المؤلف/ علي محمد الصلابي
2- تربية الجيل على عقيدة أهل السنة والجماعة:
الدعاة إلى الإسلام والناشدون لتحرير القدس والأقصى لا بد لهم من تربية جيل النصر المنشود على العقيدة التي كان عليها الرسول وأصحابه، وتصفية العقيدة مما شابها من العقائد الباطلة والفاسدة والخرافيات والشركيات والبدع، ولله در الإمام مالك بن أنس إمام دار الهجرة القائل: لن يصلح آخر هذه الأمة إلا بما صلح به أولها، وما أجمل قول القائل: أقيموا دولة الإسلام في قلوبكم تقم لكم على أرضكم.
وما سقطت القدس إلا على أيدي أهل البدع الفاطميين، وما ضاعت إلا لما ضاع الولاء، وتحالف رجال الثورة العربية مع الإنجليز ضد المسلمين من الأتراك، وما سقطت القدس إلا بعد انحراف الناس عن الجادة وصار ربان السفينة ممن يغّيب الإسلام في الصراع، ومحال أن تعود القدس على أيدي أناس يسبون صحابة رسول الله ويكفرونهم ويطعنون في الثوابت من هذا الدين، وهم ومن على شاكلتهم كانوا الخناجر التي طعنت بها الأمة، والله يفتح مغاليق الأمور لمن علم في قلبه الصدق والعزيمة وسلامة النهج وصفاء التوحيد والولاء.
3- تحرير الولاء لله ورسوله والمؤمنين:
وهذا بيت القصيد لا بد أن يعلمه القاصي والداني، الصغير والكبير من هذه الأمة، وبغض لهؤلاء اليهود والنصارى لكفرهم أولاً، ولأنهم اغتصبوا ديارنا ثانية، وتصريحات زعماؤهم تدل على أن الحرب بيننا وبينهم دينية، فمثلاً حكام أمريكا حبهم وولائهم لإسرائيل من منطلق ديني من إنجلترا وأمريكا، فعار على الأمة أن تسلم رقابها ورقاب أبنائها وثرواتها وأراضيها إلى أعدائها، وعار على الأمة أن تتنكر لإسلامها وتتسول نفايات الفكر اليوناني الروماني العفن، عار على الغني أن يتسول وقد تحدث الرؤساء الأمريكيون عن ماذا تعني إسرائيل بالنسبة لهم، فقد أصدرت جريدة هيرالد تريبيون الدولة تقريراً خاصاً في عددها رقم 35818 بتاريخ 29/4/1998م ونشرت فيه كلمات لعشرة رؤساء لأمريكا، على مدى خمسين عاماً منذ نشأة إسرائيل حتى الآن ويؤكدون في كلماتهم ضمانهم لأمن إسرائيل، وذكرت الجريدة في تعليقها: منذ تحقيق الاستقلال سنة 1984م كان لإسرائيل مكان خاص في قلوب الأمريكيين وفي قلوب رؤساء أمريكا ففي كل إدارة كان الرئيس يعترف بأهمية أمن إسرائيل بالنسبة للأهداف القومية الأمريكية.
قال بيل كلينتون: أمريكا وإسرائيل يربطها ميثاق خاص وعلاقتنا فريدة من نوعها بين كل الأمم فكما هو الحال في أمريكا فإن إسرائيل تتمتع بديمقراطية قوية كرمز للحرية وهي واحة للاستقلال وملجأ للمظلومين والمضطهدين.
جورج بوش: لقد تمتعت الولايات المتحدة وإسرائيل لأكثر من أربعين سنة بصداقة مبنية على احترام متبادل، والتزام بمبادئ الديمقراطية، ويبدأ استمرارنا بالبحث عن السلام في الشرق الأوسط بإدراك أن الروابط التي توحد بين دولتينا لا يمكن أن تنفصم.
رونالد ريجان: يثبت الرجال والنساء الأحرار بإسرائيل كل يوم قوة الشجاعة والإيمان وبالرجوع لسنة (1949م) عندما وجدت إسرائيل ادعى النقاد أن الدولة الجديدة لا يمكن أن تستمر، والآن لا يشك أحد أن إسرائيل هي أرض الاستقلال والديمقراطية في منطقة الطغيان والاضطرابات.
جيمي كارتر: بقاء إسرائيل ليس مجرد قضية سياسية ولكنه التزام أدبي، وهذا هو إيماني العميق الذي ارتبط به وهو الإيمان الذي يشاركني فيه الأغلبية العظمى من الشعب الأمريكي فإن إسرائيل القوية الآمنة ليست مجرد اهتمام الإسرائيليين ولكنه اهتمام الولايات المتحدة والعالم الحر كله.
جيرالد فورد: التزامي بأمن ومستقبل إسرائيل مبني على مبادئ أساسية، وهو اهتمام شخصي، كإنسان متنور "مثقف" كما أن دورنا في مساندة إسرائيل يشرف تراثنا الوطني.
ريتشارد نيكسون: الأمريكيون يعجبون بالشعب الذي يحفر الصحراء ويحولها لحدائق، لقد أثبت الإسرائيليون بدلالات يقبلها الأمريكيون أن لديهم الشجاعة والوطنية والمثالية والولع بالحرية لقد رأيت ذلك وأؤمن بذلك.
جون كندي: إسرائيل لم تخلق لتختفي بل ستبقى وتزدهر إنها وليد الأمن الوطني للشجعان ولن تنكسر بالافتراءات أو بإفساد معنوياتها؛ إنها تحمل درع الديمقراطية وتشهر سيف الحرية.
دوايت أيزنهاور: لقد أنقذت قواتنا بقايا الشعب اليهودي بأوروبا من أجل حياة جديدة، وأمل جديد في الأرض المتجددة ونحن مع كل الرجال ذوي العزيمة الصادقة وأحيي الدولة الصغيرة وأتمنى لها الفلاح.
هاري ترومان: لدي إيمان بإسرائيل قبل تأسيسها كما أن لدي إيماناً بها الآن وأعتقد أنه سيكون لها مستقبل متألق أمامها، ليس لمجرد أمة مستقلة ولكن تجسيد للمثاليات العظمى لمدنيتنا.
4- وحدة الأمة على أساس من وحدة العقيدة:
قال تعالى: "إن الله يحب الذين يقاتلون في سبيله صفاً كأنهم بنيان مرصوص" الأمة المتراصة أقوى عند النزال من جبهات تلتقي وتفترق وتسير وتقف تجمعها مصالح آنية إنها سنة الله في الحياة عندما تكون الأمة متوحدة على أساس من العقيدة تكون أقوى وأعز، حتى ولو قل العدد وهذا واضح من حركة التاريخ فشتان بين مسيرة يدفعها هوى وتصورات بشرية، وبين مسيرة تدفعها قواعد ربانية، شتان بين أمة تنير منهاج الله دربها وأقوام يعطيهم الهوى بصيصاً من نور ثم ينطفئ فاللقاء في المعارك الفاصلة مع الرافضة لا يمكن ذلك فصلاح الدين تخلص من الدولة الفاطمية ثم استطاع بعد ذلك تحرير بيت المقدس بعد القضاء على الفكر الرافضي، فالتاريخ يعلمنا دور الباطنية والشيعة الرافضة في خيانة الأمة، وقتل مجاهديها وعرقلة الحركات الجهادية ضد الصليبيين على مدار التاريخ الإسلامي وفي التاريخ الحديث تحالفوا مع أمريكا على حساب أفغانستان والعراق ومصالحهم المذهبية فوق كل شيء.
إن أصحاب البدع مثل العقارب يدفنون رؤوسهم وأبدانهم في التراب، ويخرجون أذنابهم فإذا تمكنوا لدغوا وكذلك أهل البدع، هم مختفون بين الناس، فإذا تمكنوا بلغوا ما يريدون.
5- الراية الإسلامية للمعركة:
إن راية الإسلام هي حياتنا وأملنا، نور أبصارنا وبصيرتنا وهي الراية الوحيدة لمعاركنا القادمة إن اليهود والنصارى يحاربوننا بالتوراة حرباً دينية تحت شعار الصليب والنجمة فلا نحاربهم إلا بالقرآن وإذا رجعوا إلى تعاليم التلمود رجعنا إلى البخاري ومسلم، وإذا قالوا: نعظم السبت، قلنا : نعظم الجمعة، وإذا قالوا: الهيكل قلنا: الأقصى وإذا قاتلونا تحت راية اليهودية والنصرانية قاتلتهم تحت راية الإسلام، يقول جمال حمدان: قبل الإسلام لم يكن عرب الجزيرة أمة، ولا كان لهم تاريخ حتى أمة بلا تاريخ لم يكونوا بل مجرد حفنة أو شرذمة من القبائل المتحاربة المتعاركة المتطاحنة المتعددة اللهجات وأحياناً اللغات، وهي إن لم تكن تقع خارج الجزيرة فإن لها تاريخ فولكلوري على أكثر تقدير.
ويقول: لقد خرج العرب من الصحراء ودخلوا التاريخ بفضل الإسلام وما كان لهم هذا ولا ذاك بدونه، لم يكن الإسلام بالنسبة للعرب رسالة من السماء فقط، ولكنه نجده من السماء.
ويقول الإسلام جاء ليبقى، ويقول عودة الإسلام ليقود من جديد، كانت راية نور الدين وصلاح الدين في معاركهم هي الإسلام وانضوت تحتها الشعوب الإسلامية من عرب وترك وأكراد وفرس وغيرهم فحققت تلك الانتصارات الرائعة.
6- استراتيجية إسلامية بعيدة المدى وكوادر علمية تحيط بالواقع علماً:
إن تحرير القدس على يدي صلاح الدين يعلمنا أن المسيرة لتحريره من جديد لها خطها ونهجها، ولها أهدافها ووسائلها وكلها أهداف ووسائل شرعية، ولكنها لا يمكن أن تسير دون نهج مفصل واضح، يسمح لأفرادها أن يعرفوا ماذا يريدون قال تعالى: "وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة ومن رباط الخيل ترهبون به عدو الله وعدوكم وآخرين من دونهم لا تعلمونهم الله يعلمهم وما تنفقوا من شيء في سبيل الله يوف إليكم وأنتم لا تظلمون".
ولا بد من توضيح جملة من الحقائق:
أ - من هم أعداؤنا؟
ب - كيف يفكر كل عدو من أعدائنا، وما هي إمكانياتهم؟
ج- ماذا أعد كل عدو من أعدائنا؟
د- هل أعددنا أنفسنا لمواجهة التحديات؟ لماذا نجح العدو في تحقيق أهدافه؟
ه- لماذا نجح العدو في تكبيل الأمة بالأغلال؟ وإجبارها على التسليم له وقد اغتصب مقدساتها وأرضها وثرواتها وسخر من عقيدتها؟
و- لماذا تقف الأمة موقف السلبية تجاه هذا الخطر الماحق الذي يتهدد وجودها؟
إن السبب يكمن في جهل الأمة بدينها، وبرسالتها التي من أجلها خلقت واستخلفت في هذه الأرض، فترتب على ذلك فساد عقائدي وسياسي وسلوكي وأخلاقي ووقعت في الحرام، وأكل الحرام وتعطيل فرائض الله، وعدم تحرير الولاء والبراء.
والحل ممكن مع صدق النية واللجوء إلى الله عز وجل، ويمكن الاستفادة من التجارب التاريخية لإعداد خطة استراتيجية طويلة المدى في مواجهة هذه التحديات المعاصرة، استراتيجية مستمدة من "هوية الإسلام" التي ضعنا يوم أن ضيعناها قال تعالى: "صبغة الله ومن أحسن من الله صبغة ونحن له عابدون".
7- توبة الأمة الإسلامية وعودتها إلى الله عز وجل وبعدها عن المعاصي:
إن نصر الله لا يتنزل على أمة ماجنة عابثة لاهية شاردة بعيدة عن الله ورسوله، لا ينزل نصر الله على أمة تغوص في مستنقع المعاصي الآسن وتتمرد على منهج ربها أمة تقلب الموازين وتسير ضد السنن الربانية إنما ينزل النصر على أمة صابرة تعلم أنها إنما غيره العزة أذلها الله عز وجل، فالنصر يحتاج إلى تبتل ودموع وقنوت وضراعة إلى الله - عز وجل - فسلوا ليلة بدر عن بكاء النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم وصلاته وسلوا ليلة الأحزاب وكل معارك الأمة، فالرجوع إلى الله من أسباب النصر العظيم.