كروان عبد الهادي الشرجبي
شاهدت في أحد الأيام مسيرة الدم العربي التي عرضتها المدارس في المحافظة وقد تناولت أحداث المسرحية حول إمرأة ولدها مريض بتكسر في الدم وأفادها الطبيب بضرورة العلاج خارج البلاد وحدد لها الولايات المتحدة على سبيل المثال، وذهبت الأم بولدها إلى أميركا للعلاج إلا أن الطبيب أخبرها بأن يتم تبديل دم ولدها بدم جديد وهناك دماء غالية جداً لا تقدر على شرائها مثل الدم اليهودي والدم المسيحي، وكما عرض عليها دماً رخيصاً جداً متوفرا في مساحات واسعة ويستطيع أعطائها هذا الدم مجاناً بكميات هائلة، وعندما سالته: ما نوع هذا الدم؟ فقال لها: هذا الدم العربي تستطيعين أن تغيري دم ولدك بهذا الدم لأنه متوفر جداً وطبعاً كانت صرختها كبيرة جداً للحال الذي وصلنا إليه، وفعلاً هذه هي الحقيقة وما جرى اليوم في غزة هو دليل على ذلك، غزة اليوم وكل يوم تحترق وكلنا نشاهد ذلك والصمت يعم الجميع غزة تصرخ ما من مجيب، غزة تنادي وين الملايين؟ الدم العربي وين؟ وحاسة السمع والنظر تعطلت لدينا ولدى العالم بأسره، لماذا يا عرب؟ لماذا تكررت مذبحة دير ياسين؟ هل الصمت هو السبب؟ ألآن مذبحة جديدة أمام العالم بأسره وكلنا نشاهد ولا نفعل غير البكاء والسب والاستنكار لما حصل ولما قد يحصل «225» شهيد فلسطيني في غزة ذبحوا، و"400" جريح أمام أعين العالم وهل لتواطؤ الحكام العرب دور في هذا؟ هل الدول العربية شريك في هذه المذبحة؟ مصر تغلق معابرها أمام غزة الآن تفتح هذه المعابر بالذات معبر رفح لأخذ الجثث فقط وأين كنتم يا أمة الإسلام؟ يا مصر يا أم الدنيا؟ أين أنتم من قدوم وزيرة الخارجية الإسرائيلية ليفني إلى مصر ووقوفها أمام وزير الخارجية المصري وهي تعلن أمام الملأ بانذار للقصف على غزة ولم يحرك الوزير ساكناً غزة اليوم تحترق وتدمر والكل يشاهد أنهيارها، لماذا يا عرب؟ لماذا غزة؟ لماذا العرب بالذات الذين تحل دماؤهم تسفك وتزهق أرواحهم؟ وقد قالها أفيخان أدرعي المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي أن غازات اليوم على غزة ما هي إلا مجرد بداية؟ وما دور العرب سواء تبادل الحديث عبر الهاتف لعقد مؤتمرات للدعوة لقمة عربية طارئة كلام في كلام ما هي النقاط الحازمة التي سوف تخرج بها هذه القمم غير الكلام؟ لقد ضاع الشعب الفلسطيني ضحية للكلام وضحية السلطة الفلسطينية في رام الله، وضحية القيادة المصرية بحصارها على معبر رفح وأعلن أمام الحكام الغرب والعرب بهذه الغارة الهمجية ولم يستنكر أو يرفض ويقول لا لا بالعكس وقف وبقي مشاهداً للأحداث من بعيد لماذا يا حكام؟ لذا نقدم الدعوة إلى كل الحكام العرب ولكل من لديه نخوة عربية وقليل من الكرامة من الحكام والوزراء بأن يقدموا استقالتهم والتنحي فوراً عن السلطة فالمشهد اليوم يعكس صورهم الحقيقية أمام العالم انكشفت وبانت وجوههم فكلهم أصبحوا بوش وشارون وباراك.