علي منصور مقراط
عندما تتطاول الأيادي العابثة وتستمر في أعمال التخريب والنهب والسطو غير عابئة بالنظام والقانون ومستهترة بالدولة ودستورها الذي يحدد الحقوق والخطوط والثوابت.. أمام ذلك فإنه لا بد للدولة أن تتواجد أو بالأصح تتدخل لاستخدام كل وسائلها المتاحة بما في ذلك قوة القانون لإخضاع تلك العناصر والجماعات للاعتراف بالدولة والوطن ومكتسباته التي تحاول الانقضاض عليها بما في ذلك وحدة النسيج الاجتماعي حتى يصير الجميع سواسية أمام الدستور والقوانين النافذة.
* الأرجح أن فخامة الرئيس/ علي عبدالله صالح وجه في كلمته خلال زيارته الأخيرة لمحافظة أبين رسالة تنبيه وتحذير لكل من يدعون وصايتهم على نطاقات جغرافية في الوطن ويشعلون الفتن وثقافة العنصرية والكراهية والمناطقية بين أبناء الوطن الواحد، وحذر من التطاول على الثوابت الوطنية وأن الدولة لديها القدرة والقوة في التعامل بحزم وأنه بعد الآن سيتم إظهار العين الحمراء.
* والحقيقة أن هنا في داخل الوطن قوى وعناصر لا تقل في ضررها عن أصوات العمالة والتآمر في الخارج والأسوأ أن هؤلاء ينخرون الوطن بأعمالهم الإجرامية التخريبية والاستباحية والسطو والنهب لإنجازات الثورة والوحدة، وما هو حاصل ويحدث في محافظة أبين ومدينة جعار وكذا زنجبار يدعو للقلق ويشكل خطراً على الحياة الآمنة والسلم الأهلي فقد صدمت الناس بالأمس في جعار وهي تشاهد مجاميع تنهب وتخرب وجه وشرف الدولة المتمثل بإدارة المديرية ومكاتب الضرائب والواجبات والمالية ومقر المؤتمر الحاكم، اللافت أن هؤلاء أقدموا على فعلهم الإجرامي نهاراً جهاراً ونهبوا حتى الأبواب والنوافذ وتواصل بالسطو على المركز الصحي للأمومة والطفولة وفي الليلة ذاتها قاموا بسرقة سيارة مندوب شركة أسمنت باتيس علي صالح أبو راجح، لكن القدر كان أمامهم بحادث انقلاب السيارة وإصابة الخاطفين الذين يخضعون للعلاج في المستشفيات وقد رأيت بالأمس حالة الأسف وعلامات الانكسار في ملامح مدير أمن المحافظة الجديد العميد الركن/ حمود الحارثي من تراجيديا أحداث جعار المذهلة ونفس الموقف يمر به مدير خنفر الجديد/ محمد علي الجمل، لكن السؤال هل تستعيد جعار استقرارها؟ وهل بالإمكان تغيير جهازها الأمني على الأقل الذي فشل في القيام بأبسط واجباته؟ ولماذا تأخر هذا الفعل أو قرار التغيير، حسناً لن ندخل في هذه التفاصيل التي تخضع لتقديرات صناع القرار.
لكن رغم كل هذا وذاك فإن الأمل ما زال في تحرك المحافظ م. أحمد الميسري الذي لمست بالأمس إظهاره العين الحمراء عندما قاد حملة أمنية لإخراج المجاميع التي أقدمت قبل أسابيع على اقتحام السكن الجامعي لطلاب كلية التربية زنجبار ومدرسة أبناء البدو الرحل سابقاً، لقد أشرف المحافظ شخصياً على عملية إخراج المقتحمين ونجحت هذه العملية الشجاعة والمؤسف أن المقتحمين يدعون أن لديهم توجيهات بالسكن لكن السكن فين في المدارس وسكن الطلاب إنه أمر مخجل ومصيب والراجح أن تلك التوجيهات لا تقول ذلك، بل استغلها المقتحمون لمحاولة التشويه والإساءة للمسؤولين الصادرة عنهم، والسؤال هل كل عملية أو حملة أمنية لا بد أن يتدخل فيها المحافظ ويظهر عينه الحمراء رفقاً بالرجل الذي تريدون له الفشل واصطدامه بالناس فذلك في صميم واجبات أجهزة الأمن، فمن المؤسف لها المحافظ عن قضايا كبرى في التنمية والإدارة وملفات القضايا التي تنتظر منه جهداً مضاعفاً فهل تسمعون؟
كلمات في الصميم
* استحق مدير عام مكتب الشباب والرياضة م/أبين حسين محمد البهام أن يكون شخصية العام 2008م من بين المسؤولين في إطار المحافظة وأجمع عينات التقت بهم صحيفة أبين على هذا المسؤول لنجاحه في إدارة مكتبه والمخيمات الشبابية الصيفية وحضوره الفاعل في انتخابات المحافظين فضلاً عن تعامله وعلاقاته المتميزة مع الجميع، كل التهاني للأخ/ حسين البهام والله الموفق.
* أثار خبر إعلان التعويضات للمتضررين في حريق منازلهم بجعار وعددهم "11" أسرة ارتياحاً واسعاً بالمحافظة كونهم أي المتضررين سيخرجون من إدارتي مشروع الحفاظ وإدارة الري التي توقف عملهم بسبب تحويلها إلى سكن للمتضررين يحسب ذلك لمتابعة المحافظ الميسري الذي نجح في انتزاع التعويضات بواقع "4" مليون لكل متضرر.
* الإعلامي والسياسي البارز محمد الحاج سالم من الخبرات المخضرمة التي عصرتها التجارب هذه القامة الوطنية السامقة التي لها ثقلها ومواقفها الوحدوية الجسورة المحافظة بحاجة لعطائه بعد أن شفاه الله من الوعكة الصحية، والأرجح أن المحافظ م. أحمد الميسري يدرك ذلك وهو بحاجة لمعاونين صادقين أمثال أبا طلال واللهم إنني قلت كلمتي وأبلغت.
* استبشر الناس خيراً بحركة التغييرات المحافظ والتي يجب أن يواصلها وأن لا يستحي من عتاولة الفساد الذين ما زالوا يوهمون الآخرين أنهم محميون من نافذين وفي مأمن وهم يعيثون في الأرض فساداً.<
