;

يخطئ من يعتقد أن الحصار كان إسرائيلياً 738

2008-12-29 05:02:13

حسن بن حسينون

لم يمر أسبوع على ما كتبناه في صحيفة "أخبار اليوم" موضوعاً بعنوان: "المال العربي في خدمة التآمر والمشروعات الاستعمارية، ، تحدثنا فيه عن المخططات الاستعمارية والصهيونية في فلسطين التي مرت بعدة مراحل ومحطات بداية بأول مؤتمر صهيوني في سويسرا عام 1898م الذي خرج بالدعوة إلى قيام دولة صهيونية في فلسطين وحتى اتفاقية أوسلوا السويد بين الفلسطينين والإسرائيليين وكذلك الدور الاستعماري وتآمر النظام العربي الرسمي منذ النكبة عام 1948م في التآمر على القضية الفلسطينية حتى الوقت الحاضر وما يحدث اليوم من خلافات وانقسام بين السلطة وحركة حماس وقبلها ما حدث في لبنان في تموز 2006م إلا دليل واضح على ذلك التآمر العربي المقيت.

ومن أغرب أشكال التآمر العربي ضد الفلسطينيين والقضية الفلسطينية هو فرض الحصار وغلق المعابر إلى الضفة الغربية وقطاع غزة من قبل النظام الأردني والنظام المصري، مع العلم إن إسرائيل احتلت الضفة والقطاع عام 1967م وهما تحت حكم النظامين.

ورغم ذلك هما من يفرض الحصار اليوم ومنذ أكثر من عامين على الأراضي الفلسطينية ذلك الحصار الذي جاء نتيجة لمعاهدتي كامب ديفيد بين مصر وإسرائيل ومعاهدة وادي عربه بين المملكة الأردنية الهاشمية وإسرائيل التي قيدت وأبعدت النظامين بموجب ما جاء فيهما من التزامات ومن أية علاقة أو تدخلات أو دعم إنساني أياً كان نوعه إلا برضا وموافقة إسرائيل.

ولقد تعرض الشعب الفلسطيني ما بعد إبرام تلك المعاهدات إلى مزيد من المذابح والمجازر الجماعية والعالم كله ظل يتفرج دون أن يحرك ساكناً وفي المقدمة النظامين المصري والأردني اللذان يتحملان الوزر الأكبر ومن خلفها بعض الأنظمة العربية في الجزيرة والخليج التي مثلت كارثة كبرى ونبتات شيطانية غرسها الاستعمار في الوطن العربي لا تختلف في شيء عن النبتة الصهيونية التي غرسها في قلب الوطن العربي فلسطين منذ ستين عاماً.

أما الجامعة العربية منذ نشأتها من قبل وزارة المستعمرات البريطانية وشركة قناة السويس وبعض الزعامات المصرية والعربية الرجعية وحتى الوقت الحاضر لم تحل أكثر من "95%" من القضايا التي خرجت بها مؤتمرات القمة العربية منذ 1945م إلى الوقت الحاضر، ولكونها جامعة للدول والحكومات العربية ولا علاقة لها بالشعوب فقد تحول مبناها إلى ماخور ووكر للتآمر والمهاترات والمزايدات ومزيداً من الخلافات والانقسامات العربية العربية، لا لشيء عدى ذر الرماد في العيون والضحك على الذقون، ذقون وعيون الشعوب العربية المكبلة بالقيود المغلوبة على أمرها فلا حول لها ولا قوة عندما يتداعون إلى عقد أي من القمم العربية، ولقد وضحت الوثائق الصادرة عن مقر الجامعة ما فيه الكفاية حول واقع الجامعة العربية ماضياً وحاضراً، ذلك الواقع المأساوي، ومن أحقر وأسوء المواقف العربية وخاصة المصرية والأردنية هو الموقف تجاه ما يتعرض له شعبنا الفلسطيني في قطاع غزة من إبادة جماعية على يد الكيان الصهيوني والتي مثلت أكبر جريمة تاريخية يذهب ضحيتها أكثر من مائتين شهيد وما يقارب من "500" جريح خلال دقائق وساعات قليلة ظهر يوم السبت تاريخ 27/12/2008م.

أما الفضيحة الكبرى هي التي سوف تقع في حالة دعوة أمانة الجامعة العربية إلى عقد قمة عربية لأنها ستكون مثار سخرية وتندر الشعوب العربية والعالم لأن المثل العربي سوف ينطبق على الزعماء العرب في حالة عقد قمتهم والذي يقول: "إذا لم تستح فاصنع ما شئت"، لأن الناس يعرفون جيداً ومسبقاً ما سوف يخرج من القمة وذلك من خلال تجاربهم الخاصة خلال ثلاثة وستين عاماً من عمر الجامعة، وحتى يحافظوا على ماء الوجه فمن الأفضل للزعامات العربية أن لا يدعوا إلى عقد القمة وبدلاً عن ذلك اتخاذ مواقف صريحة ومعلنة قوية تجاه الكيان الصهيوني ومن يدعمه مادياً ومعنوياً حتى تكون مواقف مشرفة يقتنع بها الشعب العربي منه ولو لمرة واحدة في تاريخ هذه الأنظمة وهذه الزعامات التي لم تجلب سوى الخزي والعار لها ولشعوبها ولأوطانها، بحيث تكون هذه المواقف معلنة عبر مختلف وسائل الإعلام المحلية وعند ذلك يمكن الدعوة لعقد القمة وفي

الأكثر قراءة

الرأي الرياضي

كتابات

أحمد ناصر حميدان

2025-01-18 00:17:31

وطن يصارع الضياع

كلمة رئيس التحرير

صحف غربية

المحرر السياسي

سيف محمد الحاضري

2024-10-14 03:09:27

القضاء المسيس ..

وكيل آدم على ذريته

أحلام القبيلي

2016-04-07 13:44:31

باعوك يا وطني

أحلام القبيلي

2016-03-28 12:40:39

والأصدقاء رزق

الاإصدارات المطبوعة

print-img print-img
print-img print-img
حوارات

dailog-img
رئيس الأركان : الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر

أكد الفريق ركن صغير حمود بن عزيز رئيس هيئة الأركان ، قائد العمليات المشتركة، أن الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر، مبيناً أن تشكيل مجلس القيادة الرئاسي الجديد يمثل تحولاً عملياً وخطوة متقدمة في طريق إنهاء الصراع وإيقاف الحرب واستعادة الدولة مشاهدة المزيد