السيناريو مكرور والاسطوانة المشروخة هي نفسها. تبادر إسرائيل بالضرب وتسبق بالشكوى. في أوقات التهدئة، تكسر الهدوء وتقوم بالعدوان. ومع ذلك، تريد من الجانب الفلسطيني أن يبقى هادئاً. وفي خارج هذه الأوقات، تفتعل، بأساليبها الماكرة، تفجير الوضع؛ وأيضاً تريد من المعتدى عليه، المحافظة على الأمن وعدم الردّ. وعندما يقوم بعملية مضادة، تقيم الدنيا ولا تقعدها، بالتهديد والوعيد.
تزعم وبوقاحة، بأنها الطرف الذي يتحمل ويعاني. هكذا وبدون أن يرفّ لها جفن. اغتالت خمسة من ناشطي «حماس». وعندما جاءها الرد؛ أطلقت العنان لتهديداتها، المتواصلة بكل حال في الآونة الأخيرة، بل في كل آن. مع أن صواريخ «حماس» لم تسفر عن سقوط ضحايا في مستعمراتها.
الفريق الحكومي الأمني المصغّر، عقد جلسة طويلة، لمناقشة الوضع والتداول بشأن العمليات العسكرية، التي سبق وتقرّرت تجاه غزة. ليس ذلك فحسب، بل زعمت كالعادة، على لسان المتحدث الرسمي، بأنها «تعتمد في الوقت الراهن قدراً كبيراً من سياسة ضبط النفس، تجاه عمليات القصف اليومية». قوات الحصار، الأبشع من الاحتلال، هي التي بدأت الجولة. . هي التي قامت بالعدوان وباغتيال خمسة فلسطينيين؛ ومع هذا تتحدث عن «ضبط نفس» ! لعبة تتقنها من زمان. اعتادت على تقديم نفسها بأنها الضحية المستهدفة باستمرار. وتحت هذه اليافطة المزيّفة، تمارس عدوانيتها؛ بحجة الدفاع عن النفس. تعزّزت هذه الصورة، بقبول الغرب لها ودفاعه العنيد، عنها. في قاموسه، إسرائيل دوماً في موقع الدفاع المشروع، عن وجودها. . من خلال هذه المقولة المجافية للحق والحقيقة، حجب احتضانه لاحتلالها وسكت عن نشاطها الاستيطاني، غير المتوقف. كما سكت على حصارها للقطاع، بالرغم من كونه يشكل جريمة ضدّ الإنسانية، كما صنّفه المقرّر الدولي لحقوق الإنسان في الأراضي الفلسطينية.
إسرائيل، تتعمّد سياسة الاستفزاز والتفجير، لاستدراج الرد؛بحيث تعمل على توظيفه من اجل تحقيق هدفين أساسيين: خلق ذريعة تتستر وراءها، لإقفال المعابر؛ مع تمرير الإمدادات بالقطاّرة وبما يكفل تحقيق الخنق البطيء لسكان غزة.