منيف الهلالي
أن تأتي الغارة الإسرائيلية على غزة عقب الزيارة التي قامت بها وزيرة الخارجية الإسرائيلية إلى مصر فتلك بصمة عار على جبين القيادة المصرية فضلاً عن أنها عار .. عار .. في جبين الأمة العربية برمتها والتي يخيم عليها الصمت تجاه ما يجري من إبادة جماعية في قطاع غزة.
أشلاء تناثرت في الشوارع، ودماء سالت بغزارة، وجثث أظهرتها وسائل الإعلام وسبابة أصحابها تشير إلى السماء وتشكو من التواطؤ العربي المذل مع العدو الصهيوني وتستنجد برب السماء ليحمي أرض الرباط من الهجمة البربرية المتوحشة بالتأكيد أن القلوب العربية الحية تقطر دماً والعيون تذرف ألماً والرؤوس تطأطئ عاراً وخزياً أمام ما حصل من فضيحة قام بها من ينتسبون إلى الإسلام وإلى العروبة حين قدموا الفلسطينيين لأعدائهم الصهاينة ليعبثوا بأجسادهم وأرواحهم بتلك الطريقة الهمجية، بل أن هؤلاء لم يخجلوا من مواقفهم المتعاقبة في خيانة القضايا العربية والتآمر على الأمة الإسلامية إنهم يبتكرون لنا كل يوم صيغة وطريقة حداثية من تعاملهم الموالي لأعداء الإسلام ومساعدتهم في تنفيذ مخططاتهم التدميرية لأوطاننا العربية.
العجيب أن هنالك من يقف أمام عقد القمة العربية المستعجلة التي دعت إليها بعض الدول العربية ومنها اليمن والتي يأمل الشارع العربي من إقامتها إعادة ولو شيء يسير من ماء الوجه الذي سكبته القيادات العربية على مر التاريخ الحديث، وإن كنت شخصياً لا أتوقع من هذه القمة أن تأتي بأكثر مما أتت به سابقاتها، فأغلب القادة العرب لا يستحقون هذه التسمية فهم يمرغون أنوفنا بالوحل بعد كل قمة يعقدونها، أليس هم من سلموا عاصمة الرشيد على طبق من ذهب إلى يد المحتل الأميركي؟ أليس.. ؟ أليس..؟ سيجف قلمي وأنا لم أنتهي بعد من حصر تاريخهم الملطخ بالسواد.
لقد تحدثت بعض وسائل الإعلام عن قيام مسؤولين من أحد الدول العربية المتاخمة للقطاع بطمأنة الفلسطينيين بعدم حصول غارة إسرائيلية على بلدهم، بينما اتضح بعد ذلك أن وزيرة الخارجية العبرية لم تأتي إلى قاهرة المعز إلا من أجل أخذ الضوء.... وإعلان الحرب.
وهذا يعني أن المقصود من تلك الطمأنة هو مساعدة الكيان الصهيوني في استغلال عناصر المفاجأة وتصفية عدد كبير من رجال المقاومة الإسلامية "حماس" وهذا ما حصل بالفعل، فقد سقط في هذه الغارة المباغتة عدد من القيادات الشرطية والأمنية والكثير .. الكثير.. من المواطنين ورجال الشرطة والأمن، فماذا يسمى هذا العمل؟ وكيف سيسطره المؤرخون؟
أتمنى أن تشتعل الشوارع العربية كاملة بالمظاهرات السلمية المطالبة بوقف الإبادة الجماعية التي ينفذها سلاح الجو الصهيوني ضد الأبرياء من إخواننا الفلسطينيين، وأيضاً مطالبة قادة دول الطوق العربية بطرد السفراء الصهاينة الذين يدنسون أرضنا العربية بتواجدهم النجس على ترابنا الطاهر.
كما أتمنى على الأخ الرئيس/ علي عبدالله صالح أن يمسك بزمام المواقف العربية الشجاعة كما عودنا على ذلك دائماً في القمة العربية القادمة، وأن يرينا صورة القائد العربي الذي لا يخاف في الله لومة لائم، وأن يرفع رؤوسنا فكم نحن بحاجة إلى مواقفه الشجاعة في ظل التخاذل العربي المقيت.<
