عبدالباسط الشميري
ما هي حقوق الإنسان؟ وأين توجد هذه الحقائق؟ وكيف تصادق دول العالم على اتفاقيات حقوق الإنسان؟ ثم ما هي المعايير التي يؤخذ بها المجتمع الدولي لتصبح القوانين والاتفاقيات نافذة على هذه الدولة أو تلك؟ طبعاً للإجابة على كل تلك التساؤلات نحن بحاجة للرجوع لعدد من الاتفاقيات والبروتوكولات الملحقة باتفاقية جنيف الرابعة على سبيل المثال، ولا ينبغي لنا أن نتجاهل بقية المعاهدات والاتفاقيات المتعلقة بهذا الموضوع من عام "1948م"، ومروراً باتفاقية جنيف الرابعة والبروتوكولات المحلقة في سبعينيات القرن الماضي أو ما تلى ذلك، وصولاً إلى عام 1997م وإنشاء المحكمة الجنائية الدولية ومحاكمة مجرمي الحرب واتفاقيات عديدة سبقت أو ترافقت مع إنشاء هيئات منظمة الأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي الذي يبدو أن إنشائه كان في الأصل ليكون أداة أو ألعوبة بيد بعض القوى الدولية ولا غير، ولمن يقول غير ذلك عليه تتبع كل ما يصدر عنه من قرارات هوجاء، خصوصاً القرارات المتعلقة بالصراع العربي الصهيوني، وإلا بالله عليكم كم هي المجازر التي ارتكبتها العصابات الصهيونية منذ الأربعينيات من القرن المنصرم وحتى اليوم! لا نريد أن نتحامل على أحد في هذا العالم الأعرج، لكن هي حقائق، فمذبحة دير ياسين شاهدة على ذلك، ومجزرة الحرم الإبراهيمي، ومجزرة صبرا وشاتيلا، ومجزرة جنين، وبئر السبع، وقانا الأولى والثانية ووإلخ، وكل ما ذكرت هي جرائم ارتكبها جيش وعصابات الصهيونية العالمية وهنا مذابح ومجازر لم أذكرها وكل هذا يحدث والعالم يتفرج، ومجلس الأمن يجتمع، لكن كل اجتماعاتهم لم تكن سوى ضحك على الذقون لا أقل ولا أكثر.
وحقيقة ما يحدث في أروقة مجلس البغاء هذا لا ينبغي أن يستمر أكثر من ذلك، وعلى الدول العربية مغادرة هذا المجلس إن أرادت أن تكون لها كرامة وعزة، رغم أننا لا نرجو من زعاماتنا وقيادتنا العربية أي خير، خصوصاً بعد ما شاهدنا من عمليات ذبح وجزر الأطفال والنساء وكل شيء على أرض غزة الحبيبة، فما يجري من إبادة وقتل وسلخ لهؤلاء المساكين وعبر شاشات التلفزة لا يمكن له أن يتم دون هذا الصمت المطبق والذي أفزعنا واهالنا كمواطنين قبل أن يفزع ويفجع الأشقاء في غزة، ويا أسفاه على أمة تفجع كل يوم بما يشيب له الصبي في المهد!
كنا كشعوب نتوقع أي شيء إلا أن يقف العرب وبهذه الصورة موقف الفرجة! كنا نظن أنه لا زال هناك قليلٌ من الحياء.. قليلٌ من الخجل.. قليلٌ من الذوق.. لكن يبدو أننا أمام حجارة صماء لم يعد بمقدورها أن تقدم شيئاً لا للشعوب ولا لأحد من الخلق.. وبالفعل لقد تأكد هذا ومن خلال ما هو ماثل أمامنا!
إن ما يجري يصيب الفرد بالذهول وحالة الصدمة، ودعونا نستوضح أكثر لماذا وصلنا إلى هذا الواقع المخزي؟ بل ما الذي أوصلنا إلى هذا الحد من السقوط.. سياسياً وأخلاقيا ووإلخ؟ ثم تعالوا لننظر في الموقف التركي الذي تقدم علينا كثيراً حتى في غزو العراق، لم تقف أي بلد موقف الدعم والمساندة للعراق مثل موقف الأشقاء الأتراك.. أليس كذلك؟!
للعالم الحر
إذا لم تكن تلك المناظر المحزنة للقتلى من النساء والأطفال وبتلك الصور البشعة تدعوكم لفتح تحقيق عاجل والمطالبة بإيقاف الذبح الممنهج لجيش الاحتلال اليوم، فما الذي ينبغي أن يكون؟ لذا نقول لكم ولهيئاتكم ومنظماتكم الهشة تلك التي تدعي زوراً وبهتاناً الدفاع عن حقوق الإنسان، وعن المواطنة المتساوية وتتحفنا بالبرامج والدراسات: اصمتوا، بل اخرسوا ودعونا وشأننا، فلا حاجة لنا بكم أيها المتآمرون والقتلة! أما شافيز بل فنزويلا كلها نقول لها ولقائدها العظيم: أيها العظيم طبت وطاب مسعاك.
شافيز أيها العظيم، يا صاحب الفخامة والزعامة، يا صاحب السمو المبجل، شافيز يا صاحب الجلالة المعظم، حياك الرب وبارك فيك، شافيز أيها الرجل العظيم علمهم ليقتدوا بك، علمهم ليغاروا، علمهم معنى القيادة، علمهم أبجديات السياسة والكياسة!
شافيز أيها القومي العظيم كيف لنا أن نصل إليك لنقبل رأسك، لنقول لك شكراً؟! أيها الصنديد شكراً لك أيها الرجل العادل: شكراً لك أيها القائد المغوار، ولا نامت أعين الجبناء!