العالم العربي والعالم منظمات مجتمع مدني، وعلى وجه الخصوص الحقوقيين ومنظمات حقوق الإنسان والعمل باتجاه محاكمة رموز الشر في الإدارة الأميركية التي تغيب شمسها الآن باعتبارهم رموز شيطانية ومجرمي حرب وقتلة.

ونخص بالدرجة الرئيسية جورج بوش، الأبن ديك تشيني نائب الرئيس ووزير الدفاع رامسفيلد ومعهم أشهر كاذب الذي قدم إلى مجلس الأمن الفيلم الوثائقي عن أشهر كذبة في التاريخ الجنرال "بول" وزير الخارجية السابق لتبرير الحرب الذي أعلن لاحقاً عن ندمه عن هذا الفعل.

وتحية تقدير واحترام وتضامن مع منتظر الزيدي.

الأكثر قراءة

الرأي الرياضي

كتابات

أحمد ناصر حميدان

2025-01-18 00:17:31

وطن يصارع الضياع

كلمة رئيس التحرير

صحف غربية

المحرر السياسي

سيف محمد الحاضري

2024-10-14 03:09:27

القضاء المسيس ..

وكيل آدم على ذريته

أحلام القبيلي

2016-04-07 13:44:31

باعوك يا وطني

أحلام القبيلي

2016-03-28 12:40:39

والأصدقاء رزق

الاإصدارات المطبوعة

print-img print-img
print-img print-img
حوارات

dailog-img
رئيس الأركان : الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر

أكد الفريق ركن صغير حمود بن عزيز رئيس هيئة الأركان ، قائد العمليات المشتركة، أن الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر، مبيناً أن تشكيل مجلس القيادة الرئاسي الجديد يمثل تحولاً عملياً وخطوة متقدمة في طريق إنهاء الصراع وإيقاف الحرب واستعادة الدولة مشاهدة المزيد