عصام المطري
* ثمة صمت عربي وإسلامي رسمي على ما يحدث في ديارنا العربية والإسلامية في فلسطين قطاع غزة، وهو صمت مطبق وهو ما يشهد على النظام العربي الجديد الذي يعد نظاماً هزيلاً لا يقوى على فعل أي عمل لنصرة الحق العربي والإسلامي ورعايته.
* أن الأمة الإسلامية والعربية اليوم تئن تحت وطأة الظلم للنظام العالمي الجديد برعاية الولايات المتحدة الأميركية ذو الأحادية السياسية بفعل سقوط النظام العالمي الأسبق "نظام التوازن والتكافؤ السياسي واللوجستي"، فمع هذا النظام العالمي الجديد تقزمت البلدان والأمصار الإسلامية والعربية، بل تقزم النظام العربي والإسلامي السقيم الذي لا ينصر مظلوماً، ولا يثور من انتهاك حقوق الإنسان وحرية الآدمية، فهو نظام مهذي مسير ليس إلا، ذلكم أنه لم يوجد رسالة عتاب للإدارة الأميركية التي تدعم الصهاينة واليهود في حق الأمة الإسلامية والعربية على وجه هذه البسيطة مما له بالغ الأثر على مستقبل النظام العربي والإسلامي المجهول.
* لقد أطبق اليهود والصهاينة الأخشبين على إخواننا في غزة، ولم يتمكن الفلسطينيون من فك هذا الحصار الجائر حتى الدول العربية المجاورة لم تجرؤ على فك الحصار وما هو حصار جائر بكل المقاييس صار ضحيته العشرات من أبناء جلدتنا ناهيك عن جوع الأطفال الذين يموتون جوعاً، فما جريمة أولئك الأطفال الذين لا يملكون لأنفسهم ولأمتهم أي شيء؟ فحرام ذلك الحصار الجائر، فعلى المجتمع الدولي أن يتحرك وينادي بحقوق الإنسان وحريته التي حفظتها جميع الأديان والشرائع السماوية فضلاً عن مواثيق ومعاهدات الأمم المتحدة التي تنادي بحقوق الإنسان، فأين حقوق الإنسان في فلسطين بعد مضي ستون عاماً من الاحتلال اليهودي الإسرائيلي الظالم؟ فعذراً غزة على الصمت العربي والإسلامي الرسمي، فنحن شعوباً مغلوبة على أمرها ولا نملك إلا الدعاء لكم عقب الصلوات وفي قيام الليل، فنسأل الله العزيز الحكيم أن يصبركم ويأخذ بأيديكم، فالمجموعة العربية والإسلامية من الزعامات العربية والإسلامية لم تقدم شيئاً يذكر لغزة الصمود والإباء والكرامة فعذراً غزة.
الإسلام مع الصهاينة:
* ويوم أمس حولت غزة إلى محرقة بأهلها حيث قامت الترسانة العسكرية المسلحة بارتكاب أبشع مجزرة عرفها التاريخ مثل مجزرة "دير ياسين" ومجزرة "قانا" ومجزرة "جداوشا مكيل" ومجزرة "كفر قاسم" أمام صمت عربي رهيب وغادر، فمصر قامت بخديعة حماس وأبلغتها بأن العدو الإسرائيلي لن يقوم بأي اعتداء وهو الأمر الذي فوت على حماس الاستعداد، فالعلم الإسرائيلي يرفرف في سماء بعض العواصم العربية، والمجازر تغتال أبناء الشعب الفلسطيني، ثم أن هنالك أهدافاً سياسية من هذه المجزرة، فهي تدخل لحساب طرف في العداء الفلسطيني.
الموقف العربي المطلوب:
* ويجب ألا يخيم الصمت العربي، فعلى منظومة القوى السياسية الفاعلة على الوطن العربي والإسلامي تنظيم المظاهرات والمسيرات المنددة بالعدوان في عواصم الوطن العربي والإسلامي الكبير وعلى قيادة السلطة الفلسطينية سرعة إصدار بيان مندد بهذا العدوان وبهذه المجزرة وإعلان توقف عمليات السلام مع هذا العدو الغاصب، فلا سلام مع العدوان الإسرائيلي، وعلى الجامعة العربية الدعوة إلى اجتماع طارئ لجميع القيادات العربية من أجل اتخاذ موقف موحد محدد من هذا الكيان المعتدي، وعلى الأطراف العربية إيقاف التطبيع الإعلامي والسياسي مع هذا الكيان وإلا فإن القيادات والزعامات العربية خائنة تخون الله ورسوله وتخون الأمة الإسلامية والعربية، فالدور العربي المطلوب الدعوة لعقد قمة عربية طارئة في الرياض أو في قطر أو في مقر الجامعة العربية في مصر، وعلى الزعامات والقيادات العربية إلا يحضروا لعقد القمة في استعراض بالكلمات والتنديد وإنما عليهم اتخاذ مبادرة عربية جديدة فعلى سبيل المثال لا الحصر تجميد علاقاتها مع العدو الصهيوني، وتوقيف ما أطلقت عليه بالمبادرة العربية للسلام، والعمل على تشجيع المقاومة بكل الوسائل والسبل المشروعة عن طريق إمدادهم بالسلاح والمال وتشجيع المقاومة تشجيعاً كبيراً، فعدد الشهداء بلغ حتى الآن مائة وخمسة وخمسون شهيداً ومئات من الجرحى، والبقية ما يزالون تحت الأنقاض، فعذراً مرة أخرى يا غزة على هذا الصمت العربي الرهيب واللعين.