;

موسم تواضع المسؤولين وقضاء الحاجات 1079

2008-12-23 04:02:07

فارس الصليحي

ازداد تواضع المسؤولين خلال الأيام القليلة الماضية وربما ازداد أكثر فأكثر مع اقتراب العددالتنازلي لممارسة العملية الديمقراطية لانتخاب عضوية مجلس النواب والتي لم يتبقى عليها سوى بضعة أشهر وتحديداً حسب الأيام مئة وبضع وعشرون يوماً وحسب الساعات ألفان وبضع وتسعون ساعة تقريباً.

أيام نكاد نسميها الغزوات السياسية أو الأيام الذهبية لتسديد الأحداث وبلوغ المرام وقضاء الحاجات المخول لها شرعاً وقانوناً بلا إفراط ولا تفريط خصوصاً إذا كان قد بلغ البعض حد اليأس من تحقيق مطلبه القانوني الذي كفله الدستور لأي مواطن يمني وبالأخص من خدم الوطن ولم يخدمه الوطن إلخ وبما أن مسؤولينا الطيبين منهم والطاهرين الذين لا يستطيع الواحد مقابلتهم طوال العام هاهم في هذه المرحلة وغيرها من المراحل يدقون الصدور ويرشون العطور ويفرشون الزهور ويتغنون للوطن والمواطن بأعذب الألحان المحلية والخارجية إلا أن المواويل في هذه المرحلة بالذات تعد من الأنواع النادرة والحسينة ورفيعة المستوى كون الوطن يمر بمنعطف سياسي يختلف عن كل المراحل الديمقراطية السابقة ولذا نجد كل المسؤولين يحشدون هنا وهناك على مستوى المراكز والدائرة والمديرية والمحافظة والوزارة وحتى التلفونات التي كانت تضل مشغولة أو خارج التغطية أو لا يرد بحمد الله أصلحت وخرجت من سجنها بعد أن قضت في غيابة الجب سجنها منذ الانتخابات الرئاسية والمحلية وأفرج عنها خلال الأيام الفائتة عادت لمجراها الطبيعي بعد طول حزن وانتظار وصارت محترمة ومتواضعة كأصحابها بل صار التلفون التابع لكل مسؤول يفتح ويرد بذاته لأي متصل معلوم أو مجهول لدرجة أنه صار يرفض أن يكون مغلقاً أو خارج التغطية وصارت تلفونات مسؤولينا على مدار الساعة تعمل لعلها أن تعوض فترة الركود التي أصابها منذ انتخابات العام 2006م وأصبحت تتمتع بنغمة فريدة من نوعها للمرحلة القادمة وهي "جلوب الاتصال يا فلان" مكتفية باسم المسؤول فقط متجردة عن المنصب السياسي والسيادي المعتاد وكلما قابل مسؤولاً يرد بحاضر ومرحبا بزيادة مر تطاع واطلب تعطى وما هي مشكلتك نحلها وما هي مطالبك ننفذها وربما إن كنت يائساً من أي معاملة في المرحلة الفائتة ربما ذكرك من ذات نفسه قائلاً موضوعك كذا وكذا محلول ولو وجه خطياً فلا بد أن تكون بحسب النظام وسبحان من غير الأحوال ولين الأقوال في هذه المرحلة الفائتة والقادمة وبعض المسؤولين عندما يستحي إن كان يستحي للتغيير الحاصل فجأة يرد قائلاً "للضرورة أحكام ولكل ضربة برع ولكل موسيقى لحن ونغم" إلخ في هذه الفترة بالذات لو أن المغتربين خارج الوطن وصلوا لوطنهم وزاروا المسؤولين والجهات المعنية ربما لم يصدقوا تواضعهم الحاصل واختلاطهم بكل طبقات وفئات المجتمع وربما يظن الزائر أن معظم المسؤولين القدماء تغيروا وجاءت وجوه وطنية نظيفة جديدة مع أن المسؤول "هو هو"، لكن هم في مرحلة سياسية عويصة يجب عليهم تسهيل كل الإجراءات وتقديم كل الخدمات والمتطلبات وربما سيصبح الزائر حالياً سفيراً في وطن الغربة للترويج الاستثماري والسياحي لليمن لما شاهده من تغير في المسؤولين وتسهيل في المعاملات والإجراءات وتسخير كل الإمكانيات والطاقات المادية والبشرية في هذه المرحلة كواجب سياسي على كل مسؤول في الحكومة والدولة وطالما أن الحال كما ذكر في هذه الأيام وبهذا الوصف والتعريف فقد اضطر الكثير من الناس أن يدعوا الله أن تضل الانتخابات على مدار العام طالما وأن من فوائدها تواضع المسؤولين وتجبرهم على خدمة الناس وحل مشاكلهم ومطالبهم القانونية ولعل الداعين لمقاطعة الانتخابات أو تأخيرها لم يدركوا فوائدها أو التغيرات الحاصلة في الأقوال والأفعال والأحوال لحكومتنا الرشيدة ولو أنهم أدركوا هذه الفوائد لكانوا أول الناس على الأبواب والأعتاب السياسية الديمقراطية وندعوهم إلى التجربة وزيارة المسؤولين والمؤسسات الحكومية بكل مفاصلها وسيجدون ما يسرهم في هذه الأيام وحينها شاركوا أم لم يشاركوا في العمل الديمقراطي فلن يكونوا عقبة عثراء أمام كل فئات وطبقات الشعب الذي لم ولن يتردد عن ممارسة حقه الديمقراطي الذي كفله الدستور في الوقت والموعد المحدد إلخ والله يعلم ماذا سيكون بعدها هل تستمر الخدمات وتزول الأزمات وتفرض هيبة الدولة والقانون سنترك ذلك للأيام المقبلة ولكل حدث حديث.<

الأكثر قراءة

الرأي الرياضي

كتابات

أحمد ناصر حميدان

2025-01-18 00:17:31

وطن يصارع الضياع

كلمة رئيس التحرير

صحف غربية

المحرر السياسي

سيف محمد الحاضري

2024-10-14 03:09:27

القضاء المسيس ..

وكيل آدم على ذريته

أحلام القبيلي

2016-04-07 13:44:31

باعوك يا وطني

أحلام القبيلي

2016-03-28 12:40:39

والأصدقاء رزق

الاإصدارات المطبوعة

print-img print-img
print-img print-img
حوارات

dailog-img
رئيس الأركان : الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر

أكد الفريق ركن صغير حمود بن عزيز رئيس هيئة الأركان ، قائد العمليات المشتركة، أن الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر، مبيناً أن تشكيل مجلس القيادة الرئاسي الجديد يمثل تحولاً عملياً وخطوة متقدمة في طريق إنهاء الصراع وإيقاف الحرب واستعادة الدولة مشاهدة المزيد