هاني أحمد المحويتي
صبراً أهل غزة، صبراً أهل الصمود والفداء والتضحية، صبراً أهل الكرامة والعزة، فكم هي عظيمة تلكم التضحيات التي تقدمونها فداء لأرض فلسطين الحبيبة ودفاعاً عن مسرى رسولنا الحبيب.
فبرغم المؤامرات ورغم الدسائس إلا أنكم الأبطال والأوفياء رغماً عن أنوف الساقطين والمتآمرين والصهاينة، كم هو جميل بأن نرى صمودكم أمام طائرات وصواريخ عدوكم التي أثبتم أمامها رجولتكم وبسالتكم وسعيكم لنيل الشهادة في سبيل الله حتى تتحرر أرض فلسطين من أعداء الإسلام، الصهاينة ممن يعرفون بجرائمهم الوحشية ضد أبناء فلسطين العزل وأطفالها وشيوخها ونسائها ممن لا حول لهم ولا قوة.
صبراً أهل غزة.. فلن تثنيكم الأباتشي ولا الصواريخ ولا القنابل عن مواصلة مشواركم البطولي في تحرير أرضكم وتطهيرها من اليهود الأنجاس وتحرير بيت المقدس أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين.
صبراً رجال المقاومة.. فبرغم تخاذل العرب عن نصرتكم إلا أنكم وقفتم لوحدكم غير مكترثين لحال العروبة والعرب ممن جعلوا التنديدات والمؤتمرات سلاحاً عربياً في مواجهة العدو الصهيوني المحتل.
صبراً أهل الشهادة.. فلا المجازر ولا المذابح التي ترتكب بحق أبناء فلسطين وأبناء غزة دون تفريق بين طفل وإمراة وشيخ وعجوز، فكلهم في عين العدو سواء، فليست كل هذه الأعمال الوحشية تقف أمام سلاحكم وقبضات أيديكم على الزناد في وجه الصهاينة وتلقينهم الدروس التي اعتادوا أن يتلقونها منكم مراراً وتكراراً إلى أن يتم تطهير الأرض المباركة بفلسطين وتحريرها من اليهود والأعداء.
صبراً أيها العرب الحقيقيون.. فإنكم لستم تواجهون عدواً واحداً فحسب، بل أصبح لديكم أعداء كثيرون ولا نبالغ إن وصفناهم بالصهاينة العرب، فأعمالهم وأفعالهم تشير إلى ذلك، فما نراه في إغلاق معبر رفح لخير دليل على المؤامرة التي تحاك ضد أبناء غزة وأطفالها ونسائها وشيوخها، وما قام به العدو الصهيوني من مذابح ومجازر في حق المدنيين بغزة بعد يوم من لقاء إسرائيلي مصري في القاهرة لهو دليل قاطع على المؤامرة التي تحاك ضد أبناء فلسطين عامة وأبناء غزة خاصة وتنسج خيوطها بأيادي عربية قبل الإسرائيلية.
فبرغم كل هذه المؤامرات العربية ورغم المجازر والمذابح الإسرائيلية إلا أنكم المنتصرون على عدوكم وقذف الرعب في قلوبهم، فأنتم من يسعى إلى الشهادة في سبيل الله، وأنتم من يحب الموت كما هم يحبون الحياة، فهنيئاً لكم النصر،وهنيئاً لكم الشهادة تلك الكرامة العظيمة التي حباها الله لكم وفضلكم بها على غيركم، ثبت الله أقدامكم وأيدكم بنصر من عنده ودمتم للإسلام والمسلمين فخراً ومجداً وكرامة وعزة يا أهل غزة.
