عصام المطري
التنمية السياسية هي من أرقى ألوان التنمية الشاملة وتمارس في النظم السياسية الديمقراطية التي تؤمن بالتعددية السياسية، وبالتداول السلمي للسلطة ومجالها الحزب والتنظيم السياسي، حيث من المفترض أن تقوم جميع القوى والأحزاب والتنظيمات السياسية بدور فاعل في إطار التنمية السياسية من خلال تربية الحزب أو التنظيم لأعضائه تربية سياسية، ويفتق أذهانهم لمتابعة الجديد في علم التنمية السياسية، فالحزب والتنظيم السياسي له دور فعال في الحياة السياسية.
وما لا يمكن فهمه هو إصرار بعض الأحزاب على إهمال أعضائه فضلاً عن أنصاره حيث لا تقوم الأحزاب السياسية بواجبها نحو النشء والشباب، فهو محضن من محاضن رعاية الشباب ينأى بهم عن الجمود والإتكالية والتنطع والغلو والتطرف، ويبعدهم عن الجماعات المتنطعة المغالية المتطرفة حتى تستغل تلك الجماعات سعة فراغ الشاب، والبطالة الحادة التي أصابت الحياة الاقتصادية والاجتماعية وتعمل على إغرائهم بالمال حتى يكونوا عبيداً لها.
لقد جعل الإنسان مجالاً ووسيلة وغاية للتنمية انطلاقاً من أبرز تعريف وظيفي للتنمية نص على أن التنمية هي: "تنمية الناس بالناس من أجل الناس"، ومن هذا المنطلق يجب الاهتمام بالإنسان لأنه عمود التنمية ومجالها ووسيلتها وغايتها إنه يجب أن تساهم المدرسة والنادي الثقافي والرياضي والمسجد في عملية التنمية السياسية فضلاً عن دورها في التنشئة السياسية الصحيحة البعيدة عن الغلو والتطرف والتنطع.
ولئن كانت التنمية السياسية ضعيفة جداً وللغاية، فإنه حري بنا أن نشد على أيدي القائمين على الأحزاب بالتوصل إلى إستراتيجية ومشروع للتنمية السياسية بدلاً من الانشغال بالترهات، وبإلقاء الكلام على عواهنة بغية إخراج جيل رباني يحب الوطن ويعمل له، ويتخلص من الفساد والمفسدين بالوسائل الديمقراطية لا باستخدام العنف والإرهاب، وهذا ما جعل دور الأحزاب مهماً في هذه التنمية التي تستهدف جميع شرائح الوطن الاجتماعية.
إن التنمية السياسية الهادفة للأفراد والجماعات والمجتمع شيء ضروري لاستمرار الحياة السياسية، ولتعزيز مداميك الأمن للاستقرار، حيث سنتمكن من خلال التنمية السياسية إخراج جيل مرن غير متعصب، يهوى البناء، ولا يعشق الهدم، يؤمن بتطلعات وطموحات الأمة في العيش الهادئ الرغيد، ويشاطر الناس همومهم ومشكلاتهم على وجه هذه البسيطة.
ويتوجب على الجميع أفراداً وجماعات أن يستوعبوا الدرس ويمضون في طريق التنمية السياسية الهادفة، وعلى الأحزاب والتنظيمات السياسية أن تعي دورها في الحياة السياسية، ويعملون في هذا المجال بتربية الأفراد على التنمية السياسية وإمدادهم بكل جديد في واقع الحياة اليومي، ويهتموا بالشباب اهتماماً بالغاً لتأكيد الحضور في الساحة الوطنية السياسية.