عصام المطري
فلقد أثبتت الأنظمة العربية عجزها عن نصرة أبناء جلدتنا الذين يحاصرون حصاراً شديداً، هذا فضلاً عن المحرقة التي ارتكبها في حقه العدو الصهيوني اللعين، ناهيك عن أن الحكام العرب جميعهم أثبتوا أنهم أحجار "قطع" شطرنج ليس إلا تحركهم أميركا حيث شاءت.
* أين سيذهب الحكام العرب من غضب مليار ونصف من الشعب العربي؟ ولماذا لم يحرك المجتمع العربي ساكناً لما يعتمل في قطاع غزة؟ ولمن تعد الحكومات العربية قوات الجيش والأمن؟ هل الجيش العربي يعد لقمع الشعوب العربية؟ أم أن قوات الجيش والأمن البواسل تسهر لحراسة كراسي الحكام العملاء والخونة؟
فمهما يكن لا نستطيع القول إلا أن الزعامات والقيادات العربية والإسلامية عميلة وخائنة، تخون مليار ونصف من الشعب العربي، فأين الشهامة والنخوة العربية؟ وهل رخص الدم العربي لهذا الحد؟ وهل لا تفلح الزعامات والقيادات العربية والإسلامية إلا بترويض شعوبها وتجنيد الأمن السياسي والقومي لملاحقة الأبرياء واعتقالهم وإيداعهم السجون حيث التعذيب والإرهاصات وكل ما ينافي حقوق الإنسان؟ إنها مأساة الشعب العربي المسلم الواحد المقيد.
* القمة العربية الطارئة:
* لقد اتفق الحكام العرب على عقد قمة عربية طارئة في يوم الجمعة المقبل، والعدوان ما يزال مستمراً على غزة، فما ستعقد القمة العربية إلا وقد أتت إسرائيل على أبناء جلدتنا في فلسطين بفعل الإرهاب الإسرائيلي الذي كان من المفترض أن يفرض على الحكام العرب عقد القمة في وقت قريب، علماً بأننا نقول لهم لا نريد خطابات رنانة في القمة واستعراض بالكلمات بقدر ما نحن في أمس الحاجة إلى فعل قوي، فعلى سبيل المثال لا الحصر إنهاء التحرك في صعيد المبادرة العربية للسلام وقطع العلاقات مع إسرائيل بصورة فردية وصورة جماعية، وقطع المفاوضات مع العدو الإسرائيلي، وإعلان حالات التعبئة العامة الإعلامية والسياسية ضد الكيان الصهيوني اللعين، وطرد السفراء الإسرائيليين من بعض الدول العربية، ومقاطعة المنتجات الإسرائيلية والأميركية باعتبار أن الكيان الصهيوني هو الابن المدلل لأميركا التي تقف معه وتسانده في سياسته.
* حي على الجهاد:
فإذا لم تفلح القمة العربية في تحقيق مطالب الشعب العربي، ولم تستطع القيادات والزعامات العربية تنفيذ تلك المطالب البسيطة الأنفة الذكر فإننا نطالب حكامنا العرب بفتح باب الجهاد، فحي على الجهاد، والجهاد هو الحل الوحيد، فلا سلام ولا مفاوضات ولا كلام، بل نريد الجهاد الذي سينقذ أمتنا العربية والإسلامية من الأسر، ولا ينفع سوى الجهاد، فدعونا نبعد الحدود ونجاهد مع إخواننا الفلسطينيين، ولا تحرجوا أنفسكم أمام أميركا التي وضعتكم على هذه الكراسي وقولوا لهم إن هذا هو مطلب الشعب، أما الجهاد وإما الثورة على الأنظمة العربية والإسلامية، وهذا هو المعقول، فاليوم الذبح بالدور ثور بعد ثور، وأكلت يوم أكل الثور الأسود، فخيارنا وحيد وهو الجهاد ضد الإرهابيين الحقيقيين، وإما إسقاط الأنظمة العربية والإسلامية الفاشلة، فحي على الجهاد أيها الشعب العربي المسلم، وحي على الجهاد أيها الشعب المسلم، ولله در المجاهدين.
* لماذا نطالب بالجهاد؟
* نحن نطالب بالجهاد لأنه لا خيار لنا، فلقد طرقنا كافة الخيارات وجربنا السلام اللعين، والتهدئة العسكرية، وجربنا المفاوضات وخارطة الطريق، فالكيان الصهيوني مدعوم من الولايات المتحدة الأميركية ومدعوم من جميع الأنظمة العربية والإسلامية، وإخواننا في فلسطين يدافعون عن الأمة العربية والإسلامية، يدافعون عن القاهرة، ويدافعون عن مكة والبيت الحرام، ويدافعون عن سوريا، ويدافعون عن الأردن، ويدافعون عن العراق، ويدافعون عن اليمن وعن صناع الكرامة والآباء، ويدافعون عن البترول العربي والإسلامي، ويدافعون عن الخيرات والثروات العربية والإسلامية التي يراد لها أن تنتهك حالياً، فالواجب علينا أن نجاهد الكيان الصهيوني اللعين، فالمسلم للمسلم كالبنيان أو كالبنان وشبك بين أصابعه إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى، فمطالبتنا بالجهاد مطلب معقول ومنطقي ومشروع تقره جميع الأديان والشرائع السماوية السمحاء، فحي على الجهاد يا أمة محمد، فحي على الجهاد يا أمة الرسول والنبي الأعظم صلى الله عليه وآله وسلم، فلماذا تعقد القمة العربية يوم الجمعة المقبل؟ ولماذا لا تكون في وقت مبكر؟
* موقف الرئيس الصالح:
وفي هذا المقام يحق أن نثمن تثميناً عالياً موقف الرئيس الصالح حفظه الله الذي دعا العرب إلى عقد قمة طارئة بمشاركة الطرف الفلسطيني من حركة فتح وحماس، وقال أن ما يجري في غزة الصمود والإباء هو حرب إبادة إلى ذلك فقد دعا حزب المؤتمر الشعبي العام ومختلف الأحزاب السياسية في اليمن على رأسها حزب التجمع اليمني للإصلاح واللقاء المشترك حيث جابت يوم أمس في العاصمة صنعاء المظاهرات والمسيرات الغاضبة وعقد مهرجان بدعوة الهيئة الشعبية يوم أمس حيث طالبت القيادات والزعامات الحزبية منظومة الدول العربية والإسلامية بالتدخل السريع والآني للضغط على الكيان الصهيوني بغية إيقاف العملية العسكرية التي أطلق عليها "الرصاص المسكوب" والتي طالت أرواح الأبرياء من المدنيين العزل الذين لا حول لهم ولا قوة في حماقة سافرة لم تراع فيها الآلة العسكرية الصهيونية حقوق الإنسان وحقوق الآدمية فضلاً عن خروجها "الوقح" على مواثيق الأمم المتحدة ومعاهدات السلام ما يفرض تهيئة الزعامات والقيادات العربية والإسلامية إلى عدم القبول بالسلام مع إسرائيل والتفكير ببديل مناسب وهو دعم المقاومة الشعبية والجهاد على المغتصب الحاقد. =<