حسن بن حسينون
هذا الطابور الذي ظل وسوف يستمر في التغني على وتر الطائفية والمناطقية اعتقاداً منه بأنه سوف يحقق مكاسب من وراء ذلك غير أن تطور الأحداث التاريخية في اليمن تؤكد عكس ذلك، فلم يحققوا شيئاً بسبب تكوينهم الثقافي الطائفي المتعصب والعزلة التي فرضوها على أنفسهم والتفوقع الذي جعل منهم مع مرور الوقت يشعرون بالدونية والخضوع التي دامت مئات السنين وكان لها الأثر الكبير في انتزاع العديد من الصفات الحميدة التي تميز بها المجتمع اليمني في مختلف المراحل التاريخية مثل العزة والشهامة والشجاعة والكرامة والإقدام وإكرام الضيف وحماية الملهوف والدفاع عن الشرف والعرض والمال وتأتي في مقدمة كل هذه الصفات حب الوطن والدفاع عنه بالمال والأرواح.
كل هذه الصفات المجتمعة لا تتوفر لدى عناصر الطابور الخامس أكان ذلك في الماضي أم في الحاضر وقد حلت محلها صفات وضيعة خبيثة وهدامة مثل الخوف والنميمة وزرع الفتن والمؤامرات والخلافات والانقسامات والحروب والصراعات التي يدفع ثمنها الأبرياء الجهلة والمخدوعين الذين يزوجون بهم في أتونها وهم بدورهم يتراجعون إلى الصفوف الخلفية ويستأثرون بالجزء الأكبر من الغنائم مادية كانت أم معنوية.
فبعد أن فشلت كل مخططاتهم التآمرية في الشطر الشمالي في عهد الإمامة والنظام الجمهوري انتقلوا إلى الجنوب ليمارسوا نفس المخططات الجهنمية ورغم كل الانجازات التي حققوها على نفس الطريق إلا أنهم قد لاقوا نفس المصير الذي لاقوه في الشطر الشمالي وقد تم ذلك بعد قيام الوحدة المباركة وحرب صيف 94م، أصبحوا بعدها يتخبطون كالقطيع بلا راعي في صحاري وجبال ووديان وسهول اليمن.
غير أنهم لم ييأسوا في التخلي عن ثقافتهم المتخلفة وعقلية العصور الوسطى رغم ادعاءاتهم الكاذبة بأنهم يمثلون شريحة مثقفة ومتميزة في المجتمع اليمني لأن من شب على شيء شاب عليه فانطلقوا بعد الوحدة وخيارها الديمقراطي مثل الكلاب التي تنبح وقد تساقطت أسنانها والغربان والبوم الناعقة التي لا تهدأ ولا تتوقف على مدار الساعة اعتقاداً منهم بأن الحريات العامة وحرية الصحافة وغير ذلك من مبادئ الديمقراطية يمكن أن تكون البديل والوسيلة للحصول على ما فقدوه أثناء مرحلة التشطير وما بعد قيام الوحدة.
ومن يطلع على ما تكتبه صحافتهم الصفراء في الوقت الحاضر يستطيع أن يشم ما بين السطور تلك الروائح الكريهة للطائفية والمناطقية والأحقاد الدفينة والمزمنة مستغلين بذلك العديد من الظواهر والكذب والتضليل والدعاية والتحريض التي يجيدون صناعتها عبر تجاربهم الخاصة.
إنهم يتعاملون مع الديمقراطية وكأنها حصان طروادة الذي ضمت عربته كل من فقد مصلحته بعد قيام الوحدة وكل الخونة والعملاء والمرتزقة داخل الوطن ومعهم من يمارسون الدعارة السياسية في شوارع نيويورك وواشنطن وحدائق الهايد بارى وداخل أروقة المخابرات الأميركية الصهيونية والأوروبية.
أن هؤلاء جميعاً لم يستفيدوا من تجاربهم السابقة وتجارب الآخرين في العمالة والارتزاق، إن شعبنا يعرف هؤلاء جيداً بأنهم عبارة عن خونة ومرتزقة وغارقون إلى أذانهم في العمالة والخيانة ولن ينالوا شيئاً من وحدة وصلابة الشعب اليمني من صعدة وحتى حدود المهرة في كل ما يقولونه ويسطرونه في صحافتهم الصفراء