محمد أمين الداهية
يبدو أن حذاء الصحفي البطل منتظر الزيدي قد أحدث ضجة إعلامية كبيرة جداً استبشرت بها إسرائيل لأنها ظنت أن هذا الحدث الذي أيقض مشاعر الأمة العربية والإسلامية سينسيها ما تمر به غزة من الممارسة الصهيونية بحق غزة وأبنائها، ونحن الآن نسمع بتصريحات ليفني وزيرة الخارجية الإسرائيلية والتي تتعهد بإزالة حماس عن الوجود، كنت أظن أن هذا التعهد الذي تتشدق به الإسرائيلية ليفني، سيحدث نوعاً من الإزعاج لدى الدول العربية، وأن الانتقادات لهذا التعهد ستكون حادة وغير مقبولة أبداً، إلا أننا للأسف لم نشهد الدور الإيجابي من قبل وسائل الإعلام لمثل هذه التصريحات والتعهدات الإسرائيلية والتي تكون فيها المناصب السياسية في الحكومة الإسرائيلية على حساب اضطهاد وقتل وتشريد الفلسطينيين وبالتحديد بقطاع غزة الذي يرون فيه المقاوم الوحيد للطغيان الإسرائيلي على أرض الحبيبة فلسطين، صحيح أننا كدنا نطير من الفرح أثناء مشاهدتنا لتلك القذيفتين المتمثلتين بنعلي البطل الغيور منتظر الزيدي، وما زاد فرحتنا أن حذاء منتظر الزيدي لم تلطخ بوجه بوش، ولكن ورغم ذلك المشهد التاريخي العظيم فإن ذلك الانتصار لم ينسنا معاناة غزة وأهلها وكل ما نتمناه أن نرى وسائل الإعلام العربية بمختلف أنواعها وهي تمارس دورها وواجبها بشكل أفضل تجاه قضايا الأمة العربية عموماً وعلى وجه الخصوص غزة وما تمر به من حصار آثم واستهداف ظالم من قبل العدو الصهيوني المحتل، وأقل ما يمكن أن تقوم به وسائل الإعلام تسليط الضوء على غزة وما تواجهه من تعنت إسرائيلي وتهميش عربي، فرغم الظروف المهيأة لوسائل الإعلام والتي تسمح لها بتغطية مثيرة لما يحدث في غزة وأيضاً ما يهددها مستقبلاً أرضاً وإنساناً إلا أننا نجد وسائل الإعلام بعيدة عن هذه الأشياء، أين دور التلفزيون والذي له الأثر الكبير في إيصال رسالة إعلامية ناجحة تجعل من كافة الشعوب العربية مطلعة بشكل مباشر عما يحدث في غزة وما يهدد كيانها؟ أين البرامج التلفزيونية التي تفتح المجال للمتلقي بالتواصل وطرح رؤيته حول قضية غزة، فمثل هذه البرامج تعتبر رسالة ناجحة جداً سهلة الوصول لكل من يهمهم الأمر سواءً المحتل الغاشم الذي نريده أن يدرك موقف الشعوب العربية عن ممارسته الشنيعة في أرض فلسطين، حتى وإن كان هذا العدو يدرك جيداً موقف الشعوب العربية والإسلامية إلا أن البرامج التلفزيونية المباشرة تعتبر خير وسيلة لإيصال الموقف الشعبي العربي.