;

فرنسا راعية الحقد الصليبي على المسلمين ..الحلقة الثالثة 694

2008-12-25 03:54:35

سراج الدين اليماني

أخي القارئ الكريم قد مر معنا في الحلقة الثانية قول جوستاف لويون ما قاله في القرآن العظيم مما يتضح أنه ليس وحده القائل بذلك لأن هذا دأب عليه المستشرقون الفرنسيون والأوروبيون جميعاً هو أن القرآن الكريم من طبع محمد وليس وحياً إلهياً وأنه منتقى من اليهودية والنصرانية، وهذا محض كذب وافتراء، فالقرآن من لدن حكيم خبير، فهم أي المستشرقون يفتقدون المصداقية والموضوعية في دراسة الإسلام دون غيرهم، بينما يكونون موضوعيين حين يدرسون الأديان الوضعية مثل البوذية والهندوكية والكاثولوكية ، ورغم كل هذا فإننا لا ننفي أن هناك مفكرين منصفين لا غربيين فحسب بل عالميين أيضاً درسوا الإسلام دراسة عميقة فأحبه البعض وناصره، وآمن به البعض الآخر وأعلن إسلامه وصدق به، ومما لا شك فيه أننا لم نعد نرى كاتباً يحترم نفسه في الغرب يذكر أن محمداً صلى الله عليه وعلى آله وسلم هو إله المسلمين ومعبودهم، كما كان يقول ذلك كتاب سابقون، ولم يقف الأمر عند حد إزالة الأوهام ولكن تيار تفهم الإسلام جرى حتى لقد أخذنا نسمع مدح الإسلام من كبار كتاب أوروبا وفلاسفتها.

انظر "أوروبا والإسلام" (ص51-52) عبدالحليم محمود.

ومن بين المستشرقين الذين وصفوا بالموضوعية والحيدة والنزاهة العلمية وأنصف الإسلام والمسلمين، وهداه الله فاعتنق الإسلام اللورد هيدلي ودايتين دينية ناصر الدين، والشاعر "جوته" والدكتور "جرينيه" الذي كان عضواً في مجلس النواب الفرنسي وقد سئل عن سبب إسلامه فقال: إني تتبعت الآيات القرآنية التي لها ارتباط بالعلوم الطبية والطبيعية والتي درستها من صغري وأعلمها جيداً، فوجدت هذه الآيات منطبقة كل الانطباق على معارفنا الحديثة وبها تيقنت أن محمداً صلى الله عليه وعلى آله وسلم أتى بالحق الصراح من أكثر من ألف سنة من قبل أن يكون له معلم أو مدرس من البشر، ولو أن كل صاحب فن من الفنون أو علم من العلوم قارن الآيات القرآنية المرتبطة بما تعلم بداً كما قارنت أيضاً لأسلم بلا شك وإن كان عاقلاً خالياً من الأغراض.

المرجع السابق (ص51-68-74).

أخي القارئ الكريم فإن هؤلاء ممن نراهم يقدمون لنا المساعدات والمعونات الحسية والعينية ولكنهم يقدمونها بأيد ملطخة بالوحل إن لم نقل بالرجس لكن هناك من أبنائنا من يفضلهم علينا ويشيد بهم ويقول: هؤلاء أهل الرحمة والوعد الصادق بعكس المسلمين فإنهم قساة القلوب أغلاظ أجلاف لا يفون بما يعدون ويكذبون، وما درى أن الذي رأى منهم الجلافة والفظاظة هم ممن تربوا في أحضان هؤلاء وأرسلوهم إلى ديارهم لكي يشوهوا صورة المسلمين ويقبضون على ذلك الأثمان الباهضة ويأتي خلفهم فريق من المستشرقين هؤلاء ويظهروا التسامح والمصداقية والنزاهة حتى يتأكد لبعض أبناء المسلمين هذه الترويجات والافتراءات على أعظم ما عند المسلمين وأغلاه وأنفسه ألا وهو دينهم الحنيف السمح الذي وسع بأخلاقه كل المذاهب والاديان والفرق لكن قد نجح أولئك في مسخ عقول هؤلاء فصار هؤلاء عبيداً لأولئك واعتقد أن أسياده ممن يقبضونه الدولارات أنهم على الحق وأنهم دعاة سلام وإصلاح وأن المسلمين دعاة حرب ودمار شامل وفرقة وإرهاب ثم ذهب ذلك المسكين ليشيع في الناس عبر كل منبر من منابر المعرفة أن المسلمين هؤلاء هم الذين يتعدون الغرب الأليف وهو لا يدري أن الغرب الأليف سيطر على عقائده. . أيها المسلم المسلوب الحرية والإرادة ونهب كل ثرواتك وأصبحت تذهب بثرواتك إليهم مهدياً لهم متعنياً وخائفاً متوجساً تترقب كل صيحة يصيحون بها عليك، فإذا بكل فرائصك ترتعد وتضطر للتسليم والمداهنة والمواربة حتى يقال بعد ذلك إن المسلمين هم الذين يتفردون بالشرور وأن الغرب هم من ينعمون بالأمن ويريدون أن ينعم العالم كله بهذا الأمن المزيف الخداع الذي صنع على ألواح وطروس والذي يراد منه الحق والعدل ليس كذلك بل يراد منه محض الباطل واللجاجة والخصام وزرع الفرقة بين الأحبة من المسلمين من أجل أن يتفقوا على كلمة سواء لأنه من الضرر بمكان على هؤلاء.

فلذلك أعلم أنهم لا ولن يرضوا عنك أو عن أمتك بأن تتفقوا فكلما رأوا المسلمين على حافة الالتقاء هرعوا مسرعين لبث ما يقوض الفرقة ويزرع الشر والأحقاد حتى يتفرق الجمع ويولي الدبر ولا يعود على طاولة واحدة مرة أخرى فحذاري حذاري من قبول هذه الأفكار ونشرها وبثها بين أوساط العامة من الناس، فإن لها الخطر العظيم وأنت لا تدري وقد أعمت بصرك دولارات المستعمر والمستشرق الغربي وبعد أيام يتركونك كالكلب تهلث وراءهم ثم لا تجد لك إليهم سبيلاً فتصبح عاضاً على أناملك من الغيظ والندم بما جنته يداك في حق إخوانك في الإسلام والعروبة والمجد والتاريخ والحضارة.

فإن هؤلاء قد جيشوا لنا الجيوش العرمرمية ورأوا أنهم لا يستطيعون على زحزحتنا عن عقائدنا وقيمنا وأخلاقنا وتراثنا بواسطة المدفع والدبابة والطائرة فذهبوا ليفكروا في طرق ووسائل أخرى حتى يثنونونا عن ديننا وقد استطاعوا برهة من الزمن على ذلك فجاؤوا لنا بحملات تبشيرية تنصيرية من أجل الدعوة لتوهين القيم الإسلامية ولفظ لغتنا العربية الفصحى وقد نجحوا وتقطيع أواصر القرب بين الشعوب العربية والإسلامية، والتنديد بحال الشعوب الإسلامية الحاضرة والازدراء بها في المجالات الدولية.

ويتبع في العدد القادم.

الباحث في شؤون الإرهاب.

Searag aldeen-2009 @ yahoo. com

الأكثر قراءة

الرأي الرياضي

كتابات

أحمد ناصر حميدان

2025-01-18 00:17:31

وطن يصارع الضياع

كلمة رئيس التحرير

صحف غربية

المحرر السياسي

سيف محمد الحاضري

2024-10-14 03:09:27

القضاء المسيس ..

وكيل آدم على ذريته

أحلام القبيلي

2016-04-07 13:44:31

باعوك يا وطني

أحلام القبيلي

2016-03-28 12:40:39

والأصدقاء رزق

الاإصدارات المطبوعة

print-img print-img
print-img print-img
حوارات

dailog-img
رئيس الأركان : الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر

أكد الفريق ركن صغير حمود بن عزيز رئيس هيئة الأركان ، قائد العمليات المشتركة، أن الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر، مبيناً أن تشكيل مجلس القيادة الرئاسي الجديد يمثل تحولاً عملياً وخطوة متقدمة في طريق إنهاء الصراع وإيقاف الحرب واستعادة الدولة مشاهدة المزيد