عبدالجبارسعد
قبل أسبوعين تقريبا وحين قام المستعمرون اليهود بمحاصرة أبناء فلسطين في الخليل وإطلاق النار عليهم من مسافة قريبة وإشعال الحرائق بمنازلهم وهم فيها سمعنا أيهود اولمرت رئيس وزراء إسرائيل المستقيل يقول: انه يشعر بالخزي لما فعله المستوطنون.
وقال كيهودي: أشعر بالخزي من رؤية اليهود يطلقون النيران على العرب في الخليل.
وتابع: طلبت من وزير الدفاع والجهات المعنية التدخل بقوة لوقف هذه الظاهرة. وأعرب عن أمله في ألا يبدي المستوطنون تعاطفا مع المتورطين في أحداث الشغب.
****
اولمرت يشعر بالخزي كيهودي ولا يشعر حكام عشرين دولة بالخزي كعرب وكمسلمين لما يعانيه إخوانهم في كل أرض فلسطين.
يحاصرون إخوانهم في غزة ولا يشعرون بالخزي،
يقتلون شبابهم بغارات همجية كل حين ولا يشعرون بالخزي
يعتقلون النساء والقاصرين ويبقونهم في المعتقلات ولا يشعرون بالخزي
يطلقون النار على المعتقلين ويمنعون عنهم أبسط حقوقهم ولا يشعرون بالخزي
شرد الاحتلال الأمريكي خمسة ملايين عراقي داخل العراق وخارجه ولم يشعروا بالخزي
قتل الأمريكان وعملاؤهم أكثر من مليون عراقي ولم يشعروا بالخزي
اعتقلوا عشرات الآلاف من العراقيين وامتهنوا كرامتهم واغتصبوا نساءهم ورجالهم ولم يشعروا بالخزي. . دمروا دولتهم واعتقلوا حكامهم وحاكموهم لأنهم واجهوا البغي والغطرسة الصهيونية والأمريكية ضد أمتهم ولم يشعروا بالخزي.
دمروا العراق كقوة عظمى عربية واقليمية ركّعت دولة فارس العنصرية وضربت وهددت دولة إسرائيل ولم يشعروا بالخزي.
****
إسرائيل تؤلب على السودان الدنيا وتخلق الترويع والكذب إلى درجة تنسي العالم كله جرائمها الظاهرة والمتكررة على شعب فلسطين وتنسي العالم كله جرائم سيدتها أمريكا في العراق وأفغانستان وحكامنا العرب يطيرون من مكان إلى مكان لإيقاف ما يسمونها بالتصفيات العرقية و المجازر الموهومة على أهل دارفور التي صنعت منها الدعاية الصهيونية قضية القضايا وهي لا تمثل شيئا يذكر إن صدقت إلى جانب جرائم أمريكا وإسرائيل.
نحن كل يوم نصحو ونغفو على آلة الحرب الإسرائيلية والأمريكية تقصف المدن والقرى في فلسطين والعراق وأفغانستان وباكستان وكل الإعلام العالمي ينقل المشاهد والصور المروعة لكل ما يحدثه هؤلاء من تصفيات وفظائع ولا يحدثنا المدعي العام للمحكمة الدولية شيئا عن هذا الظاهر للعيان والمتكرر بتكرر الأوقات والأزمان حتى ليمكن أن يراه العميان !! بحيث لا يخلو يوم واحد من حدوثه بنفس الهمجية والشراسة والتحدي لكل الحقوق الإنسانية. أما دارفور التي لم نسمع عنها إلا من خلال تقارير الأمريكيين والإسرائيليين في المحافل الدولية فالقرارات تلو القرارات والتصريحات تلو التصريحات وزيارات الوزراء الغربيين لها تلو الزيارات حتى سجلت الثلاثة الأشهر الأخيرة زيارة ثلاثة عشر وزيرا غربيا من كل من أمريكا ودول الاتحاد الأوروبي.
****
فمتى بالله يشعر حكامنا بالخزي ويتصرفون كآدميين ويعلمون أن عليهم حقوقا تجاه إخوانهم الآدميين في العراق وفلسطين حتى بعيدا عن حق الأخوة العربية والإسلامية ؟
وما قيمة هذه العروش والألقاب والأموال المكدسة والأسلحة المجمعة من كل بائعي الأسلحة في العالم إن لم تنصر حقا أو تواجه باطلا ؟
ومتى يستيقظ ضمير هؤلاء الحكام على صرخات أهل فلسطين والعراق والصومال والسودان لإنقاذهم من سطوة أعداء الله والحق والكرامة الإنسانية ؟
هل من أمل في أن شيئا كهذا سوف يحدث على الأمد المنظور ؟.
ورحم الله قائل هاتين البيتين إذ رأى ممالك الأندلس وملوكها في فترة الضعف والخور والتصارع التي أعقبها كارثة تصفية الوجود العربي الإسلامي فيها.
مما يزهدني في أرض أندلس ** أسماء معتمد فيها و معتضد
ألقاب مملكة في غير موضعها **كالهرّ يحكي انتفاخا صولة الأسد
وما أشبه الليلة بالبارحة.