كروان عبد الهادي الشرجبي
غريبة هي حال الدنيا وحال البشر فيها إذ أصبحوا لا يبالون لأمر العلاقات الإجتماعية التي بدت تنقرض في هذا الزمن ، وبدا ذلك جلياً في عيد الأضحى المبارك فعلى المستوى العام يلاحظ غياب الزيارات العائلية والأسرية وكذا على مستوى الأصدقاء فقد اصبح الكل مشغولاً ولا يستطيع أن يقوم باي زيارات لماذا ؟ لأن هناك البديل وهو الهاتف الجوال إذ أصبحت (الماسج) أو الرسالة هي الأسرع في توصيل التهاني بمناسبة العيد أو غيره من المناسبات والأعياد.
لقد باتت الرسائل هي الوسيلة التي يعبر بها عن المشاعر والأحاسيس ، وكأن لم الشمل للعائلات والأصدقاء أصبح ماضي جميل لن يعود .
حتى على مستوى الصداقات فقد انعدمت الصداقات الحقيقية وإن الإنسان عندما يكون لديه صديق هذا معناه أنه يريد انسان صادق إلى جانبه في الشدائد والمسرات وأن يشاركه في كل لحظات أفراحه وأحزانه والآمه وأن يجده في وقت المحن والشدائد لأننا نفرح ونسعد عندما نجده واقفاً معنا في تلك الظروف ، لا لشيء وانما لفرحنا أن اختيارانا كان صائباً وصحيحاً .
فقد قالوا الصديق وقت الضيق ولكننا أدركنا مع مرور الأيام مدى اتساع مساحة الوهم في الصداقة .
