عبد المجيد السامعي
أصبت بالذهول بل الانهيار وأنا أشاهد المجازر في غزة، فقد عانت غزة من الجوع خلال فترات الحصار وإعلان المعابر، والآن تغرق غزة بالدماء، والحقيقة أن العدو الصهيوني يثبت لنا من خلال جرائمه في غزة أنه لا يتحلى بأدنى صفة من الإنسانية ولا حتى الحيوانية.
فمن الأخلاق الحربية التي يعرفها الناس هي عدم قتل الأطفال والنساء والمدنيين، وإنما تقتصر المعارك الحربية على العسكريين فقط، أما ما يقوم به العدو الصهيوني فهو يصنف ضمن جرائم الحرب والإبادة الجماعية، فما نراه من خلال القنوات يصيبنا بالذهول والجنون بل ونشعر بالخجل والحياء ونحن نكتب.
الملاحظ أن العرب قد ارتكبوا جرائم في حق الفلسطينيين من خلال غلق المعابر، ومن المفترض أن تفتح الدول العربية والإسلامية باب الجهاد وتقوم بتسجيل المتطوعين وإيصالهم إلى غزة للقيام بنصرة إخواننا الفلسطينيين.
إنني من خلال هذه الأسطر أناشد الرؤساء العرب والمسلمين تقديم العون المادي المتمثل في إرسال المتطوعين والعلاج والمال، بالإضافة إلى إرسال الأدوية والأغذية والأسلحة فلا يجوز للمسلم أن يبقى متفرجاً على إخوانه وهم يقتلون ويبادون في غزة، فنطلب من العلماء أن يفتوا بوجوب الجهاد ضد إسرائيل والأنظمة المتعاونة معها، ونطلب من منظمة المؤتمر الإسلامي أن تعقد مؤتمراً عاجلاً لمناقشة طرق تقديم العون لإخواننا الفلسطينيين بالمال والسلاح والمتطوعين.
إننا نلاحظ أن الأسلحة المكدسة في مخازن الجيوش العربية ستخرج عن عمر الصلاحية، وقبل أن تعطب هذه الأسلحة يجب التبرع بها للفلسطينيين، فهذه هي الفرصة المناسبة لرد الصاع صاعين لليهود، إنني أكتب هذه الأسطر المتواضعة وكلي أنين وألم مما يجري لإخواننا في غزة، غير أنني أطلب من الأخوة القراء أن يعينوا إخوانهم في غزة بالدعاء إلى الله العلي القدير أن ينصر المظلومين وأن يجبر كسر إخواننا الجرحى وأن يتقبل الشهداء ويكتب لهم الأجر والثواب، وهنيئاً لمن حالفه الحظ بالشهادة، فقد ورد في الحديث قول الرسول صلى الله عليه وسلم: "من قتله أهل الكتاب فله أجر شهيدين"، وللشهيد سبع كرامات منها أن يغفر الله له ذنوبه عند سقوط أول قطرة دم ومنها كذلك أن يتوج بتاج الوقار، ومنها أن يشفع لسبعين من أهله لدخول الجنة، ما نخلص إليه هو أن الجهاد فرض عين في فلسطين ويجب على الشباب شد الأحزمة ورص الصفوف وتوحيد الكلمة والترفع عن الصغائر والالتحاق بجبهات القتال في غزة والله أكبر والعزة لله.